"أرأيت الذى يكذب
بالدين"؟ااا
استفهام يدعو إلى التعجب من هؤلاء الذين يكذبون بيوم القيامة ....
والربط يبين ملامح الإسلام في تلك الحقبة المبكرة من الدعوة ...
فالإسلام ليس كلمات تقال بل سلوك وأعمال ..
فانظر ماذا يفعل المكذبون...
-إنهم يقهرون اليتيم مع أنه مقهور أصلا بفقد أبيه وحاميه وفقد قوته الخاصة لصغره..وهذه غاية النذالة والخسة أن يسطو القوى على الضعيف ..فما الذى يشجعه على هذه النذالة ؟
إنه لايخاف عقوبة والنفوس المنحطة تسير على قانون (من امن العقوبة أساء الأدب )
-إنهم لايهتمون لحاجات المحتاج لأنها لاتعنيهم
فهم لايساعدون على إطعام المسكين بل ويحرضون غيرهم على عدم الغوث ..والمسكين الجائع فريسة ضعف مخيف يهدده بالموت ..
فلماذا لايتحرك هؤلاء ؟ لأنهم يكذبون بيوم القيامة ومن أمن العقوبة أساء الأدب ..
-بل إن بعض المكذبين يتظاهرون بالإسلام ويصلون ولكنها بئست الصلاة ...إنها مردودة في وجوههم لأنها لم يقصد بها وجه الله بل كانت رئاء الناس ...فهم يسيئون الأب مع الله لأنهم يكذبون بيوم الدين..
-وهؤلاء المكذبون أقفرت نفوسهم من أبسط قواعد الخير.زفهم يبخلون بالأشياء القليلة التى يقترضها الناس من حاجات المعيشة كالطبق والملعقة...فأى خير فيهم ؟
وهكذا ترون أيها الكرام ..ارتباط الإسلام بالأخلاق الإنسانية والعمل النبيل النافع والمبادرة إلى تخفيف معاناة الناس ..أما الذين يظنون أن الإسلام مجرد شقشقة بألفاظ وعبارات فماهم بمؤمنين ..بل هم المكذبون بيوم الدين .
.................................
أما سورة "الكوثر" فهى رسالة مواساة للنبى صلى الله عليه وسلم خاصة وللمؤمنين عامة..
إن نفرا من زعماء قريش قالوا :لاتهتموا لمحمد
إنما هو رجل لايعيش له بنون فاصبروا عليه فسوف يموت ويندثر ذكره لأنه أبتر أى مقطوع الأبناء...
وهذه المسألة لها في النفس وقع أليم خاصة عند العرب الذين يعنون كثيرا بالنسب والبنين ..
ولعله صلى الله عليه وسلم كان يرى الشماتة في أعين القوم فيأسى لذلك ...فأنزل الله سورة "الكوثر" ليبشره بأنه أعطاه الخير الكثير في الدنيا والآخرة ..وإذا كانت فائدة الأبناء أنهم امتداد لذكرى آبائهم فإن ذكرك يامحمد لن تغيب
فهذا اسمك يذكر بعد اسم الله آلاف المرات كل يوم في الأذان والإقامة والتشهد وغير ذلك من ألوان العبادات والقربات ...وهاهو الدين الذى جئت به يغزو العالم ويدخل كل بيت ...إيمانا أو علما...أما في الآخرة فهناك الفردوس الأعلى ورضوان من الله أكبر..
فلاتهتم لمقالة هؤلاء بل اجعل هدفك القربى من ربك ...وربك يعدك أن أن يبتر ذكر هؤلاء ..وقد فعل ...
هذا للرسول صلى الله عليه وسلم ...ولنا نحن أتباع الحبيب عليه صلاة الله وسلامه ..خير العزاء في سورة "الكوثر" وعلى الذين يحزنون
أن لم يرزقوا بولد أن يؤمنوا بأن الله عزوجل ليس غافلا عنهم ولكنه يدبر أمورهم بمايصلحهم
فقد يؤخر ذلك إلى حين وقد يحرمهم الإنجاب لأن في إنجابهم نقمة رحمهم الله بمنعها عنهم فكم من ولد عذب أهله وكان في ميزان سيئاتهم ..فليرض كل منا بما قسم الله وليحمد ربه على ماأولاه ..وليكن هدفه الأسمى سعادة أخراه وما الحياة النيا في الآخرة إلا متاع قليل .
........................
ثم تأتى سورة "الكافرون "
والموقف هنا حاسم أشد الحسم واضح كل الوضوع عنيف بالغ العنف...
إن أربعة من كبار مشركى قريش يعرضون على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرا مثيرا...
يعرضون عليه أن يعبدوا ربه سنة ويعبد ربهم سنة وبذلك يأخذ كل طرف بحظه من خير الطرف الآخر..إنه عرض يمكن أن يستوقف الدعاة خاصة إذا كان الطرف الآخر هو الذى سيبدأ وقد يقول الداعية لنفسه ..فلننتظرولعل الإيمان يدخل في قلوبهم....
ولكن الرد الإلاهى جاء مختلفا..
-"قل"فهذا أمر عليك أن تبلغه .
"يأيها الكافرون"نداء بأعلى صوت يصفهم بصفة يكرهونها وإن كانت فيهم ..ياكفار.
"لاأعبد ماتعبدون" لامهادنة ولامسامومة فأنا لاأعبد أصنامكم في المستقبل كما تقترحون .
"ولاأنتم عابدون ما أعبد "وقد أخبرنى ربى أنكم
لن توحدوه ...(وهذه معجزة ظاهرة فإن هؤلاء الأربعة ماتوا كلهم كفارا )
"ولاأناعابد ماعبدتم "إننى ثابت على عقيدتى فلن أغيرها لاالآن ولا مستقبلا .
"ولاأنتم عابدون ماأعبد "تأكيد على أن هؤلاء سيظلون كافرين وفى هذا الوكيد تحد صادم لهم
وقد كان بوسع أحدهم أن ينطق بالشهادتين ولو ظاهرا ليثبت تخلف وعد الله ولكن ذلك لم يحدث لأن الله الذى خلقهم أعلم بهم من أنفسهم .
"لكم دينكم ولى دين "تمسكوا ماشئتم بدينكم فإنى مستمسك بدينى ولامساومة...
وهكذا فإنالعقيدة خط أحمر لايجوز الاقتراب منه أو المهادنة فيه ...وليس معنى هذا إعلان الحرب
على الناس ولكن يعنى أن المؤمن لايجوز له أن يأكل بدينه وإذا تمسك الآخرون بدينهم الباطل فإنه يكون من العار أن يخذل المسلم دينه لأنه -إن فعل -سيقع هو في هاوية الخذلان .
..................
ثم تأتى سورة "النصر" وهى سورة جمعت بين
الإخبار بأجل الرسول صلى الله عليه وسلم وبين البشار بعموم انتصار الإسلام ..بفتح مكة ...
لقد أدى الرسول مهمته على أكمل وجه وسينتقل إلى الرفيق الأعلى شأن من سبقه من إخوته الأنبياء والمرسلين وشأن كل حى ولم يبق إلى اللجوء إلى السبوح الغفور الرحيم .
........................
أما سورة "المسد" فهى تعرض مشهدا من مشاهد الحقد الأسود الذى أكل كبد أبى لهب وزوجه وتبدأبالدعاء بالهلكة على أبى لهب وتؤكده ولايستطيع أبو لهب -أن ينطق الشهادتين ليثبت كذب القرآن كما لم يستطع الأربعة الآخرون وقد أكدت السورة مصيره الأسود في الآخرة وكذلك مصير زوجته الحمقاء..و"إنالله يدافع عن الذين آمنوا"
................................
ثم تأتى سورة "الإخلاص "التى تعدل ثلث القرآن
لأنه يحتوى على (العقيدة -العبادات والمعاملات -والقصص )
وهى سورة الإخلاص لأن العقيدة لاتجدى إذاكانت خالصة لله ..
والله يعرفنا بنفسه عن طريق رسوله صلى الله عليه وسلم ..فهو "أحد"واحد لايتجزأ..."صمد"
يملك وحده حاجات الخلق "لم يلد "لافرع له سبحانه وتعالى لأن التفرع دليل الحاجة إلى الامتداد والحاجة دليل نقص سبحانه وتعالى عن ذلك .
"ولم يولد "لاأصل له وجدمنه لأن وجود الأصل يعنى العدم قبل الوجود تعالى الأول والآخر.
"ولم يكن له كفوا أحد "إنه سبحانه خالق الخلق أجمع ومحال أن يشبهه أحد من خلقه "ليس كمثله شىء ".
هذا هو ربنا جل وعلا...الحقيق وحده بالعبادة فتعالى الله عما يشركون .
........................
وبما أنه عز وجل موجد الوجود ومالكه فإلى من نلجأ غيره ؟ومن نستغيث سواه ؟
ولهذا جاءت "المعوذتان "لتدعم هذا الاتجاه...
فنجد سورة"الفلق"تدعونا إلى أن نلجأإلى رب الفلق أى رب كل الخلق كونا أو بشرا لينجينا من كل شر خارج عن نفوسنا مثل شر الليل وما يخفيه وشر السحرة وما يعملون ومن شر الحاسدين وما يضمرون ..
ولاحظوا -رحمنى الله وإياكم -أن السورة ذكرت "النفاثات "و"الحاسدين"و"الحسد "لبيان أن الشر يأتى من الأشخاص الذين يمارسون السحرلأنهم يحاولون إيصال موادهم الفاسدة إلى ضحيتهم حتى يحدث مايريدون أما السحر نفسه في قيمة له ..وكذلك الحاسد إنه يتحرق حقدا فيرسل نظراته المسمومة إلى المحسود وهى نظرات قد تصيب المحسود بمكروه إذا لم يتحصن بالحى الذى لايموت .
أما سورة "الناس"فتدعونا إلىالاستعاذة بالله من الشر (الداخلى ) وهو أصعب الشرور ولذلك جاءت الاستعاذة منه ب:
-"رب الناس "الذى يربيهم ويرفق بهم ويحميهم
"ملك الناس"الذى يملك مصائرهم ولايدعها لإنس ولا لجن .
"إله الناس "المعبود بحق الجدير بأن يُلجأ إليه وحده لأن بيده كل شىء وليس لغيره شىء .
والخطر الأكبر علينا من الوسواس الخناس الذى جعل مهمته في الدنيا تعكير نفوس الناس وإظلامها بالشرك بالله وسلوك كل سبيل يؤدى إلى هذا وتشير السورة إلى أن هذا الشيطان ليس له إلا الوسوسة فهو "الوسواس " "الذى يوسوس" وهو لاييأس فتأتى وسوسته متتابعة تظهر حينا وتختفى حينا ..وقد يتولى الشيطان الوسوسة بنفسه وقد يكون ذلك عن طريق أوليائه من الناس ...
وكل هؤلاء لايملكون للمؤمن شيئا إذا لجأإلى الله وداوم على التوبة والاستغفار..وقد أعترف إبليس لعنه الله بأنه إذا كان قد أهلك بنى آدم بالمعصية فقد أهلكوه بالاستفار...
"فاستغفروا ربكم إنه كان غفارا " واسألوا الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة لكم ولوالديكم ولمن له حق عليكم واجعلونى معكم بارك الله لى ولكم في القرآن العظيم وجمعنا في مستقر رحمته
إنه ولى ذلك والقادر عليه .
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
والله أعلم
استفهام يدعو إلى التعجب من هؤلاء الذين يكذبون بيوم القيامة ....
والربط يبين ملامح الإسلام في تلك الحقبة المبكرة من الدعوة ...
فالإسلام ليس كلمات تقال بل سلوك وأعمال ..
فانظر ماذا يفعل المكذبون...
-إنهم يقهرون اليتيم مع أنه مقهور أصلا بفقد أبيه وحاميه وفقد قوته الخاصة لصغره..وهذه غاية النذالة والخسة أن يسطو القوى على الضعيف ..فما الذى يشجعه على هذه النذالة ؟
إنه لايخاف عقوبة والنفوس المنحطة تسير على قانون (من امن العقوبة أساء الأدب )
-إنهم لايهتمون لحاجات المحتاج لأنها لاتعنيهم
فهم لايساعدون على إطعام المسكين بل ويحرضون غيرهم على عدم الغوث ..والمسكين الجائع فريسة ضعف مخيف يهدده بالموت ..
فلماذا لايتحرك هؤلاء ؟ لأنهم يكذبون بيوم القيامة ومن أمن العقوبة أساء الأدب ..
-بل إن بعض المكذبين يتظاهرون بالإسلام ويصلون ولكنها بئست الصلاة ...إنها مردودة في وجوههم لأنها لم يقصد بها وجه الله بل كانت رئاء الناس ...فهم يسيئون الأب مع الله لأنهم يكذبون بيوم الدين..
-وهؤلاء المكذبون أقفرت نفوسهم من أبسط قواعد الخير.زفهم يبخلون بالأشياء القليلة التى يقترضها الناس من حاجات المعيشة كالطبق والملعقة...فأى خير فيهم ؟
وهكذا ترون أيها الكرام ..ارتباط الإسلام بالأخلاق الإنسانية والعمل النبيل النافع والمبادرة إلى تخفيف معاناة الناس ..أما الذين يظنون أن الإسلام مجرد شقشقة بألفاظ وعبارات فماهم بمؤمنين ..بل هم المكذبون بيوم الدين .
.................................
أما سورة "الكوثر" فهى رسالة مواساة للنبى صلى الله عليه وسلم خاصة وللمؤمنين عامة..
إن نفرا من زعماء قريش قالوا :لاتهتموا لمحمد
إنما هو رجل لايعيش له بنون فاصبروا عليه فسوف يموت ويندثر ذكره لأنه أبتر أى مقطوع الأبناء...
وهذه المسألة لها في النفس وقع أليم خاصة عند العرب الذين يعنون كثيرا بالنسب والبنين ..
ولعله صلى الله عليه وسلم كان يرى الشماتة في أعين القوم فيأسى لذلك ...فأنزل الله سورة "الكوثر" ليبشره بأنه أعطاه الخير الكثير في الدنيا والآخرة ..وإذا كانت فائدة الأبناء أنهم امتداد لذكرى آبائهم فإن ذكرك يامحمد لن تغيب
فهذا اسمك يذكر بعد اسم الله آلاف المرات كل يوم في الأذان والإقامة والتشهد وغير ذلك من ألوان العبادات والقربات ...وهاهو الدين الذى جئت به يغزو العالم ويدخل كل بيت ...إيمانا أو علما...أما في الآخرة فهناك الفردوس الأعلى ورضوان من الله أكبر..
فلاتهتم لمقالة هؤلاء بل اجعل هدفك القربى من ربك ...وربك يعدك أن أن يبتر ذكر هؤلاء ..وقد فعل ...
هذا للرسول صلى الله عليه وسلم ...ولنا نحن أتباع الحبيب عليه صلاة الله وسلامه ..خير العزاء في سورة "الكوثر" وعلى الذين يحزنون
أن لم يرزقوا بولد أن يؤمنوا بأن الله عزوجل ليس غافلا عنهم ولكنه يدبر أمورهم بمايصلحهم
فقد يؤخر ذلك إلى حين وقد يحرمهم الإنجاب لأن في إنجابهم نقمة رحمهم الله بمنعها عنهم فكم من ولد عذب أهله وكان في ميزان سيئاتهم ..فليرض كل منا بما قسم الله وليحمد ربه على ماأولاه ..وليكن هدفه الأسمى سعادة أخراه وما الحياة النيا في الآخرة إلا متاع قليل .
........................
ثم تأتى سورة "الكافرون "
والموقف هنا حاسم أشد الحسم واضح كل الوضوع عنيف بالغ العنف...
إن أربعة من كبار مشركى قريش يعرضون على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرا مثيرا...
يعرضون عليه أن يعبدوا ربه سنة ويعبد ربهم سنة وبذلك يأخذ كل طرف بحظه من خير الطرف الآخر..إنه عرض يمكن أن يستوقف الدعاة خاصة إذا كان الطرف الآخر هو الذى سيبدأ وقد يقول الداعية لنفسه ..فلننتظرولعل الإيمان يدخل في قلوبهم....
ولكن الرد الإلاهى جاء مختلفا..
-"قل"فهذا أمر عليك أن تبلغه .
"يأيها الكافرون"نداء بأعلى صوت يصفهم بصفة يكرهونها وإن كانت فيهم ..ياكفار.
"لاأعبد ماتعبدون" لامهادنة ولامسامومة فأنا لاأعبد أصنامكم في المستقبل كما تقترحون .
"ولاأنتم عابدون ما أعبد "وقد أخبرنى ربى أنكم
لن توحدوه ...(وهذه معجزة ظاهرة فإن هؤلاء الأربعة ماتوا كلهم كفارا )
"ولاأناعابد ماعبدتم "إننى ثابت على عقيدتى فلن أغيرها لاالآن ولا مستقبلا .
"ولاأنتم عابدون ماأعبد "تأكيد على أن هؤلاء سيظلون كافرين وفى هذا الوكيد تحد صادم لهم
وقد كان بوسع أحدهم أن ينطق بالشهادتين ولو ظاهرا ليثبت تخلف وعد الله ولكن ذلك لم يحدث لأن الله الذى خلقهم أعلم بهم من أنفسهم .
"لكم دينكم ولى دين "تمسكوا ماشئتم بدينكم فإنى مستمسك بدينى ولامساومة...
وهكذا فإنالعقيدة خط أحمر لايجوز الاقتراب منه أو المهادنة فيه ...وليس معنى هذا إعلان الحرب
على الناس ولكن يعنى أن المؤمن لايجوز له أن يأكل بدينه وإذا تمسك الآخرون بدينهم الباطل فإنه يكون من العار أن يخذل المسلم دينه لأنه -إن فعل -سيقع هو في هاوية الخذلان .
..................
ثم تأتى سورة "النصر" وهى سورة جمعت بين
الإخبار بأجل الرسول صلى الله عليه وسلم وبين البشار بعموم انتصار الإسلام ..بفتح مكة ...
لقد أدى الرسول مهمته على أكمل وجه وسينتقل إلى الرفيق الأعلى شأن من سبقه من إخوته الأنبياء والمرسلين وشأن كل حى ولم يبق إلى اللجوء إلى السبوح الغفور الرحيم .
........................
أما سورة "المسد" فهى تعرض مشهدا من مشاهد الحقد الأسود الذى أكل كبد أبى لهب وزوجه وتبدأبالدعاء بالهلكة على أبى لهب وتؤكده ولايستطيع أبو لهب -أن ينطق الشهادتين ليثبت كذب القرآن كما لم يستطع الأربعة الآخرون وقد أكدت السورة مصيره الأسود في الآخرة وكذلك مصير زوجته الحمقاء..و"إنالله يدافع عن الذين آمنوا"
................................
ثم تأتى سورة "الإخلاص "التى تعدل ثلث القرآن
لأنه يحتوى على (العقيدة -العبادات والمعاملات -والقصص )
وهى سورة الإخلاص لأن العقيدة لاتجدى إذاكانت خالصة لله ..
والله يعرفنا بنفسه عن طريق رسوله صلى الله عليه وسلم ..فهو "أحد"واحد لايتجزأ..."صمد"
يملك وحده حاجات الخلق "لم يلد "لافرع له سبحانه وتعالى لأن التفرع دليل الحاجة إلى الامتداد والحاجة دليل نقص سبحانه وتعالى عن ذلك .
"ولم يولد "لاأصل له وجدمنه لأن وجود الأصل يعنى العدم قبل الوجود تعالى الأول والآخر.
"ولم يكن له كفوا أحد "إنه سبحانه خالق الخلق أجمع ومحال أن يشبهه أحد من خلقه "ليس كمثله شىء ".
هذا هو ربنا جل وعلا...الحقيق وحده بالعبادة فتعالى الله عما يشركون .
........................
وبما أنه عز وجل موجد الوجود ومالكه فإلى من نلجأ غيره ؟ومن نستغيث سواه ؟
ولهذا جاءت "المعوذتان "لتدعم هذا الاتجاه...
فنجد سورة"الفلق"تدعونا إلى أن نلجأإلى رب الفلق أى رب كل الخلق كونا أو بشرا لينجينا من كل شر خارج عن نفوسنا مثل شر الليل وما يخفيه وشر السحرة وما يعملون ومن شر الحاسدين وما يضمرون ..
ولاحظوا -رحمنى الله وإياكم -أن السورة ذكرت "النفاثات "و"الحاسدين"و"الحسد "لبيان أن الشر يأتى من الأشخاص الذين يمارسون السحرلأنهم يحاولون إيصال موادهم الفاسدة إلى ضحيتهم حتى يحدث مايريدون أما السحر نفسه في قيمة له ..وكذلك الحاسد إنه يتحرق حقدا فيرسل نظراته المسمومة إلى المحسود وهى نظرات قد تصيب المحسود بمكروه إذا لم يتحصن بالحى الذى لايموت .
أما سورة "الناس"فتدعونا إلىالاستعاذة بالله من الشر (الداخلى ) وهو أصعب الشرور ولذلك جاءت الاستعاذة منه ب:
-"رب الناس "الذى يربيهم ويرفق بهم ويحميهم
"ملك الناس"الذى يملك مصائرهم ولايدعها لإنس ولا لجن .
"إله الناس "المعبود بحق الجدير بأن يُلجأ إليه وحده لأن بيده كل شىء وليس لغيره شىء .
والخطر الأكبر علينا من الوسواس الخناس الذى جعل مهمته في الدنيا تعكير نفوس الناس وإظلامها بالشرك بالله وسلوك كل سبيل يؤدى إلى هذا وتشير السورة إلى أن هذا الشيطان ليس له إلا الوسوسة فهو "الوسواس " "الذى يوسوس" وهو لاييأس فتأتى وسوسته متتابعة تظهر حينا وتختفى حينا ..وقد يتولى الشيطان الوسوسة بنفسه وقد يكون ذلك عن طريق أوليائه من الناس ...
وكل هؤلاء لايملكون للمؤمن شيئا إذا لجأإلى الله وداوم على التوبة والاستغفار..وقد أعترف إبليس لعنه الله بأنه إذا كان قد أهلك بنى آدم بالمعصية فقد أهلكوه بالاستفار...
"فاستغفروا ربكم إنه كان غفارا " واسألوا الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة لكم ولوالديكم ولمن له حق عليكم واجعلونى معكم بارك الله لى ولكم في القرآن العظيم وجمعنا في مستقر رحمته
إنه ولى ذلك والقادر عليه .
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
والله أعلم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق