السبت، 5 يناير 2013

قراءة فى سورة الحشر

أولا:تعجيب من خلق الله فى السموات والأرض الذى يقدر ربه حق قدره فينزهه عما لايليق بذاته المقدسة ..وقد وهب الله العزيز الحكيم عباده المؤمنين من عزه وحكمته فهاهم أولاء -رغم قلة عددهم وعدتهم يحاصرون بنى النضير فى حصونهم المنيعة المليئة بالسلاح والمئونة ولا يظن مسلم أو يهودى أن يخرج بنوالنضير من قلاعهم ولكن الله الذى يملك نفوس الخلائق يزلزلهم من داخلهم فماتنفع الحصون القلوب المنهزمة التى انخلعت عندما رأت المسلمين يقطعون بعض نخيلهم مما يعنى تصميمهم على النصروشعروا بالذل لأن مصير هذه الأموال إلىالمسلمين وهذه عاقبة من حاد الله (1-5)
ثانيا:أما المؤمنون فقد أفاء الله عليهم خيرا عميما خص به الرسول صلى الله عليه وسلم فقراء المهاجرين والأنصار ليستغنى المهاجرون عن أموال إخوانهم الأنصار وليرسى الإسلام إحدى قواعده الاقتصادية فى توزيع الثروة التى يجب أن تدور دورة صالحة فى المجتمع "كيلا تكون دولة بين الأغنياء منكم " ولامجال لكلام بعد أمر الله تعالى "وماآتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا "وهذا حال المهاجرين الذين اشتروا دينهم بأنفسهم وأموالهم وحال الأنصارالذين أحبوا إخوانهم وشاطروهم أموالهم وحال من اتبعوهم بإحسان الذين يدعون الله بالمغفرة لهم ولمن سبقهم بالإيمان وهذه علائق الأجيال المؤمنة .(6-10)
ثالثا:أما الجبهة الكافرة فتضم المنافقين الذين يشجعون اليهود على قتال المسلمين ويعدونهم بالنصرة ولكنهم عندما يجد الجد يذوبون وهم مثل قرنائهم لايفقهون ولا يعقلون لأنهم لايقاتلون عن عقيدة بل هو الهوى والحسد فيتخلون عن قرنائهم كما يتخلىالشيطان عن أوليائه .(11-17)
رابعا:وقوة المؤمن فى عميق صلته بربه التى تدفعه إلى توظيف دنياه من أجل أخراه وتبعده عن خطة الذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم لأنه لايستوى -بحال -أصحاب الجنة وأصحاب النار هكذا أخبره القرآن الجدير بأن تسير به الجبال أو تقطع به الأرض أو يكلم به الموتى فأجدر بالقلوب المؤمنة أن تكون أكثر خشوعا .(18-21)
خامسا:ثم تختم سورة الحشر بطائفة جليلة من أسماء الله الحسنى تذكر المؤمنين بأن ربهم واحد أحد لايخفى عليه شىء وسعت رحمته كل شىء وهو إلى ذلك الملك المطهر واهب السلام والأمان  المهيمن الجبار المتكبر يقدر كل شىء ويخرجه إلى الوجود على مثال ما يريد فسبحان من تسبح له السموات والأرض ومن فيهن .(22-24) 
سادسا:وبين يدى هذه السورة المشرفة بشرى لإخواننا الذين يقاتلون قوى الطواغيت التى تحتمى خلف حصونها وأسلحتها بأن النصر من عند الله وأنه "كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله " وأن الإيمان قوة لاتقهر..وأنه بالثقة بنصر الله وبذل المستطاع لن تقوم للباطل قائمة بإذن الله ."والله غالب على أمره "  والله يقول الحق وهو يهدى السبيل .
                                                          

ليست هناك تعليقات: