الثلاثاء، 9 مارس 2010

أيها الدعاة اتقوا الله

سائل يسأل :سمعت خطيبايقول على المنبر:إن كل ما يفعله الإنسان
يسجل ,والذى يكتب الحسنات ملك ,أما الذى يكتب السيئات فهو 
شيطان,ويقول :أول مرة أسمع هذاالكلام,فهل هذا صحيح ؟
وأنا والله يا أخى أسمع هذا الكلام ,وهو يدل على الجهل وعدم الأمانة,ومثل هؤلاءلاينبغى أن يكونوامن الدعاة,بل يجب تعريتهم وإبعادهم عن المنابر,والمسألة ليست مجرد خطأ,فكلنا نخطىء
ولكن الأمراستهانة بمقام الدعوة,وهذاالقول الفاسد يصادم كتاب الله
تعالى الذى بين المسألة ووصف الكاتبين,الذين يكتبون الحسنات 
والسيئات بأنهم كرام "وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون"الانفطار 10-11-12.
وهذا السؤال يفجر قضية هامة هى قضية الدعوة كلها,ويجعلنا نتسائل :من الجدير بالتصدى للدعوة؟
ومن الجدير بتولى الإشراف على مسارالدعوة وأداء الدعاة ؟
الخطب جلل ,ولولا أنى فى هذا الحقل منذ أكثر من أربعين سنة
ما صدقت ما يقال ,ولكن العين ترى والأذن تسمع .
هل تصدقون أن إمام مسجد على الطريق السريع (طنطا-الاسكندرية)يصلى  صلاة الجنازة بركوع وسجود ؟
وهل تصدقون أنه يقول للناس :لماذا تتعجلون فى صدقة الفطر؟
الوقت متسع شهر اثنين ثلاثة ؟ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم .
وكثير من هؤلاء خريجو الأزهر,والأزهر منهم براء.
وهناك من أبناء الأزهر خطباءممتازون,وأئمة أعلام,ولكن ما الحيلة مع هؤلاء الذين يمارسون الدعوة على أنها (أكل عيش)؟
(وتقضية وقت )؟
أسمع بعض حضراتكم يقول :وأين المفتشون ؟
أقول لكم :وهل المفتشون إلا خطباء سابقين ؟يعنى الحال من بعضه ,وعلى رأى المثل (جبتك ياعبد المعين تعين لقيتك يا عبد
المعين تعان) لاتندهشوا وتعالواأحكى لكم ما حدث معى شخصيا.
كنت مدعوالخطبة الجمعة,وأنا على المنبرفى بداية الخطبة الأولى
رأيت شيخا معمما يدخل ويجلس بجوار الباب ,ثم يتكلم مع رجل
أمامه وهذا تكلم مع رجل أمامه وهكذا حتى وصل الأمر إلى مؤذن المسجد الذى قام وفتح خزنة أخرج منها سجل التفتيش ثم
أرسله عبر الصفوف إلى فضيلة المفتش القابع عند الباب ....
لا تندهشوا فما زالت هناك مصيبة...............................
صاحب الفضيحة أقصد الفضيلةهذاكتب ما كتب فى دفتره ثم ...
ثم ماذا؟..ثم خرج ..............................................
إى وربى خرج ولاأدرى هل كان يريد أن يلحق جامع آخر؟اااااا
لا تسألونى ماذا فعلت فقد قلت ما فيه الكفاية وجعلت ما رآه الناس
موضوعا للخطبة,وياله من موضوع .
ليس هذاهو المهم,ولكن المهم كيف ينضبط هؤلاءالعابثون عديمو
المسئولية؟
هذا المفتش وهو المسئول عن الانضباط ,يرتكب عدة مخالفات:
أولا:حضوره بعدالأذان وهو يعلم فضل البكورإلى الجمعة .
ثانيا:حديثه مع الناس والإمام يخطب,وهو يعلم أن من قال لصاحبه
أنصت فقد لغا,ومن لغا فلا جمعة له.
ثالثا:قام بإحداث عمل يخل بحرمة الخطبة بحركة دفتره عبر الصفوف.
رابعا:انشغل عن متابعة الخطبة -وهذا عمله الذى جاء من أجله-
وذلك بكتابة ما كتب .
خامسا :-وهذه هى القاصمة -خروجه والإمام على المنبر,ولم تكن
عنده ذرة من حياء لا من الله ولا من الناس.
(ملحوظة):بعد انتهاء الصلاة تحدثت مع المؤذن عما جرى فضحك وقال :(هذا يحدث كثيرا ).
ألم أقل لحضراتكم إنها كارثة كبرى,أن يقوم بأمر الدعوة أمثال
هؤلاء الأفاكون ؟
طيب ,وما الحل ؟ 
أرى أن الدعوة يجب أن يتولاها (مجلس أعلى )من العلماء العاملين المشهود لهم ,على أن يضم رؤساء الجماعات على الساحة ,ويكون هناك نظام متفق عليه لإعداد الدعاة ومتابعتهم
على أن يكون ذلك كله بعيدا عن أيدى الحكومة ووزارة الأوقاف.
وقد شرحت وجهة نظرى فى بعض المجلات وعلى مدونة(أبو المجد)فى مقال(الدعوة بين الخصخصة والقصقصة ).
نسأل الله التوفيق والسداد ,والله المستعان.

ليست هناك تعليقات: