الخميس، 25 مارس 2010

السعادة

جلس الأميرمع الأميرة فى شرفة القصر والحديقة الغناء تمتد تحتهما
تشكل لوحة رائعة بألوانها وروائحهاوأصواتها وكان النسيم المنعش
يداعب شعورهما .
ولكن هذا الجمال الفتان لم يلفت نظرهما فقد اعتادته عيونهما .فهما
صامتان كلاهما ينظر نظرات شاردة إلى لاشىء .
وفجأة يمزق السكون صوت ليس ببعيد .
أنه عامل الحديقة حيث يسكن مع زوجته فى كوخ بجوارالبوابة.
جاء صوت العامل يغنى وزوجته ترد عليه .
استمع الأميران برهة ثم انتبها ونظر كلاهما إلى الآخرز
قال الأمير:أليس عجيبا أن هذا الفلاح وزوجته يغنيان وهما لايملكان شيئا بينما نغرق نحن فى الصمت مع أننا نملك كل شىء؟
ترى ما سر سعادة هذين الفقيرين ؟ما السر ؟
وأشار الأمير إلى صديقه الذى رآه مقبلا .
حضر الصديق ورأى تعجب الأمير مما جرى .
قال الصديق:سمعتما غناء هذين الصعلوكين فهل تحبان سماع صياحهما ؟
قال الأمير:وكيف ذلك ؟
نادى الصديق الفلاح ثم أعطاه خمسين جنيها .
رجع الفلاح وجلس إلى زوجته وهما ينظران إلى المال بذهول.
لم يسبق لهما أن أمسكا مثل هذا المبلغ .
إنهما يأكلان ويلبسان ويسكنان من فضل الأمير فما حاجتهما إلى
المال ؟
ولكنهما الآن يملكان مبلغا ضخما .
قال الفلاح لزوجته :ماذا نفعل بهذه الثروة ؟
قالت:أرى أن نترك العمل هنا ونذهب بعيدا حيث نشترى بعض 
الفواكه والخضر وأقوم ببيعها فنكس الكثير ونعيش أحرارا.
قال الزوج:بل أرى أن أشترى عربة وحمارا أنقل عليها أحمال 
الناس وأنت تجلسين فى البيت .
قالت الزوجة:فكرتى اكثر ربحا من فكرتك .
قال:بل فكرتى ولابد أن تسمعى ما أقول .
واحتدم النقاش وعلت الأصوات فما كان من الفلاح إلا أن تناول
عصا وهوى بها على جسد زوجته فعلا الصراخ .
تبادل الأميران والصديق النظرات وقال الصديق:
كان الرضا بلسما يجلب السعادة لهما فلما حل الحرص كان ماحدث

ليست هناك تعليقات: