السبت، 17 أبريل 2010

النوافذ المفتوحة

قال صاحبى:ماذا تعنى لك النوافذ المفتوحة؟
قلت:تعنى الكثير.تعنى الضوءالباهرالذى يكشف كل شىءولايدع فرصة لفأر يتسلل فى الظلام.
وتعنى الشمس الساطعة التى تقتل الجراثيم الضارة .
وتعنى الصحة والحيوية.
ولكن لم هذا السؤال ؟
قال:ألا يمكن تطبيق سياسة النوافذ المفتوحة على الفكر؟
قلت:كيف؟
قال:أن يقول كل من شاء مايشاء.
قلت:هكذا ؟بلا ضابط ولارابط؟
قال:هكذا بلا ضابط ولارابط .اللهم إلا ضابط واحد هو أن تتكافأ 
الفرص وتتساوى المساحات .
قلت:وكيف تتصور أن تسير الأمور؟
قال:يكون كل شىء فى النور.ليقل الملحد قوله .وليدع المؤمن دعوته .وليروج المتطرف لفكره .خل الساحة حلبة صراع تدور 
فيها الأفكار وتفور وترغى وتزبد .على أن يلتزم الكل بحركة 
العقول وعدم الاقتراب من حركة الأيدى مهما كان الأمر.
قلت:وماذا بعد؟
قال:يحكم قانون الله تعالى:"فأما الزبد فيذهب جُفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض"الرعد17
قلت:وتترك الفرصة سانحة للإرهاب ؟
قال:بالعكس لن يجد الإرهاب موطىء قدم .فالإرهاب ابن التطرف
والمتطرف يتكىء على أن الحق معه ولكن السلطان يمنع وصوله
للناس فهو يزعم أنه يزيل هذه الحواجز.فحين تسقط الحواجز ويترك له المجال ليقول ما يحلو له فقد سلبته أقوى أسلحته وبقى 
مجرداإلا من الإقناع العقلى وصراع الأفكاريحكمه قانون الله .
قلت:ألا ترى أن هذا خيال وثاب ؟
قال:بل هذا هو الواقع الذى كان ويجب أن يعود.ألا تقرأ القرآن؟
إنه يرسم صورة واقعية لحركة الفكر فى المجتمع الأول حيث 
الصراع المفتوح بين الإيمان والكفران.لقد نقل القرآن الحركة كاملة لم يخف شيئا سياسة ( النوافذ المفتوحة)على الآخر.ذكر 
حجج الكفار "وقالوا يأيها الذى نزل عليه الذكرإنك لمجنون"
الحجر6"ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر"النحل103
"أم يقولون شاعرنتربص به ريب المنون"الطور30
"وإن يرواآية يعرضوا ويقولواسحر مستمر"القمر2
"وإذا قيل لهم أنفقواممارزقكم الله قال الذين كفروا للذين آمنوا أنطعم من لو يشاء الله أطعمه إن أنتم إلا فى ضلال مبين"يس47
"وضرب لنا مثلا ونسى خلقه قال من يحيى العظام وهى رميم"
يس78
هذا قطر من بحر.لقد ذكر القرآن كل شىء.أقوال الكفار عن الله
وعن الرسل جميعا .وذكر من أحوال الرسول صلى الله عليه وسلم ماتردد فى تنفيذه وذلك فى أمر طلاق زيد بن حارثة رضى الله عنه لزينب رضى الله عنها وتزويجه إياها.وذكر عبوسه فى وجه الأعمى إلى غير ذلك مما كان لوما من الله تعالى.
هكذا كان صراع الأفكار وكان رد القرآن دليلا على إعتبارهذه 
الأقوال ووجوب تفنيدها وبهذا وحده صار بناء الكفر أنقاضا ولم 
تقم له حجة.
وقال صاحبى:هذا عن ساحة الفكر.وكذلك يقال عن سياسة(النوافذ 
المفتوحة)فى الاقتصاد .
لماذا لاتترك الحرية لكل عامل ؟ولنضرب مثلا واحدا على ذلك.
لو خُلى بين الناس والصحراءعلى أساس قانون"من أحيا أرضا ميتة فهى له"دون حدود ماذا سيحدث؟
ستخضر هذه الأرض ويحدث العمران .وعلى فرض أن أصحاب المليارات سيستولون على الأرض فهم فى حاجة إلى الأيدى العاملة والعقول المفكرة وفى هذا صناعة الرخاء العام .على أن يكون ذلك بالطبع داخل المنظومة الإسلامية .
قلت:أزعم أنك ستطبق نظرية(النوافذ المفتوحة)على السياسة.
قال:بالتأكيد.فلتطلق الحرية للأحزاب تمارس تحركها وسط الناس
ولتتبارى فى خدمة المواطنين لكسب تأييدهم.
يقوم هذا الحزب ببناء المدارس النموذجية .ويقوم هذا الحزب 
بإنشاء مشروعات زراعية.ويقوم آخربمراقبة الأسعار.ويدلى كل حزب بدلائه فى القضاء على كارثة أولاد الشوارع ,و...و...
وفى ذلك فليتنافس المتنافسون .
هكذا يكون الحراك السياسى صحيا وسلميا وطريقا إلى التقدم.
قلت:وهل تأمل أن ترى سياسة (النوافذ المفتوحة)فى الغد القريب؟
قال:دعنا نأمل .وإن غدا لناظره قريب.
 

ليست هناك تعليقات: