كل مخلوقات السموات والأرض تنزه الله عمالايليق بذاته المقدسة وكل صفات الكمال والجلال والجمال يمكن أن تعود إلى "العزيز الحكيم "
سورة "الصف" تذكر المؤمنين بأنهم أصحاب الرسالة الأخيرة التى تستوعب ماسبقها من رسالات السماء وقد بشربها الأنبياء السابقون
وهذه الرسالة الخاتمة تواجه بمقاومة شرسة من قوى الباطل التى تريد أن تطفىء نور الله وأنى لهم ذلك فالله غالب على أمره وناصر دينه. ولكن لابد لأتباع هذا الدين الأخير أن يتسلحوا بالقوة الكافية لحماية الحق عن طريق الجهاد بمافيه من ضوابط وآداب .
على أن الجهاد ليس عملا عسكريا فقط إنما هو منهج شامل للأقوال والأفعال لذا يجب على المسلم أن تتسق أقواله مع أفعاله ولأهمية هذا التوافق بدأت به سورة "الصف"
وكعادة القرآن فى مخاطبة النفوس على قدرها وحبها للجزاء المادى يبشر الله المؤمنين المجاهدين بأعظم ربح فى الدنيا "نصر من الله وفتح قريب " وفى الآخرة "جنات تجرى من تحتها الأنهار "
ولمحة أخيرة تربط بين أنصار عيسى صلى الله عليه وسلم وأنصار محمد صلى الله عليه وسلم وبيان أن أمة عيسى صلى الله عليه وسلم كان منهم المؤمن والكافر وبيان أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم هى الوريثة الحقيقية لعيسى صلى الله عليه وسلم وأنها أحق بعيسى صلى الله عليه وسلم .
ولعل هذه الآية الربانية "إن الله يحب الذين يقاتلون فى سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص " دعوة إلى توحيد الصف بعد توحيد الكلمة لتكون جبهة المؤمنين بتماسكها مؤهلة للبناء الذى يؤتى أكله خيرا للناس أجمعين . والحمد لله رب العالمين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق