الخميس، 23 مايو 2013

كيف تكون داعية ؟-2

فى لقاء مرئى التقى أحد عمداء كليات جامعة الأزهر مع شاب سلفى وكان لقاء مؤسفا بكل المعانى ...
لقد بدا الشيخ العميد بلباسه الأزهرى منتفخا كالديك الرومى..وردد أكثر من مرة أنه عالم وأن للعلماء مكانة يجب أن يرعاهاالآخرون..
ونظر الشيخ العميد إلى محدثه الشاب السلفى باستهانة وركز على قول الشاب عن نفسه إنه طالب علم..وأن على الطالب أن يتأدب أمام أساتذته ...
وأحب أن أسجل ملحوظاتى على مارأيت وسمعت
أولا:إن القول بأن العلم في الأزهر لاغير وأن ماعداه لغو باطل -قول خطأ وخطر..خطأ لأن الحق غير ذلك فالعلم ليس في الزهر فقط لأنه من قبل الأزهركان هناك علم بل إن الأزهر حمل روافد العلم التى وردت إليه ...بل أزعم -وأناالأزهرى من أخمص قدمىّ إلى قمة رأسى-أن كثيرا من الأزاهرة من زملائى من بينهم وبين العلم ماصنع الحداد ...وهذه شهادة حق ..ولقد عرفت من جيلى القديم من لايحسن حفظ القرآن
ومن حظه من خطبة الجمعة -مثلا-أن يقرأ من كتب الخطب الموسمية التى يلجأإليها المبتدئون
أو قليلى البضاعة العلمية ..
بل أقول أكثر من هذا ..
إن الكتب التى درسناها في الأزهرلاتنشىء عقلية علمية واعية وهى بالتالى لايمكن أن تصنع داعية..وهذه شهادة مؤسفة لكنها شهادة حق مر
.....................
إذن القضية ليست قضية عمامة كبيرة أو صغيرة
إنما هى قضية الشخص نفسه هل هو في ذاته داعية أم لا؟
هل يحمل هموم الدعوة ويعدها رسالة وشرفا وعبئا يجب أن يتصدى لحمله ويحشد له طاقاته العقلية والنفسية ؟
ثانيا:ليس الداعية بالشخص المملوء علما..كلا فالعلم في الكتب كما يقال وإنما الداعية هو الإنسان البليغ الذى يعرف مايقول ومتى يقول وكيف يقول ..وهناك من الدعاة مملون غاية الملل ..لايفرقون بين حديث المنابر وحديث الندوات والدروس وهناك من يرى الدعوة في حشد الأدلة والبراهين واستعراض أقوال الأقدمين
دليلاعلى مدى تحصيله ..أناأرى أن الدعوة شىء فوق ذلك وإن كانت يمن أن تستعين بكل ذلك .
ثالثا:تحدث الشيخ العميد عن (الوهابية ) حديث المتجاهل ولاأقول حديث الجاهل ..فالوهابية في نظره مذهب تكفيرى قادم من الجزيرة العربية على حد قوله ...وهذا قول يلقى ظلال الشك على علم الشيخ ومصداقيته..لأن الباحث المنصف يعلم أن الشيخ (محمد بن عبد الوهاب) رجل من رجالات الإسلام وأنه كأى عالم من العلماء يؤخذ من كلامه ويترك وأن الرجل ترك تراثا يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار شأنه شأن غيره من العلماء
..كماأن الاتهام بالوهابية أسلوب الغوغاء لاالعلماء..
رابعا:حديث الشيخ العميد خطر لأنه يجعل من علماء الأزهر كهنة يقومون وحدهم على أمر الدين وهذا ماجاء الإسلام لهدمه فلاكهانة في الإسلام ولارجال دين بل هم العلماء والعلماء طائفة مفتوحة فكل من يقرأ ويفهم ويعى ويكون عقلية واعية مستنبطة هو عالم وماكان مالك وأبو حنيفة والشافعى وأحمد وغيرهم من الأئمة الأعلام طلابا في الأزهر..وإن على الساحة الدعوية من الأعلام ممن لانزكيهم على الله وهم يضارعون وربما يتفوقون على كثير من عمداء الأزهر.
...............................
وخلاصة القول :
إن العالم بخلقه وتواضعه قبل علمه وأن العالم يظل عمره طالبا للعلم حتى إذا ظن أنه قد علم فقد جهل ..غفر الله لنا ولعلمائنا ولكل عمداء الأزهر وجعلهم أئمة للهدى ....آمين

ليست هناك تعليقات: