الأربعاء، 3 مارس 2010

صبى يسأل

(اللواء علاء)يسأل :هل يسمح الله تعالى أن يهدم اليهود المسجد الأقصى ؟.
قلت :وماذايدعوك إلى هذا السؤال ؟
قال :الله تعالى حفظ (البيت الحرام) عندما تعرض له أبرهة(وأرسل
عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف  
مأكول) فلماذا لايكون الأمركذلك مع المسجد الأقصى وهو أولى
القبلتين وثالث الحرمين ؟.
أعجبنى سؤالك يا سيادة اللواء,لأنه يضع اليد على الجرح,ويفتح
العين على الحل .
فى حالة أبرهة ,لم يكن لأهل مكة حيلة أمام جيشه العرمرم,وقد
علموا أن بعض القبائل تصدت له فلم تغن شيئا,فكان موقف قريش
موقف العاجز الذى لايدعى العجز,كما كان موقف المؤمن الذى لايملك إلا أن يفوض الأمر إلى الله,وهذا ماعبر عنه (عبد المطلب
بقوله:(أما الإبل فهى لى وأما البيت فله رب يحميه ).
وحينما يلجأ العاجز حقيقة إلى ربه فإن ربه لن يخيب رجاءه.
أما اليوم ,فحالنا يختلف ,فالعرب يقتربون من أربع مئة مليون 
والمسلمون ملياران ,وقد حباهم الله بإمكانات هائلة من الأموال
والموارد والعقول والموقع الجغرافى ....
وهذه الإمكانات يمكن أن تكون فاعلة بل حاسمة,فما بالك لو كان
ركيزتها (دين هو خاتم الأديان يعطى لأصحابه قوى لاتقاوم كما
شهدت بذلك وقائع التاريخ فى القرون الإسلامية الأولى )؟اا
عندما يمنح الله إنسانا الأرض والصحة والإمكانات كى يزرع 
ويأكل ,ولكنه-بدلا من ذلك- يتقاعس ,ويخمل ,ثم يشكو من الجوع
ويصرخ طالبا الغوث ,فى هذه الحالة يستحق الموت جوعا,لأنه
غير جدير بالغوث,ومن حق الذى يتكرم عليه بالغوث,أن يجود بما يريد ,وأن يشترط عليه ما يشاء,بل كان غيره أحق منه بهذه
الأرض المعطلة ,والإمكانات المهدرة.
وهذا حالنا كما قلت ,فما الذى ينقصنا لنحرر أرضنا؟ونسترد حقوقنا ؟لا ينقصنا إلا إرادة الحياة الحرة الكريمة,فإذا كنا لانريدها
فلن يتكرم علينا أحد بها.
تسألنى-يا سيادة اللواء علاء- هل يسمح الله تعالى لليهود بهدم المسجد الأقصى ؟
أقول لك والحسرات تملأ كيانى :نعم ,نعم ,نعم .
لأن الأمة ليست عاجزة ,بل تدعى العجز,تعطل نعم الله عليها,بل
تهدرها فيما لذ وطاب,من الملاهى وناطحات السحاب,وقضاياها الكبارتوافه وصَغار,وأمور تجلب العار,مثل هذه الأمة إذادعت
واستغاثت أنى يستجاب لها ؟اا
إن رحمة الله قريب من المحسنين ,بعيد عن العابثين.
نعم سيهدم الأقصى إذا ظل الحال على ماهو عليه ,كما ضاعت
الأندلس من قبل .
ولقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن (الكعبة)ذاتها ستدمر
وقال "كأنى بذى السويقتين ينقضها حجرا حجرا"وذلك قبيل الساعة حينما يسود شرار الخلق .
بل حدث شىء من ذلك عندما هاجم القرامطة الكعبة وأخذوا
الحجر الأسود ,واستمر معهم سنين عددا .
يا عزيزى اللواء علاء
إن سنن الله لاتتخلف ,و"إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيرواما 
بأنفسهم ".
ملحوظة:
(اللواء علاءهذا هو حفيدى فى الحادية عشرة ,يأمل أن يكون 
ضابطا فى جيش تحرير القدس الشريف ,وأن يستشهد بعدما يرى
فلسطين حرة )اللهم استجب له ولأمثاله .آمين .

ليست هناك تعليقات: