السبت، 20 مارس 2010

حسبنا الله ونعم الوكيل

المواصلات العامة فى مصر مرآة عجيبة,تعطيك صورة كاملة عن
المجتمع بحاله المشكلات العامة والخاصة بل أسرار البيوت بل حتى
أسرار الدولة وتجد من الطبيعى -وأنت فى مواصلة عامة-أن تسمع
السائق يصرخ :(مين نازل المطارالسرى)؟ااااا
كان هذايحدث أيام حرب الاستنزاف مع العصابات الصهيونية.
وهذاشىءخطر ومحزن ومؤذى .
وإذا كانت حرب الاستنزاف بوجههاالعسكرى قد انتهت.فإن حرب
استنزاف أخرى لاتزال مستعرة وأعنى بهاسيول الأخباروالتعليقات
التى لاتنتهى ولايحدها حد ولايقيدها قيد.
كنت فى إحدى هذه المواصلات وجلست أسمع -رغما عنى-إلى ذلك الذى أطلق لسانه قائلا :
(حاجة عجيبة أمر الشيوخ سمعت واحد منهم من يومين يدعو إلى
التقارب مع الشيعة تصورواياجماعة يدعواإلى التقارب مع الكفرة
طيب ازاى وهم بيسبواالصحابة وبيقولواإن القرآن محرف ؟بالذمة
هذا عالم والا جاهل؟والمصيبة الكبرى كمان انى سمعت نفس هذا
الشخص يدعو إلى عدم الاعتراف بأسماء الله الحسنى بالذمة دول
علماء؟دول حيودونا فى داهية ).
الحق أقول لكم أنى لم أستطع الصبرعلى ماسمعت وقلت له:
هذا الكلام خطير جدا من هو الذى سمعته يقول هذا؟
قال بلهجة الواثق:واحد اسمه (مصطفى ابوالمجد).
أصابنى ذعرهائل ولكنى تماسكت وقلت :يعنى أنت سمعته بنفسك
يقول هذاالكلام الفارغ؟
نظر إلىّ وقال:الحمد لله إنك شهدت إنه كلام فارغ هم العالم دول
بيجيبواالكلام ده منين؟
قلت :أنا أسألك هل أنت متأكد من إن الشيخ مصطفى ابو المجد هو
اللى قال هذا الكلام ؟
قال:طبعا متأكد أنا سامعه بودانى دى اللى حياكلهاالدود.
قلت:يعنى انت تعرف الشيخ مصطفى ابوالمجد ؟
قال:طبعا أعرفه زى ما اعرفك .
قلت :أنا الشيخ مصطفى ابوالمجد....................................
اصفر وجه الأخ غير المحترم وغمغم وتهته وأخذ يمسح عرقه وهويقول :أنا آسف والله ناس كانوابيتكلمواأمامى وأنا باحكى اللى
سمعته .
ولم أرد عليه فقد تكفل بعض الركاب بإسماعه ما يستحق .وأخذ الأخوة يعتذرون بالنيابة عنه ولم أجد إلا أن أقول:"حسبنا الله ونعم
الوكيل ".
وقلت فى نفسى :سبحان الله كيف نقل هذا القول الفظيع عنى؟ومن
تطوع بتشويه صورتى بهذا الشكل ؟وأنا -والله العظيم -ماقلت هذا
ولا قريب منه ولا ما يفهم منه هذا المعنى .
وماذا أفعل أكثر مما أفعل ؟
فأنا عندما أتحدث أحرص على الوضوح والبساطة وأعتبر نفسى
متميزافى الحديث إلى البسطاءوالعوام ويسعدنى أنهم يفهمون عنى
فكيف حدث ما حدث؟
هل لذلك تفسير غير سوء النية وتعمد التشويه ؟
إننى -والله يعلم -ما دعوت إلى التقارب مع الشيعة لأنى أعلم أنهم
-أى الشيعة الإمامية ومن يقول قولهم -مارقون من الدين كلية ولا
يمكن التقارب معهم .ولكنى دعوت وأدعو وسأظل أدعو إلى الحوار معهم كما نتحاور مع اليهود والنصارى بل التحاور معهم أولى لأنهم يرفعون شعار الإسلام .فهم أولى بالحوار معهم .والهدف من الحوارهو دعوتهم إلى العودة إلى الدين الحق .وأنا
أقول دائما :إذا نجح هذا الحوار وعاد هؤلاء إلى الصواب فهذاهو (فتح الفتوح ) وإذا فشل الحوار فحسبنا أننا أدينا الواجب .وكشفناهم أمام عوامهم الذين يجهلون الحقائق كما يجهل كثير من عوام أهل السنة .
أما مسألة إنكار الأسماءالحسنى فإنى أبرأ إلى الله من هذا البهتان
وكل مافى الأمر أننى أدعو إلى الحكمة فى عرض هذا الموضوع
على العوام وأقول مع الأئمة المحققين :إن هذا من علم الخاصة لاالعامة .وجدير بالدعاة أن يركزواعلى ما يوقظ القلوب من مراقبة الله الذى يسمع أقوالهم ويرى أفعالهم .أما كيف يسمع ويرى
سبحانه فهذامالم نكلف به ولا هومن مطالب العقيدة ومثل هذه البحوث لاتحيى قلبا ولاتثير خشوعا.
هذه خلاصة قولى فى تلك المسألتين .
ومرة أخرى 
حسبنا الله ونعم الوكيل .

ليست هناك تعليقات: