قال صاحبى:تحدثنا عن موقف الإسلام من (تلوث البيئة)و(الحفاظ على الموارد)وأرجو أن نتحدث عن (التلوث البصرى)
قلت:كما يتأذى أنف الإنسان تتأذى عينله من مظاهر القبح التى تصفع ناظريه أنى ذهب .والقبح قبحان :قبح الظاهر وقبح الباطن.
أما قبح الظاهر فيتبدى فى:
-تلال القمامة التى تشوه وجه الأرض وترسل إلى النفس الكآبة وإلى الجسم المرض .
وفى فوهات البالوعات المصممة لاقتناص الأطفال.
-وفى قنوات الصرف الصحى التى تنشر كالأفاعى السامة فى القرى والمدن
-وفى مداخن المصانع التى تمد ألسنتها السوداء ساخرة من كل قوانين حماية البيئة
-وفى هؤلاء الظلمة من المدخنين الذين يصرون على أن يسودوا رئاتهم ورئات غيرهم كما يسودون صحائف أعمالهم وليت كل
مدخن ينظر إلى المرآة فلن يرى لمسة جمال بل لعله يكون أشبه
بكومة قمامة ينبعث منها دخان
قال صاحبى:وإذا توسلت إليه أن يكف رحمة بك أخذته العزة بالإثم وأرغى وأزبد وعلا صوته مدافعا عن حريته
قلت:موضوع التدخين شرحه يطول ويحتاج إلى حديث خاص
ومن مظاهر القبح هؤلاء المتسولون الذين يستعرضونأمامك كل ألوان التلوث البيئى والسمعى والبصرى
قال صاحبى:وماذا عن قبح الباطن؟
قلت:إنه القبح المغلف بالجمال الزائف قبح الجسد الذى يعرض مفاتنه سعيدا بنهم الأعين الخائنة.إنه قبح الباطن الذى سول لصاحبته أن تكشف مالاينبغى أن يُرى لمن لاينبغى أن يَرى ولاشك أنه لايفعل ذلك إلارأس فارغ فإن الشىء الجميل النفيس يضن به صاحبه أن يبتذله أما الشىء الرخيص فيبذل لكل أحد
لذا لن تجد أبدا جميلة سافرة فى نفسها لمسة جمال
وإذا كان ذلك قبيحا فى النساء فإنه أشد قبحا فى ذلك الشباب المائع
التافه الذى يرفل قى السلاسل أولئك المخنثون أشباه الرجال ولا رجال .ولقد شعرت بالغثيان حين قرأت خبر لاعب كرة فقد
(مصاغه) أى قرف هذا؟ومن عجب أن يقدم أمثال هؤلاء ليكونوا
أسوأ قدوة للناشئين
قال صاحبى:وما موقف الإسلام من هذا القبح؟
قلت:إن الإسلام يبدأ بإعداد الفرد ليكون جميلا فى نفسه جميلا لغيره ويقدم له القدوة فى نبيه صلى الله عليه وسلم الذى كان يحب
الثياب البيض وكان يلبس الثياب الحمراءذوات الأقلام والملابس
الخضراء وكان يرجل شعره ويدعو للعناية به وحبه للطيب وكرهه للرائحة الكريهة مشهور معروف
وإذا قرأت القرآن وجدته يقيم للجمال مقاما عاليا ويأخذ بألباب
المسلمين وأنظارهم إلى موائد الجمال لأن النفوس التى يهزها الجمال أجدر أن تتذوق حلاوة الإيمان واقرأ معى هذاالأمر الإلاهى:"يابنى آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد"الأعراف 31
وكأنى بهذه الآية ترمق كل مؤمن بعين محبةوهو مقبل على ربه بروح جميل وجسم جميل لأن ربه جميل يحب الجمال وكأنى بروح هذه الآية تمقت كل قبيح ولا تعده من بنى آدم كما شبه الرسول صلى الله عليه وسلم صاحب الراس الثائر بالشيطان
وتعال انظر ببصرك وبصيرتك إلى هذه اللوحة البارعة الرائعة"وهوالذى أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شىء فأخرجنا من خضرا تخرج منه حبا متراكبا ومن البنخل من طلعها قنوان دانية وجنات من أعناب والزيتون والرمان مشتبها وغير متشابه انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه إن فى ذلك لآيات لقوم يؤمنون"الأنعام99
لوحة يتبدى فيها حركة الماء والألوان الأخضر والأحمر والأصفر
والأسمر ومناظر العناقيد وما يشعه ذلك من طيوب الروائح
تأمل هذا الأمر الكريم "انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه" فالثمر
اليانع ليس لمتعة البطون فقط ولكنه -قبل ذلك-لمتعة القلوب والعيون البواصر .إن فى هذا الجمال الساحر لعلامات وإشارات
لايدركها إلا قوم مؤمنون
والقرآن يدعو المؤمن إلى تفحص الجمال مليا بما يسوقه من خطوط تفصيلية للصور الجميلة"واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا كلتا الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا وفجرنا خلالهما نهرا"
الكهف 32-33
هذه الصورة الحية الجامعة لم تلفت نظر الكافر الذى لم ير فيها
إلا الكم "فقال لصاحبه أنا أكثر منك مالا"الكهف34
لذا لم يكن جديرا بها "فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها وهى خاوية على عروشها "الكهف 42
إن هذه النفس المظلمة لم تأسف على الجمال الذى ضاع لأنها لم
تشعر به وإنما كان أسفها على ما أنفقت من مال
وانظر إلى القرآن وهو يلفت نظر الإنسان إلى لون آخر من الجمال"والأنعام خلقها لكم فيها دفءومنافع ومنها تأكلون ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون"النحل 5-6
قارن بينمنظر قطيع من الماشية عند الصباح والمساء وبين رتل من أفخم السيارات فستدرك الجمال الحقيقى إنه فى هذا القطيع بأنفاسه وأصواته وحركاته إنه الجمال الحى إنك تملك جسدا فيه قبس من روح اللهأين من هذا الجمال ذلك الجمال الحديدى البارد
المصنوع ؟ااإن الفارق لشاسع بين من يملك عروسا من لحم ودم
وروح وشعور وبين من يملك عروسا من قطن أوبلاستيك.
وإنك لتنظر فى القرآن فتراه يأخذ بناظريك ووجدانك من جمال الأرض إلى جمال السماء"ولقد جعلنافى السماء بروجا وزيناها للناظرين"الحجر16
بل إنك لتجد القرآن يمزج لك جمال السماء بجمال الأرض"أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت"؟الغاشية17-20
لاتظن أن هذه اللوحة جامدة عداالإبل فقط تأمل الأفعال (خُلقت-
رُفعت-نصبت-سطحت) تجدهامع(كيف)تقودك إلى تصورالخلق
والرفع والنصب والسطح.
وانظر إلى القرآن وهو يوظف الجمال فى أمر العقيدة"ألم تر كيف
ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها فى السماء تؤتى أكلها كل حين بإذن بها"إبراهيم 24-25
فالشجرة الطيبة الثابتة السامقة خير مثل لكلمة التوحيد.وعلى الجانب الآخر يرتبط القبح بالكفر "ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة "ابراهيم26
وتأمل القرآن وهو يقرر أن النفس القبيحة تميل إلى القبح ويشقيها الجمال"وإذا ذُكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لايؤمنون به وإذا ذكرالذين من دونه إذاهم يستبشرون"الزمر45
قال صاحبى:وهل يمكن توظيف هذه المعانى فى مقاومة التلوث البصرى؟
قلت:إن الحق جل وعلا لم ينزل هذه الآيات إلا ليعلمنا كيف نحافظ على وجه الحياة الذى خلقه الله جميلا فإذا تعدى وظلم وشوه وجه الحياة كان هو أول الأشقياء بذلك وإذا تمثل معانى دينه الجميل سعد بالحياة وسعدت به الحياة
قال صاحبى:فاين المشكلة إذن؟
قلت:فى هؤلاءالذين يظنون أن الإسلام دين الكآبة
قال:لعلهم فهموا ذلك من بعض الآيات التى تصف الحياةبأنهامتاع
وغروروأنها لذلك لاتستحق أن تعاش.
قلت:ولو كان الأمر كذلك لاعتزل الرسول صلى الله عليه وسلم الدنيا ولما كان لرسالته معنىولقد نص القرآن على أن الحياة الدنيا
متاع وزينة وأن المؤمن أجدر أن يتمتع بها "قل من حرم زينة الله التى أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هى للذين ءامنوافى
الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة"الأعراف 32
ويجب أن تفهم الآيات على وجهها الصحيح فهجوم القرآن على الدنيا ليس على إطلاقه وإنما على الحرص عليها لأن من كانت الدنيا آخر همه ومبلغ علمه كان بصره مشدودا إلى الأرض وروحه تتمرغ فى وحل الشهوات فهى بعيدة بعيدة عن جمال الإيمان وأشواق الروح
تعال إلى قول الله تعالى"إن فى خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولى الألباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون فى خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار"آلعمران 190-191
فانظر رعاك اللهكيف قادهم النظر فىجمال صنع الله إلى التذكر؟
وكيف قادهم التذكر إلى التفكر؟وكيف قادهم التفكر إلى حقيقة أن الله لم يخلق هذا الكون عبثا؟وقادهم هذا إلى اللجأ إلى الله يسألونه
أن ينعم عليهم بالجمال الذى لم تره عين ولم تسمعه أذن ولم يخطر على قلب بشر
قال صاحبى:إذن من يشوه وجه الحياة فليس بمسلم
قلت:هو عدو نفسه عيبه فى ذاته وصدق القائل:
لو يفقه الناس الجمال لأدركوا
حقا جلالة من براه وقَوّما
ولقدموا لله فى محرابه
آى المحبة ساجدين وقُوما
رقق لنا وَتَرالقلوب فلا يكن
يارب قلب بالحفيظة مظلما
إن نجترح قبح الفعال عظيمة
فجميل عفوك كان دوماأعظما
قلت:كما يتأذى أنف الإنسان تتأذى عينله من مظاهر القبح التى تصفع ناظريه أنى ذهب .والقبح قبحان :قبح الظاهر وقبح الباطن.
أما قبح الظاهر فيتبدى فى:
-تلال القمامة التى تشوه وجه الأرض وترسل إلى النفس الكآبة وإلى الجسم المرض .
وفى فوهات البالوعات المصممة لاقتناص الأطفال.
-وفى قنوات الصرف الصحى التى تنشر كالأفاعى السامة فى القرى والمدن
-وفى مداخن المصانع التى تمد ألسنتها السوداء ساخرة من كل قوانين حماية البيئة
-وفى هؤلاء الظلمة من المدخنين الذين يصرون على أن يسودوا رئاتهم ورئات غيرهم كما يسودون صحائف أعمالهم وليت كل
مدخن ينظر إلى المرآة فلن يرى لمسة جمال بل لعله يكون أشبه
بكومة قمامة ينبعث منها دخان
قال صاحبى:وإذا توسلت إليه أن يكف رحمة بك أخذته العزة بالإثم وأرغى وأزبد وعلا صوته مدافعا عن حريته
قلت:موضوع التدخين شرحه يطول ويحتاج إلى حديث خاص
ومن مظاهر القبح هؤلاء المتسولون الذين يستعرضونأمامك كل ألوان التلوث البيئى والسمعى والبصرى
قال صاحبى:وماذا عن قبح الباطن؟
قلت:إنه القبح المغلف بالجمال الزائف قبح الجسد الذى يعرض مفاتنه سعيدا بنهم الأعين الخائنة.إنه قبح الباطن الذى سول لصاحبته أن تكشف مالاينبغى أن يُرى لمن لاينبغى أن يَرى ولاشك أنه لايفعل ذلك إلارأس فارغ فإن الشىء الجميل النفيس يضن به صاحبه أن يبتذله أما الشىء الرخيص فيبذل لكل أحد
لذا لن تجد أبدا جميلة سافرة فى نفسها لمسة جمال
وإذا كان ذلك قبيحا فى النساء فإنه أشد قبحا فى ذلك الشباب المائع
التافه الذى يرفل قى السلاسل أولئك المخنثون أشباه الرجال ولا رجال .ولقد شعرت بالغثيان حين قرأت خبر لاعب كرة فقد
(مصاغه) أى قرف هذا؟ومن عجب أن يقدم أمثال هؤلاء ليكونوا
أسوأ قدوة للناشئين
قال صاحبى:وما موقف الإسلام من هذا القبح؟
قلت:إن الإسلام يبدأ بإعداد الفرد ليكون جميلا فى نفسه جميلا لغيره ويقدم له القدوة فى نبيه صلى الله عليه وسلم الذى كان يحب
الثياب البيض وكان يلبس الثياب الحمراءذوات الأقلام والملابس
الخضراء وكان يرجل شعره ويدعو للعناية به وحبه للطيب وكرهه للرائحة الكريهة مشهور معروف
وإذا قرأت القرآن وجدته يقيم للجمال مقاما عاليا ويأخذ بألباب
المسلمين وأنظارهم إلى موائد الجمال لأن النفوس التى يهزها الجمال أجدر أن تتذوق حلاوة الإيمان واقرأ معى هذاالأمر الإلاهى:"يابنى آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد"الأعراف 31
وكأنى بهذه الآية ترمق كل مؤمن بعين محبةوهو مقبل على ربه بروح جميل وجسم جميل لأن ربه جميل يحب الجمال وكأنى بروح هذه الآية تمقت كل قبيح ولا تعده من بنى آدم كما شبه الرسول صلى الله عليه وسلم صاحب الراس الثائر بالشيطان
وتعال انظر ببصرك وبصيرتك إلى هذه اللوحة البارعة الرائعة"وهوالذى أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شىء فأخرجنا من خضرا تخرج منه حبا متراكبا ومن البنخل من طلعها قنوان دانية وجنات من أعناب والزيتون والرمان مشتبها وغير متشابه انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه إن فى ذلك لآيات لقوم يؤمنون"الأنعام99
لوحة يتبدى فيها حركة الماء والألوان الأخضر والأحمر والأصفر
والأسمر ومناظر العناقيد وما يشعه ذلك من طيوب الروائح
تأمل هذا الأمر الكريم "انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه" فالثمر
اليانع ليس لمتعة البطون فقط ولكنه -قبل ذلك-لمتعة القلوب والعيون البواصر .إن فى هذا الجمال الساحر لعلامات وإشارات
لايدركها إلا قوم مؤمنون
والقرآن يدعو المؤمن إلى تفحص الجمال مليا بما يسوقه من خطوط تفصيلية للصور الجميلة"واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا كلتا الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا وفجرنا خلالهما نهرا"
الكهف 32-33
هذه الصورة الحية الجامعة لم تلفت نظر الكافر الذى لم ير فيها
إلا الكم "فقال لصاحبه أنا أكثر منك مالا"الكهف34
لذا لم يكن جديرا بها "فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها وهى خاوية على عروشها "الكهف 42
إن هذه النفس المظلمة لم تأسف على الجمال الذى ضاع لأنها لم
تشعر به وإنما كان أسفها على ما أنفقت من مال
وانظر إلى القرآن وهو يلفت نظر الإنسان إلى لون آخر من الجمال"والأنعام خلقها لكم فيها دفءومنافع ومنها تأكلون ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون"النحل 5-6
قارن بينمنظر قطيع من الماشية عند الصباح والمساء وبين رتل من أفخم السيارات فستدرك الجمال الحقيقى إنه فى هذا القطيع بأنفاسه وأصواته وحركاته إنه الجمال الحى إنك تملك جسدا فيه قبس من روح اللهأين من هذا الجمال ذلك الجمال الحديدى البارد
المصنوع ؟ااإن الفارق لشاسع بين من يملك عروسا من لحم ودم
وروح وشعور وبين من يملك عروسا من قطن أوبلاستيك.
وإنك لتنظر فى القرآن فتراه يأخذ بناظريك ووجدانك من جمال الأرض إلى جمال السماء"ولقد جعلنافى السماء بروجا وزيناها للناظرين"الحجر16
بل إنك لتجد القرآن يمزج لك جمال السماء بجمال الأرض"أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت"؟الغاشية17-20
لاتظن أن هذه اللوحة جامدة عداالإبل فقط تأمل الأفعال (خُلقت-
رُفعت-نصبت-سطحت) تجدهامع(كيف)تقودك إلى تصورالخلق
والرفع والنصب والسطح.
وانظر إلى القرآن وهو يوظف الجمال فى أمر العقيدة"ألم تر كيف
ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها فى السماء تؤتى أكلها كل حين بإذن بها"إبراهيم 24-25
فالشجرة الطيبة الثابتة السامقة خير مثل لكلمة التوحيد.وعلى الجانب الآخر يرتبط القبح بالكفر "ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة "ابراهيم26
وتأمل القرآن وهو يقرر أن النفس القبيحة تميل إلى القبح ويشقيها الجمال"وإذا ذُكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لايؤمنون به وإذا ذكرالذين من دونه إذاهم يستبشرون"الزمر45
قال صاحبى:وهل يمكن توظيف هذه المعانى فى مقاومة التلوث البصرى؟
قلت:إن الحق جل وعلا لم ينزل هذه الآيات إلا ليعلمنا كيف نحافظ على وجه الحياة الذى خلقه الله جميلا فإذا تعدى وظلم وشوه وجه الحياة كان هو أول الأشقياء بذلك وإذا تمثل معانى دينه الجميل سعد بالحياة وسعدت به الحياة
قال صاحبى:فاين المشكلة إذن؟
قلت:فى هؤلاءالذين يظنون أن الإسلام دين الكآبة
قال:لعلهم فهموا ذلك من بعض الآيات التى تصف الحياةبأنهامتاع
وغروروأنها لذلك لاتستحق أن تعاش.
قلت:ولو كان الأمر كذلك لاعتزل الرسول صلى الله عليه وسلم الدنيا ولما كان لرسالته معنىولقد نص القرآن على أن الحياة الدنيا
متاع وزينة وأن المؤمن أجدر أن يتمتع بها "قل من حرم زينة الله التى أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هى للذين ءامنوافى
الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة"الأعراف 32
ويجب أن تفهم الآيات على وجهها الصحيح فهجوم القرآن على الدنيا ليس على إطلاقه وإنما على الحرص عليها لأن من كانت الدنيا آخر همه ومبلغ علمه كان بصره مشدودا إلى الأرض وروحه تتمرغ فى وحل الشهوات فهى بعيدة بعيدة عن جمال الإيمان وأشواق الروح
تعال إلى قول الله تعالى"إن فى خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولى الألباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون فى خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار"آلعمران 190-191
فانظر رعاك اللهكيف قادهم النظر فىجمال صنع الله إلى التذكر؟
وكيف قادهم التذكر إلى التفكر؟وكيف قادهم التفكر إلى حقيقة أن الله لم يخلق هذا الكون عبثا؟وقادهم هذا إلى اللجأ إلى الله يسألونه
أن ينعم عليهم بالجمال الذى لم تره عين ولم تسمعه أذن ولم يخطر على قلب بشر
قال صاحبى:إذن من يشوه وجه الحياة فليس بمسلم
قلت:هو عدو نفسه عيبه فى ذاته وصدق القائل:
لو يفقه الناس الجمال لأدركوا
حقا جلالة من براه وقَوّما
ولقدموا لله فى محرابه
آى المحبة ساجدين وقُوما
رقق لنا وَتَرالقلوب فلا يكن
يارب قلب بالحفيظة مظلما
إن نجترح قبح الفعال عظيمة
فجميل عفوك كان دوماأعظما
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق