السبت، 4 مايو 2013

قراءة فو سور "الانشقاق والبروج والطارق "


هذه السور الثلاث (الانشقاق والبروج والطارق )
شأنها شأن جزء 0(عم )يركز على التذكيربيوم
البعث والتخويف منه ...وهذا وإن كان غرضا من أغراض القرآن كله إلا أن القرآن الحكيم قد أبدع في تناولاته المتنوعة...
ففى سورة "الانشقاق"...نقرأ بداية خاصة عبارة عن أسلوب شرط تذكر فيه الأداة التى تدل على تحقق الوقوع "إذا"ثم يذكر الشرط ...إنشقاق السماء إذعانا لأمرالله واستواءالأرض لاختفاء الجبال وإخراج الأرض للموتى جميعا بأمر الله
...ولكن أين الجواب المكمل لأسلوب الشرط ؟
يعنى إذا حدث كذا وكذا مانتيجته ؟لقد تركت السورة لذهن القارىء أن يستنتجها...إنها النتيجة التى لانتيجة سواها..إنها يوم القيامة
أى (فقد جاءت القيامة بكل ماتعنيه من ثواب وعقاب )(1-5)
ثم يلقى الله عزوجل بالحقيقة الصاعقة في وجه الإنسان الجاحد ..إنك تبذل -دون أن تشعر-كل جهدك لتموت وتسعى إلى حتفك بظلفك فكل يوم يمضى من عمرك يدنيك من لقاء الله وهناك تلقى جزاء سعيك ...والسعيد من تلقى كتابه بيمينه فله السعادة مع المؤمنين من أهله في الجنة ..والشقى من تلقى كتابه من وراء ظهره فهو والعياذ بالله من أهل النار جزاءمرحه وكفره فى الدنيا (6-15)
ثم يقسم ربناجل وعلا بحالات من الليل فيها ظلمة وخفاء وضوء..أن الإنسان يمربمثل تلك الحالات سواء في بطن أمه أو في حياته وكل تلك الحالات بيد الله فمابال الكفارلايؤمنون ولايتأثرون بإعجاز القرآن ؟إن تكذيبهم صرفهم عن مراقبة العليم القدير فلهم بئس المصير ...أما المؤمنون فلهم الجنة الدائمة .(16-25)
...............................
أما سورة "البروج "فتتناول نفس الغرض بأسلوب غاية في الإبداع.....
فهى توظف ماتعرض له المؤمنون على يد (ذى نواس الحميرى )في اليمن السحيق وأنه حاول فتنة المؤمنين وحرقهم بالنار ...ليبين حقد الكافرين على المؤمنين الذين لم يفعلواأكثر من الإيمان بالله فأى ذنب اقترفوا حتى يحرقوا؟ولكن عدالة الله تحق الحق وتبطل الباطل فتنقلب الآية فالكفار لهم عذاب الحريق والمؤمنون لهم الجنة
(1-13)
إن الأغبياء هم الذين ينكرون البعث...لأن الذى بدأ الخلق قادر على إعادته..بل هو سبحانه --بالمقياس البشرى -"أهون عليه وله المثل الأعلى "وهذا الإله العظيم يتودد إلى عباده بالنعم ولايأخذهم لأول معصية بل يمد لهم حبال التوبة ولكنه لايفلت الطغاة المفسدين فيأخذهم أخذ عزيزمقتدر وإهلاك الله تعالى لفرعون وثمود أوضح مثل على ذلك ..ولكن مشكلة الكفار في تكذيبهم القرآن الذى أنذرهم وبين لهم أنه لامفر من الله لأنه بكل شىء محيط (14-21)
...........................
وتأتى سورة "الطارق "لكمل اللوحة الربانية فهى كأختيها-تبدأ بالسماء ولكنها تركز على ومضة خاطفة إنها "الطارق ...النجم الثاقب " وكل نجم متوهج له نور ساطع ..وفى السماء مالايحصى من النجوم الثواقب ولكن الله القادر يحفظها جميعا فلا تتصادم ولا ترتطم بالأرض وهى مخلوقات شداد "لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس " ..والذى حفظ هذه العوالى الهائلة أقدر على حفظ النفوس البشرية الضعيفة..التى خلقت من ماء مهين يخرج ويتخلق بأمره من أصلاب وصدور الآباء والأمهات .......أفيصعب على خالق كل ذلك أن يبعث هذا المخلوق الضعيف ؟ويخرج أسراره ؟ وهل يملك هذا الإنسان لنفسه شيئا ؟
...وهل كان الإنسان -في الدنيا -يملك قدره ؟هل كان يملك إنزال الغيث من السماء ؟هل كان يملك إنبات النبات ؟
.....إن القرىن كلام جد لاهزل فيه وأخباره صدق لاشك فيه.. وإذا كان الكفار يظنون أنهم قادرون على الكيد فلله الأمر كله فلاتهتم لهم وموعدهم الساعة "والساعة أدهى وأمر"
.............نسأل الله العفو والعافية ..............

ليست هناك تعليقات: