الخميس، 16 مايو 2013

كيف تكون داعية ؟


فى لقاء خاص مع داعية معروف -حفظه الله -قال:لقد سمعتك مرارا..لكنى آخذ عليك أمرين -وهذا من باب النصيحة الواجبة- :
الأول: أنك لاتحرص على التحدث بالفصحى مع أنك من المختصين بل أعلم أنك من أشد المحبين لها ..فكيف أفهم هذا التناقض ؟
والثانى :أنك تحرص على البعد عن نطق الكلمات -في غير القرآن -كما تعلمت من علم القراءات ..فلماذا ؟
قلت:أما حديثى بلغة الناس فهذا منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان يحدث الناس بلهجاتهم وأنت أعرف منى بذلك ...ثم إن الخطبة
أو الدرس ليس مسابقة في الفصاحة والبلاغة وأكثرنا تأثيراأكثرنا نجاحا ووصولا إلى الهدف من الدعوة ...ثم إن الحديث بالفصحى له رواده
وإذا كان روادنا من طلاب العلم والمعنيين بالدعوة فلماذا لاتبرز اللغة العربية وتتألق ؟
أما عن حرصى على نطق الكلمات -في غير القرآن -(دون قلقلة أو مد أو غنة)فذلك لحرصى على الأداء القرآنى .
قال:مامعنى هذا ؟
قلت:ألم يقل الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم
"إناقرأناه فاتبع قرآنه "؟فأنت تعلم أن المعنى :إناقرأناه فاتبع قراءته ..يعنى أن قراءة القرآن بالطريقة المعروفة التى بينها علم القراءات إنما هى طريقة تميز القرآن عن كلام الناس ...فهل إذا نقلنا طريقة نطق القرآن إلى كلام الناس أو إلى الحديث الشريف نكون قد خدمنا لغة القرآن ؟ ثم هل كان الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم (يقلقلون ويمدون
ويغنون )في كلامهم المعتاد ؟
إن القرآت متفرد في أسلوبه متفرد في معانيه متفرد في كيفية تلاوته..وعلينا أن نحافظ على هذا التفرد ...ثم إن هناك من العوام من يخلط القرآن بغيره من الأحاديث والحكم لمجرد أنه يسمع كل ذلك بنفس الكيفية التى يسمع بها القرآن ...وهذا أمر يجب أن ننتبه إليه .
قال:هذا كلام يستحق التفكير فيه .
قلت :والله هو الهادى سواء السبيل .

ليست هناك تعليقات: