الأربعاء، 2 يناير 2013

قراءة فى سورة المجادلة


 أولا:الصحابية الأنصارية /خولة بنت ثعلبة رضى الله عنها تشكو زوجها /أوس بن الصامت رضى الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما قال لها :(أنت على كظهر أمى ) وكان ذلك طلاقا فى الجاهلية  وكانت هذه أول واقعة من نوعها فى الإسلام وبعد محاورتها مع الرسول صلى الله عليه وسلم نزلت الآيات الأولى من سورة (المجادلة ) تبين حكم الله فى الظهار (1-4)

ثانيا:وهكذا يجد المسلم نفسه وجها لوجه أمام ربه جل وعلا شهيدا على أحواله كلها حتى ماكان منها شديد الخصوصية فالمسلم باستسلامه المطلق لله يخضع للرقيب عز وجل وفى هذا نزكية له وحافظ من الزلل وحثا له على التوبة عند الزلل ...ومن هنا يبتعد عمن حاد الله ورسوله حتى لايصيبه خزيهم  حين يبعثهم الله فيقررهم بذنوبهم التى نسوها ولكن "لايضل ربى ولا ينسى " (5و6)

ثالثا :والسورة  المشرفة تدور حول هذا الاسم الجليل (الرقيب ) وما يقتضيه من الأسماء الحسنى فالرقيب سبحانه لابد أن يكون "شهيدا"على كل شىء فهو حاضر معنا زرافات ووحدانا ومن هنا "هو بكل شىء عليم "وقد علم نجوى المنافقين وفضحهم وتوعدهم بسوء المصير ...ودعا المؤمنين إلى التناجى بالبر لأن التناجى بالإثم من الشيطان .الذى يريد حزن المؤمنين .(7-10) 

رابعا:هذا المؤمن الذى يراقبه ربه لابد أن يكون رهيف الحس يعرف لكل ذى قدر قدره خاصة ممن سبقت أقدامهم فى الإسلام فيتواضعون لهم فيزيدهم الله رفعة ولقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يحرصون على القرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم ويود أحدهم لو استأثر به لنفسه فأراد الله سبحانه أن لايحرج رسوله صلى الله عليه وسلم فشرع التصدق لمن يريد مناجاته ولما وصلت الرسالة إلى المؤمنين أعفاهم الله من هذا التشريع (11-13) 

خامسا:يلفت الله نظر أوليائه إلى هؤلاء الذين يظنون أن الله لايراقبهم فيتآمرون مع اليهود ويحلفون أنهم ما فعلوا وقد تأصل الكذب فيهم حتى إنه ليصاحبهم يوم القيامة فيحلفون لله وهو يعلم أنهم كاذبون وهذا أثر سيطرة الشيطان عليهم فأنساهم ذكر الله فهو الخاسرون الأذلون (14-20)

سادسا: لقد قدر الله سبحانه وتعالى النصر لدينه ورسله وهو القوى العزيز وهو الذى أمد أولياءه بالقوة التى جعلتهم ينحازون إلى الإسلام ضد آبائهم وأبنائهم وإخوانهم وعشيرتهم وهى مواجهة رهيبة لايقوى عليها إلا من كتب الله فى قلوبهم الإيمان وأيدهم بقوة منه فكانوا جديرين برضوان الله وجناته فهنيئا لهم من فائزين .(21و22) اللهم اجعلنا معهم فى مستقر رحمتك . والله أعلم .

ليست هناك تعليقات: