الجمعة، 16 أبريل 2010

اقتراح غير وجيه

قال فلان:لو كان الأمربيدى لأصدرت على الفور قراراحاسما
يجرم الغناء والتمثيل والسياحة والأضرحة والرياضة .
قلت :ولماذا؟
قال:لأن هذه سبب كل مشكلاتنا.خلّ الناس تشوف شغلها.
قلت:الحمد لله أن الأمر ليس بيدك.
قال:عجبا.هل أنت تشجع هذا الخماسى اللعين ؟
قلت:عيبنا أننا نصدر أحكاما عامة فى أمورلايصح فيها التعميم.
قال :لم أفهم .
قلت:أما عن الغناء فمنه ماهو مرغوب فيه ومنه ماهو مرغوب عنه .ألا تحفظ (طلع البدر علينا  من ثنيات الوداع)؟أليس نشيدا 
رائعا رقيقا يحمل أجمل المشاعر؟هل تنكر؟ألم تعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم ألف أغنية ؟
قال (دهشا):نعم؟أغنية؟ماذا تقول؟
قلت:أقولما روته كتب السيرة من أن الرسول صلى الله عليه وسلم
علم أن بعض الأنصار تزوج فقال:"هلا حركوا غرابيلهم"أى هلاّ
ضربواعلى الدفوف وغنوا.فقيل له:وماذانقول؟قال:
            "أتيناكم أتيناكم        فحيونا  نحييكم"
            "ولولا الحنطة السمراءماجئنالواديكم"
ألم تعلم أنه صلى الله عليه وسلم استمع إلى غناءجاريتين فى بيته
وقال لأبى بكر رضى الله عنه:"دعهما فإن هذاعيدنا"؟
قال:ولكن أين هذا الغناء ممانسمع هذه الأيام ؟
قلت:وهذا ما أعنيه .فلا يصح التعميم.فإذا كان الغناءدافعا للفضائل
حاثا على المكرمات مسجلا للبطولات فلم لا؟
سمعت تجارب ممتازة تسجل السيرة النبوية عن طريق الأغانى 
فلم لا ندعم هذا الاتجاه إنه فن وذوق وعلم وترفيه .
أما الأغاتى الهابطة فلا يختلف العقلاء فى ضرورة محاربتها.
ولكن كيف؟أرجو تأجيل الإجابة قليلا.
ويقال مثل ذلك عن التمثيل وقد شاهدت على الشاشة الصغيرة فى
دولة عربية التاريخ الإسلامى فى مسلسلات رائعة تأليفا وتمثيلا 
وإخراجا .أعمال ممتازة لاتسمع فيها لاغية ولاترى فيهاصورة 
نابية وكانت أعمالا تعليمية وترفيهية من الدرجة الأولى.
أما الأعمال التى تستثير الغرائزفليست جديرة بالمشاهدة.ولكن كيف نقضى عليها؟أرجو تأجيل الإجابة قليلا.
أما عن السياحة فالأمر الإلاهى يقول:"فامشوا فى مناكبها""قل سيروافى الأرض فانظرواكيف بدأ الخلق ثم الله ينشىء النشأة الآخرة"أليست هذه دعوة إلى السياحة الاقتصادية والعلمية ؟
أما السياحة التى تقوم على الجنس والخمرفهى تهتك ينبغى القضاءعليه ولكن كيف؟أرجو تأجيل الجواب قليلا.
أما عن الرياضة فقد كان نبيناصلى الله عليه وسلم بطلا فى المصارعة وبطلا فى الرماية استطاع أن يصيب ثغرة فى عنق 
عقبة بن أبى معيط رغم أنه كان يلبس لأمة حديدية تغطى رأسه 
كما تسابق صلى الله عليه وسلم مرتين وشجع على تعلم السباحة والرمى وركوب الخيل وقال :"ألا إن القوة الرمى"ثلاثا.
أما ما نحن فيه من هذه المؤسسات الرياضية التى طغى الاهتمام بها على الضرورات والتى صارت مصدراللتفسخ الاجتماعى
فهذه هلوسة يجب إيقافها ولكن كيف؟أرجو تأجيل الجواب قليلا.
أما عن الأضرحة فهى مشكلة التحم فيها الجهل الدينى بمصلحة 
المرتزقة وهى مهزلة يجب أن تنتهى ولكن كيف؟
حانت الإجابة على كل هذه الكيفات جملة واحدة .
إن الحل لايكمن فى قرارحاسم فما أكثر القرارات وما أقل المنفذين .القرار يكون فوقيا والتنفيذ على مستوى القاعدة وحتى 
تضمن التنفيذ لابد من رقيب وهذا مستحيل .
لذا يجب أن يكون الرقيب دائما قادراعلى الوعد والوعيد وهذا لا
يمكن أن يكون إلا فى نطاق (الوعى الدينى).
الوعى الدينى يحل كل المعضلات حلا سلميا طوعيا لأنه يأتى من
خلال القاعدة الجماهيرية صاحبة المصلحة .
إن القوة المدججة بالسلاح تستطيع أن تعتقل وتضرب وتقتل وتهدم ولكن المنتفعين سيقاومون ويستميتون وقد يعتقدون أنهم إن
ماتوا صاروا شهداء.وقد يعيد مرتزقة الأضرحة بناءما تهدم بالذهب .ولكن إذا وجد (الوعى الدينى)عند هؤلاءفلن يكون شيء
من هذا.
وتبعة هذا الحل على العلماء .
فهم عقل الأمة وسياجها الأخير.
وقد يستغرق هذا الحل وقتا وجهدا وتضحيات .
ولكن لابديل عنه.
مطلوب من العلماء أن يوحدواصفوفهم فى (جبهة واحدة)ولو حدث هذا لتغيرت أمور وأمور.
فهل يحدث هذا؟
من يدرى؟

ليست هناك تعليقات: