قال صاحبى:موعدناالحديث عن التلوث بإهدارالموارد.
قلت:لعل الموارد بشكل عام ترجع إلى(الماءوالغذاءوالمال والأملاك
العامة).
أماعن الماءفلاأعرف ديناأوقانوناشرع الحرص على الماء مثل الإسلام .
-فقد أعلى من البداية قيمة الماء باعتباره أساس الحياة"وجعلنامن الماءكل شىءحى"الأنبياء30
-جعل الله الماء من أعظم المنن على البشر"الله الذى خلق السموات والأرض وأنزل من السماءماءفأخرج به من الثمرات رزقالكم وسخرلكم الفلك لتجرى فى البحر بأمره وسخر لكم الأنهار"إبراهيم32 ففى آية واحدة يذكر الرب جل شأنه:
1-إنزال الماء من السماء.
2-فائدة الماء فى إنبات الزروع والثمار. 3-فائدة الماء فى حمل السفن فى البحر ومايتبع ذلك من فوائد. 4-فائدة الماء العذب الذى يعيش عليه الأحياء. والقرآن زاخر بمثل هذه الآية . -والإسلام جعل الماءأداة للطهارة من إزالة النجاسة والوضوء ... -والإسلام حريص على الماءشددفىالنهى عن إهداره فقد وردأنه صلى الله عليه وسلم مر على سعدبن أبى وقاص رضى الله عنه وهويتوضأ ويسرففنهاه قائلا"وإن كنت على نهر جار".وكان من هديه صلى الله عليه وسلم أن يغسل العضوفى الوضوءثلاثاوينبه على أن من زاد على ذلك "فقد أساء وتعدى وظلم ". وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم كان يكفيه فى الوضوء ملء
الكفين ومن هدى الإسلام فى تطهيرمكان بول الصبى الرضيع الرش لاالغمربالماء . ومن الفقه الإسلامى العالى جعل غلبة الظن كافيا فى الحكم بطهارة الماءلأن اشتراط اليقين هنا يهدر كميات هائلة من المياه.فقد وردأنه صلى الله عليه وسلم مرا على مقراة(حوض للمياه)فقال عمرعليه
رضوان الله:(يا صاحبالمقراة أوردت عليك السباع هذه الليلة)؟ يقصد أن الماءلم يعد طاهرافقال صلى الله عليه وسلم:"لاتخبره إنا نرد على السباع وتردعليناالسباع"بل ورد ماهو أكثرمن هذافقد حدث أن أصابهما بعض الماء من ميزاب فسأل عمر :هل هذا الماء طاهر؟فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم صاحب الميزاب ألايرد. أماعن (الغذاء)فقد حددالرسول صلى الله عليه وسلم الهدف من الطعام وأنه لسد الجوعوليس لمجرد الترف والتلذذفقال:"نحن قوم لانأكل حتى نجوع وإذا أكلنالانشبع"وهذا هو الخط القرآنى"وكلوا واشربواولاتسرفواإنه لايحب المسرفين"الأعراف31. ومن هديه صلى الله عليه وسلم التقليل من الطعام"بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان لابد فاعلا فثلث لشرابه وثلث لطعامه وثلث لنفسه"وأخبر أن الإكثار من الطعام ليس من شيم المسلم فقال:"الكافر يأكل فى سبعة أمعاء والمؤمن فى معى واحد " ومن
الأحاديث المتفق عليها"طعام الاثنين كافى الثلاثة وطعام الثلاثة كافى الأربعة". والدعوة إلى فهم وظيفة الطعام دعوة إلى منظومة سلوكية رشيدة فالذى يعلم أن الطعام لمجرد (سد الجوع)لن يهتم كثيرابشراءهذه الغرفة التى تسمى(السفرة)بما تحتاج إليه من مال ومكان.ولن يهتم بهذه الأطقم الكثيرة المتنوعة الأشكال والأحجام من أوانى الطهو والتقديم والتى تكلف كثيراوقد لاتستخدم على الإطلاق.ولذا ورد أنه صلى الله عليه وسلم كان يجلس على الأرض ويقول:"إنى أجلس كما يجلس العبد وآكل كما يأكل العبد "فأين هذا الهدى الرفيع الرشيد من هؤلاءالذين يعتبرون الطعام هدفا فى حد ذاته ؟ وأين من هذا الهدى النبوى ما يفعله بعض (المتحضرين)فى حفلاتهم الصاخبة من قذف بعضهم البعض بأطباق الطعام الفاخرة؟ أما عن المال وهو سيد الموارد فإن هدى الإسلام فيه لايدانيه هدى فالإسلام يقول لك من البداية:(المال ليس مالك بل هومال الله وأنت مستخلف فيه)ومعنى هذاأنه لابد أن تتبع منهج الذى استخلفك فيه. -فكن حريصا على أن تكسبه من حلال وهذا يترتب عليه سلوك
معين ويترتب عليه نشاط مرغوب فيه ونشاط مرغوب عنه. -وإذا كان المال تحت يدك فانظر كيف تنفقه فالقماروالرباحرام وأكل أموال الناس بالباطل حرام لأن ذلك إهدار لقيمة المال . -ومن حقك أن تنفق المال فى الطعام والشراب واللباس والمسكن دون ترف لأن الترف من صفات أصحاب الجحيم"إنهم كانواقبل ذلك مترفين"الواقعة45 ودون تبذيرلأن"المبذرين كانوا إخوان الشياطين "الإسراء27بل تعرف قيمة المال ومقدارالحاجة فلا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط ولكن كن من "الذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما" الفرقان67. -والإسلام ينهى الرجال عن لبس الحرير والتختم بالذهب والأكل فى أوانى الذهب والفضة . -وسياسة المال فى الإسلام تتجلى فى تشريع الزكاة والميراث والتى تصب فى صالح الفرد والجماعة. -والإسلام حريص على الملكية الخاصة يحميهاومن أجلها شرع حدالسرقة ولكنه فى نفس الوقت يعتبر مالك هو ثروة المجتمع فى
النهاية فإذاأسأت استخدام المال وأهدرته فأنت سفيه تستحق الحجر
عليك ومنعك من التصرفات المالية. أما عن الممتلكات العامة فحرمتها كحرمة المال الخاص فقد أخبرالرسول صلى الله عليه وسلم أن رجلا قتل فى الغزومعه يتقلب فى النارفى شملة غلها.أى اختلسهامن الغنائمقبل توزيعها. والأرض العامة من ممتلكات الأمة يجب إعمارهافمن زرع شجرة
كانت له صدقة"لايغرس مسلم غرسا ولا يزرع زرعافيأكل منه إنسان ولادابة ولاشىءإلاكانت له صدقة"رواه مسلم من حديث أبى هريرة رضى الله عنه.ويتوعد من أهدر المال العام"من قطعسدرة فى فلاة يستظل بها ابن السبيل والبهائم ظلما بلا حق يكون له فيها صوب الله رأسه فى النار"
ويكفينا هذا التشريع العبقرى "من أحيا أرضا ميتة فهى له"رواه أحمد وأبو داود والترمذى ولو أحسنا تطبيقه لاخضرت الصحراء
بأيدى الناس.
قال صاحبى :وحديث السفينة الذى رواه البخارى دليل على أنه ليس لصاحب المال أن يتلف ماله فإذا فعل وجب على المجتمع أن يأخذ على يديه لينجووينجواجميعا .
ولكن ماذا عن بقية أنواع التلوث؟
قلت:موعدنا اللقاءات التالية إن شاء الله .
قلت:لعل الموارد بشكل عام ترجع إلى(الماءوالغذاءوالمال والأملاك
العامة).
أماعن الماءفلاأعرف ديناأوقانوناشرع الحرص على الماء مثل الإسلام .
-فقد أعلى من البداية قيمة الماء باعتباره أساس الحياة"وجعلنامن الماءكل شىءحى"الأنبياء30
-جعل الله الماء من أعظم المنن على البشر"الله الذى خلق السموات والأرض وأنزل من السماءماءفأخرج به من الثمرات رزقالكم وسخرلكم الفلك لتجرى فى البحر بأمره وسخر لكم الأنهار"إبراهيم32 ففى آية واحدة يذكر الرب جل شأنه:
1-إنزال الماء من السماء.
2-فائدة الماء فى إنبات الزروع والثمار. 3-فائدة الماء فى حمل السفن فى البحر ومايتبع ذلك من فوائد. 4-فائدة الماء العذب الذى يعيش عليه الأحياء. والقرآن زاخر بمثل هذه الآية . -والإسلام جعل الماءأداة للطهارة من إزالة النجاسة والوضوء ... -والإسلام حريص على الماءشددفىالنهى عن إهداره فقد وردأنه صلى الله عليه وسلم مر على سعدبن أبى وقاص رضى الله عنه وهويتوضأ ويسرففنهاه قائلا"وإن كنت على نهر جار".وكان من هديه صلى الله عليه وسلم أن يغسل العضوفى الوضوءثلاثاوينبه على أن من زاد على ذلك "فقد أساء وتعدى وظلم ". وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم كان يكفيه فى الوضوء ملء
الكفين ومن هدى الإسلام فى تطهيرمكان بول الصبى الرضيع الرش لاالغمربالماء . ومن الفقه الإسلامى العالى جعل غلبة الظن كافيا فى الحكم بطهارة الماءلأن اشتراط اليقين هنا يهدر كميات هائلة من المياه.فقد وردأنه صلى الله عليه وسلم مرا على مقراة(حوض للمياه)فقال عمرعليه
رضوان الله:(يا صاحبالمقراة أوردت عليك السباع هذه الليلة)؟ يقصد أن الماءلم يعد طاهرافقال صلى الله عليه وسلم:"لاتخبره إنا نرد على السباع وتردعليناالسباع"بل ورد ماهو أكثرمن هذافقد حدث أن أصابهما بعض الماء من ميزاب فسأل عمر :هل هذا الماء طاهر؟فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم صاحب الميزاب ألايرد. أماعن (الغذاء)فقد حددالرسول صلى الله عليه وسلم الهدف من الطعام وأنه لسد الجوعوليس لمجرد الترف والتلذذفقال:"نحن قوم لانأكل حتى نجوع وإذا أكلنالانشبع"وهذا هو الخط القرآنى"وكلوا واشربواولاتسرفواإنه لايحب المسرفين"الأعراف31. ومن هديه صلى الله عليه وسلم التقليل من الطعام"بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان لابد فاعلا فثلث لشرابه وثلث لطعامه وثلث لنفسه"وأخبر أن الإكثار من الطعام ليس من شيم المسلم فقال:"الكافر يأكل فى سبعة أمعاء والمؤمن فى معى واحد " ومن
الأحاديث المتفق عليها"طعام الاثنين كافى الثلاثة وطعام الثلاثة كافى الأربعة". والدعوة إلى فهم وظيفة الطعام دعوة إلى منظومة سلوكية رشيدة فالذى يعلم أن الطعام لمجرد (سد الجوع)لن يهتم كثيرابشراءهذه الغرفة التى تسمى(السفرة)بما تحتاج إليه من مال ومكان.ولن يهتم بهذه الأطقم الكثيرة المتنوعة الأشكال والأحجام من أوانى الطهو والتقديم والتى تكلف كثيراوقد لاتستخدم على الإطلاق.ولذا ورد أنه صلى الله عليه وسلم كان يجلس على الأرض ويقول:"إنى أجلس كما يجلس العبد وآكل كما يأكل العبد "فأين هذا الهدى الرفيع الرشيد من هؤلاءالذين يعتبرون الطعام هدفا فى حد ذاته ؟ وأين من هذا الهدى النبوى ما يفعله بعض (المتحضرين)فى حفلاتهم الصاخبة من قذف بعضهم البعض بأطباق الطعام الفاخرة؟ أما عن المال وهو سيد الموارد فإن هدى الإسلام فيه لايدانيه هدى فالإسلام يقول لك من البداية:(المال ليس مالك بل هومال الله وأنت مستخلف فيه)ومعنى هذاأنه لابد أن تتبع منهج الذى استخلفك فيه. -فكن حريصا على أن تكسبه من حلال وهذا يترتب عليه سلوك
معين ويترتب عليه نشاط مرغوب فيه ونشاط مرغوب عنه. -وإذا كان المال تحت يدك فانظر كيف تنفقه فالقماروالرباحرام وأكل أموال الناس بالباطل حرام لأن ذلك إهدار لقيمة المال . -ومن حقك أن تنفق المال فى الطعام والشراب واللباس والمسكن دون ترف لأن الترف من صفات أصحاب الجحيم"إنهم كانواقبل ذلك مترفين"الواقعة45 ودون تبذيرلأن"المبذرين كانوا إخوان الشياطين "الإسراء27بل تعرف قيمة المال ومقدارالحاجة فلا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط ولكن كن من "الذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما" الفرقان67. -والإسلام ينهى الرجال عن لبس الحرير والتختم بالذهب والأكل فى أوانى الذهب والفضة . -وسياسة المال فى الإسلام تتجلى فى تشريع الزكاة والميراث والتى تصب فى صالح الفرد والجماعة. -والإسلام حريص على الملكية الخاصة يحميهاومن أجلها شرع حدالسرقة ولكنه فى نفس الوقت يعتبر مالك هو ثروة المجتمع فى
النهاية فإذاأسأت استخدام المال وأهدرته فأنت سفيه تستحق الحجر
عليك ومنعك من التصرفات المالية. أما عن الممتلكات العامة فحرمتها كحرمة المال الخاص فقد أخبرالرسول صلى الله عليه وسلم أن رجلا قتل فى الغزومعه يتقلب فى النارفى شملة غلها.أى اختلسهامن الغنائمقبل توزيعها. والأرض العامة من ممتلكات الأمة يجب إعمارهافمن زرع شجرة
كانت له صدقة"لايغرس مسلم غرسا ولا يزرع زرعافيأكل منه إنسان ولادابة ولاشىءإلاكانت له صدقة"رواه مسلم من حديث أبى هريرة رضى الله عنه.ويتوعد من أهدر المال العام"من قطعسدرة فى فلاة يستظل بها ابن السبيل والبهائم ظلما بلا حق يكون له فيها صوب الله رأسه فى النار"
ويكفينا هذا التشريع العبقرى "من أحيا أرضا ميتة فهى له"رواه أحمد وأبو داود والترمذى ولو أحسنا تطبيقه لاخضرت الصحراء
بأيدى الناس.
قال صاحبى :وحديث السفينة الذى رواه البخارى دليل على أنه ليس لصاحب المال أن يتلف ماله فإذا فعل وجب على المجتمع أن يأخذ على يديه لينجووينجواجميعا .
ولكن ماذا عن بقية أنواع التلوث؟
قلت:موعدنا اللقاءات التالية إن شاء الله .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق