الأحد، 28 مارس 2010

البديل الغائب

سئل المتحدث باسم الخارجية المصرية عن البديل إذاما فشلت مفاوضات السلام مع الصهاينة فشلا تاما وأصرت العصابات الصهيونية على موقفها فكانت الإجابة التى أصر عليها المتحدث وكررها :أنه لابديل عن السلام وأن فكرة الحرب غير مقبولة على
المستوى العربى ولابد من التوجه إلى العالم ليجد حلا.
أحسست بالوجيعة والفجيعة عند سماع هذا الكلام الذى يصب فى 
مصلحة إسرائيل مباشرة وبالتالى فهو ضد الأمن القومى العربى.
يا قوم ...أنتم بهذاالاستخذاء المذل تقولون لمغتصبى الأرض والعرض (حطوافى بطنكم ألف بطيخة صيفى ).....
لاحل إلا السلام  لابديل إلا السلام ...طيب وإذارفض عدوك السلام
ما الحل ؟أيضا السلام ...
طيب عدوك يستعد للحرب وهو مدجج حتى أسنانه ودائم التطوير
لترسانته فما الحل ؟ أيضا السلام ...
أقول لك بلسان العربى المقهور بلسان ملايين الشهداء عبر هذا 
الصراع :ملعون أب هذا السلام لأنه عين الاستسلام ...
لماذا السلام أيها العقلاء ؟
يقولون :نحن جربنا الحرب ومافيها من خراب ودمار ولسنا على
استعداد لتكرار التجربة .
تفكير خائب غير عملى وغير واقعى لأنه ببساطة يعطى العدو كل
ما يريد دون أن يطلق رصاصة واحدة .
بهذا السلام الانهزامى نشجع العدو أن يتقدم ليأخذ ما بأيدينا ويجعلنا
عبيدا له .
أراكم تتصنعون الغضب وتقولون :مستحيل هذا لن يكون .
أقول لكم :ولماذا لن يكون؟ما الذى يمنع منه؟
لو قلتم :لدينا قواتنا المسلحة المستعدة لحماية أرضنا .
أقول لكم :كيف يكون ذلك وأنتم تقولون أن فكرة الحرب غير مقبولة ؟
لماذا نجبن أو نخاف من وضع النقاط على الحروف ؟
فى الأمثال الشعبية يقولون إن القطة تخربش إذااضطرت للدفاع عن نفسها ولاتخاف مهما كان حجم الخطر الذى تواجهه فهل صرنا أضعف من قطة ؟
نحن مضطرون مضطرون مضطرون للدفاع عن أنفسنا .
حجم الكوارث التى حدثت لنا تقول ذلك وحجم المصائب التى نتعرض لها الآن تقول ذلك وحجم الأخطار التى تنتظرنا تقول ذلك 
لماذا لانقول كما تقول كل شعوب الأرض بملءالفم وكل الحسم :
نحن مع السلام ولكن بشرط أن تثبتواأنكم كذلك ولن يكون السلام 
من طرف واحد السلام هدفنا وخيارنا ولكن مع استرداد كافة حقوقنا وفى المقابل نحن سنحارب إذا فرضت علينا الحرب .
لن يحترمنا عدونا ونحن نتعامل معه بأسلوب لايؤمن به .
والتاريخ القريب يؤكد ذلك .
ففى حديث للدكتور عصمت عبد المجيد وكان -وقتها-وزيرا للخارجية-حكى أنه قبل حرب رمضان حاول لقاءبعض المسئولين
الأمريكان فلم يلتفت إليه أحد ولكن بعد انتصار رمضان سعى إلى
لقائه هؤلاء المسئولون أنفسهم .
إن العالم يحترم الأقوياء .
وبدلا من إعلان هذا التخاذل المهين علينا أن نسعى بكل طريق إلى تجميع الصفوف والجهود العربية والإسلامية فى جهة قوية قادرة
على إعادة رسم الخريطة وإعادة الأمورإلى وضعها الطبيعى.
والله نحن أقوياء بالناس المؤمنين نحن أقوياءبالصحوة الجديدة على
امتداد الساحة الإسلامية نحن أقوياءبما أعطانا الله من قوى بشرية
ومالية وجغرافية وموارد عديدة وآلاف العقول الممتازة التى حملها
الظلم على الهجرة بعيدا .
نحن أقوياءبما يكفى لصنع حياة لائقة شأن الشعوب الحية ولكنا نهدر هذه الإمكانات .فمتى نفيق ؟ولانسلم رقابنا لجزارينا ؟
متى نعتز بعزة إسلامنا ؟"فإن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين "
وصدق المتنبى :
                        من يهن يسهل الهوان عليه
                        ما لجرح    بميت     إيلام

ليست هناك تعليقات: