الاثنين، 7 يناير 2013

نظرات تربوية (المستوى العام )


فى مهرجان مدرسى على مستوى الجمهورية قدم الطلاب إبداعاتهم من إلقاء الشعر وأداء فنى وكان من الملحوظات المهمة ما قدمه طلاب مدارس اللغات ...حيث شعر الحاضرون أنهم فى دولة أخرى غير مصر وهذا خطر كبير أردت أن أنبه إليه ...

فى مراحل العمر الأولى وهى ما يطلق عليه (التعليم الإلزامى ) يتكون ذهن الطفل بحسب ما يلقى إليه من معارف وما يغرس فيه من قيم بل وبحسب الطريقة التى تجرى بها العملية التعليمية إن كانت تثير الفكر وتربى ملكة البحث أو إن كانت تعنى بمجرد الحفظ والاستظهار ...

ومن هنا تظهرخطورة أن يكون الطلاب فى هذه المراحل المبكرة شيعا وألوانا منهم من يتربى على لغته العربية ومنهم من يتربى على غيرها حتى إذا ما أريد منه الحديث بالعربية تعلثم وتعثرت الحروف على لسانه تعثرها عند الأعاجم ....

أضيف إلى ذلك وجود نوعين  من التعليم  فى مصر : الأول (التعليم المدنى ) المتمثل فى وزارة التربية والتعليم ومدارسها المتنوعة التى تحدثت عنها آنفا . الثانى (التعليم الدينى ) المتمثل فى الأزهر بمعاهده الابتدائية والإعدادية والثانوية . وبذلك تجد طائفتين من الشباب لكل ثقافة غريبة عن الآخر مما يعكر نسيج الأمة الواحد ....

وقد حاول الأزهر التغلب على هذه المشكلة فأدخل فى مناهجه مناهج مدارس وزارة التربية والتعليم كاملة إضافة إلى مناهجه الدينية وبذلك أصبح على الطالب الأزهرى أن يتحمل عبء دراسة منهجين فى وقت واحد دون أن يجد مردودا أو ميزة مادية وكان لهذا أثر سلبى تجلى فى :

أولا: انخفاض أعداد طلاب المعاهد الأزهرية بشكل كبير جدا بحيث تصل كثافة الفصل إلى عشرين طالبا أو أقل بينما تصل إلى أكثر من أربعين فى مدارس الوزارة . وأصبح العزوف عن التعليم الأزهرى واضحا وعاما .

ثانيا: هبوط المستوى العلمى لطلاب الأزهر -رغم انخفاض كثافة الفصل -وما ذاك إلا لتحمل الطالب مواد ينوء بها عقله ..

والحل -كما أراه - :

أولا: إلغاء كل مدارس اللغات فى مراحل التعليم الإلزامى ليكون أبناء الأمة جميعا على مستوى واحد من المعارف الأساسية ...على أن يكون تعلم اللغات الأخرى متاحا فى معاهد متخصصة بعد سن الإلزام .

ثانيا :أن يكون التعليم الإلزامى موحدا لجميع الطلاب ويكون التعليم الدينى فى الأزهر والكنائس -بعد سن الإلزام تعليما متخصصا وبهذا يكون لدينا العالم الأزهرى المتخصص كما يكون لدينا الطبيب أو المهندس المختص .

والملاحظ لمناهج الدارسة فى المعاهد الأزهرية سيرى أنها تسير على مبدأ التكرار يعنى أن الطالب يحصل فى المرحلة الإعدادية نفس ما يحصله فى المرحلة الابتدائية وما سيحصله فى المرحلة الثانوية مع اختلاف الجرعات وهذه عملية أثبت الواقع أنها عقيمة لاتخرج طالبا نجيبا إلا من رحم الله .

هذا ما ارى -من وجهة نظرى كأزهرى عاش المراحل كلها وخبر معايبها وعانى من قصورها وإن كنت أعتقد أن هذا الإصلاح لن ينكم أن يقوم عليه من نشأوا على ذلك النظام وتحمسوا له ومن يدرى فقد يأتى جيل جديد يقود عمليه التجديد 

ليست هناك تعليقات: