الأربعاء، 1 مايو 2013

قراءة فى سورة "التكوير "

إذا ضاقت عليك الأرض بمارحبت وضاقت عليك نفسك أين تذهب ؟
لاشك أنك تذهب إلى صديق أو ولى تجد عنده مخرجا لماأهمك ..وقد تفلح وقد تفشل ...
فمابالك إذا انقلب نظام الكون كله ...وكان الناس جميعا في كرب عظيم ؟ فإلى من يفزع الناس ؟ ومن يجيرهم من هذا الهول ؟ ...
لاريب أنه لن ينقذهم إلا الذى خلق هذا الكون لأن أمره بيده وهو الذى قدر خلقه وهو الذى صيره إلى هذا المصير .
والحق جل وعلا -في سورة "التكوير - يرسم صورة سريعة مركزة لهذا الانقلاب الهائل
وهو انقلاب يمس ظواهر الكون (الشمس  والتى بردت  والنجوم التى تساقطت والجبال التى تناثرت والبحار التى التهبت نارا والسماء التى زالت ) وهو انقلاب يمس  الحيوان (الأبل الحوامل التى أهملت وهى أعز مايملكه العربى  والوحوش التى تجمعت من الذعر )وهذا الانقلاب يمس الناس (فالنفوس تزوج مع بعضها أى يكون الكفار  زوجا والمؤمنون زوجا  والبنت التى دفنت حية تسأل عمن فعل بها ذلك  وصحف الأعمال نشرت وأصبحت فضائح الكفار على الملأ ) وفى يوم الانقلاب الهائل  تظهر الجحيم بنيرانها الهائلة  ..تتلمظ لأهلها ...وتظهر الجنة بأهى زينتها للموعودين بها ......اللهم أجعلنا منهم ..........
في هذا الخضم الرهيب ...يعلم كل إنسان عمله  ومصيره ...........(1-14)
وبعد هذه اللقطة المرعبة يعود بنا ربنا جل وعلا إلى الدنيا ويلفت نظرنا -من خلال القسم -إلى النجوم التى تظهر وتختفى ..وإلى الليل الذى تكون فيه الحركة خفيفة  وإلى الصبح الذى يتنفس بالنور وكأنك ترى هذه الثلاثة كائنات حية تتحرك في جمال متنوع باهر ..
إن خالق هذا الجمال ومبدعه هو الذى أنزل الوحى على قلب رسوله صلى الله عليه وسلم ..
بواسطة ملك كريم له مكانته عند الله تعالى  وهو أمين الوحى جبريل عليه السلام ..
وإذا كان جبريل عليه السلام أمين الوحى في السماء فإن محمدا صلى الله عليه وسلم أمين الوحى في الأرض ..وليس به جنون كما يزعم الكافرون...وإن الصلة قائمة بين  الأمينين
بأمر ربهما جل وعلا  فهو الوحى الصادق الذى ليس للشيطان عليه من سبيل (15-25)
والسؤال الحاسم الآن :أين المهرب ؟ وإلى أين يكون اللجأ ؟والأمر كله في الأولى والآخرة بيد الله وحده  ...إنه لاملجأ من الله إلا إايه ...والسلامة  كل السلامة  في تمام التسليم له والسير على منهجه  وتفويض الأمر إلى مشيئته .فتبارك الله رب العالمين (26-29) .............وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ...........والله أعلم .

ليست هناك تعليقات: