الثلاثاء، 13 أبريل 2010

المقامات الصوتية

أحد أبنائنا الأفاضل يسأل:لماذا لانستفيد من (علم الصوتيات)فى تلاوة القرآن الكريم؟
تعبير(علم الصوتيات)تعبير رشيق عن علم الموسيقا أو المقامات الموسيقية فلأن الموسيقاحرام غيروا الكلام ولكن المضمون هو هو.
خلاصة هذه المسألة فى قوله تعالى"إن علينا جمعه وقرآنه فإذا قرآناه فاتبع قرآنه"القيامة17-18
فى هذا القول الكريم وردت كلمة "قرآنه"مرتين وهى تعنى:
قراءته.يعنى أن جبريل عليه السلام كان ينزل بالقرآن وطريقة 
التلاوة على رسول الله صلى الله عليه وسلم .وما عليه صلى الله 
عليه وسلم إلا أن يتبع هذه الطريقة.
ومن المعلوم أن الموسيقا كانت موجودة عند الجاهليين .ومن المعلوم أن محمداصلى الله عليه وسلم لم يكن من أهلهاحتى قبل 
البعثة .فلو كان استخدامهالصالح القرآن جائزا لفعل.خاصة أنه 
أعجب بصوت (أبى الحسن الأشعرى)رضى الله عنه وقال له:
"لقد أوتيت مزمارا من مزاميرداود "وهو القائل:"زينوا القرآن بأصواتكم"ودعا إلى "التغنى بالقرآن".ولكن كل هذابعيد عما يسمى بالمقامات الموسيقية أو الصوتية .
للقرآن علومه الصوتية الخاصة وهى التى نزل بها الوحى الأمين 
وعلمها صلى الله عليه وسلم للمسلمين فى قراءته أمامهم .
وهذا موجود فى (علم التجويد )وهو علم الصوتيات القرآنى.
إن علم التجويد يبين أن الحروف -بحسب النطق-أنواع:
فهناك حروف رخوة .وحروف مهموسة .وحروف مجهورة.
ويبين أن الحروف -بحسب مخرجها-أنواع:
فهناك حروف من الشفتين .وحروف من طرف اللسان.وحروف من وسط الحلق .وحروف من أقصى الحلق .
وهو يبين أن بعض الحروف تمد مدا لازما أو متصلا أو منفصلا 
ويبين مقدار المد بحركتين من حركات الإصبع أو أربع أو ست.
وهو يبين أن بعض الحروف تقلقل وبعضها تكون فيه غُنة مع 
الإدغام أو بدون الإدغام .
وهو يبين الوقف متى يكون واجبا ومتى يكون جائزا ومتى يمتنع.
هذا كله فى علم التجويد القرآنى وهوكاف شاف واف.
ومعلوم أن كبار القارئين للقرآن الكريم من أزمان بعيدة كانوا 
يؤدون القرآن ببراعة دون الحاجة إلى(علم الصوتيات)هذا.
وهل كان أبو موسى الأشعرى رضى الله عنه الذى شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم-هل كان على علم بهذاالعلم؟
منذ سنوات -ولعلكم تذكرون هذا-اقترح الموسيقار محمد عبد 
الوهاب على الأزهرأن يقدم موسيقاتصويرية للقرآن.وطلب منه 
الأزهر أن يقدم تجربته للحكم عليها .ولم يقدم شيئا .
إن القرآن الكريم كتاب كامل .فى كل شىء.فى ألفاظه فى معانيه 
فى أسلوبه حتى فى طريقة تلاوته .
يا أمة القرآن :ربكم قدم لكم كتابا لايحتاج إلى إضافات ولا يحتاج 
إلى حسن إخراج فقد كفاكم الله هذا.المطلوب فقط تلاوته كما ورد
لقد قال صلى الله عليه وسلم:"من أراد أن يقرأ القرآن كما أنزل 
فليقرأه على ابن أم عبد "أى عبد الله بن مسعود رضى الله عنه .
فأخبرونى بالله عليكم أين تعلم ابن مسعود(علم الصوتيات)هذا؟ا
إن وجود لجنة لاستماع القارئين الجدد شىء جيد وواجب والمفروض أنهم (خبراء)فى (علم التجويد)أما وجود أحد الموسيقيين فى اللجنة ليحكم (السيكا)و(الحجاز)وغيرها فى تلاوة 
النص الإلاهى فهذه بدعة ما أنزل الله بها من سلطان.وهى بدعة 
قد تقود إلى بدع .ومن يدرى لعلنا نفاجأ فى نهاية المطاف باقتراح 
عبد الوهاب موسيقاتصويرية للقرآن الكريم .
لقد ورد أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقرأ القرآن متمهلا
إذا مر بآية فيها سؤال سأل.وإذا مر بآية فيها عذاب استعاذ بالله 
وإذا مر بآية فيها رحمة دعا .
يعنى كل شىء موجود .
فقط يا عباد الله .أحسنوا فهم القرآن وفقهه .وأخلصواالعمل به.
فإذا فعلتم كان حسبكم .
والله حسبنا ونعم الوكيل .

ليست هناك تعليقات: