الثلاثاء، 2 مارس 2010

الإعراب

(الإعراب هذاالخراب)
كتاب قرأته بهذاالعنوان,يقول فيه الكاتب -هداه الله-:لالزوم لهذا الإعراب,المهم أن يكون الكلام مفهوما,ولاداعى للتقعر,والفتحة والضمة والكسرة اختراع سخيف لافائدة له.
كلام محزن لايدل على جهالة فقط,ولكن يدل غباءعجيب .
اللغة العربية لغة حساسة إلى أبعد مدى ,تلعب فيها الحركات الإعرابية دورا أساسيا ,فرقا ومؤثرا .
كان أساتذتنا القدامى يضربون لنا مثلا على ضرورة الإعراب
(ضرب موسى عيسى)(أرضعت الصغرى الكبرى).
ويقولون :من ضرب من ؟لاتوجد حركات ظاهرة لتميز الفاعل من المفعول,وفى هذه الحالة لابد أن يكون الأول هو الفاعل,أى
يكون فى مكانه الطبيعى,أما حين يكون المعنى مفهوما فيكون التقديم والتأخير جائزا,مثل المثال الثانى,فمن المعلوم أن الكبرى ترضع الصغرى,فتكون الصغرى مفعولا مقدما .
ومعنى هذا أن الإعراب ضرورة لاغناء عنها,وكذلك الحركات.
(كتبت )هذه الكلمة ماذا تعنى؟هل كتبت أنا؟أم كتبت أنت؟أم كتبت هى؟من الواضح أن الذى يوضح ذلك الضمة على التاء الأولى والفتحة على الثانية ,والسكون على الثالثة .
وكلمة (على)هل هى هى عندما تضع الشدة على الياء ؟
و(البر)بكسر الباء,غير(البر)بضم الباء,غير(البر)بالفتح.
آلاف الأمثلة تبين أن الإعراب -كما يدل معناه اللغوى-هو طريق
الوضوح والإبانة .
فالإعراب ليس خرابا.
وليس كل من يتعذر عليه فقه(النحو العربى)له الحق أن ينعق بما لا يعلم,وأن يهرف بما لايعرف,وأولى به أن يفتح عقله,ويحاول
أن يفهم,لأن المرء عدولمالايعلم .
وستبقى اللغة العربية رافعة ألوية حركاتها وسكونها وحروف إعرابها ,رغم أنف العيون التى لاترى والآذان التى لاتسمع.

ليست هناك تعليقات: