الثلاثاء، 12 يناير 2010

التوبة -كيف ؟ولماذا ؟

تاب ,وثاب,وآب .كلها بمعنى عاد .
والذى يعود هو البعيد ,الغائب ,الشارد .
وهذا شأن العصاة .
لم يبعدهم الله ,ولكن أبعدوا أنفسهم عن بابه ,وتغيبواعن تلبية ندائه
وشردوا عن أبواب رحماته .
وإذا كانت ذنوبنا لاتنقطع,فغفرانه لا ينتهى .
وإذا كانت معاصينا كثيرة وكبيرة ,فإن عفوه أكثر وأكبر .
وهو أرحم بنا من أنفسنا .
فنحن نلقى بأيدينا إلى التهلكة ,وهو يبسط يده بالليل والنهار لينقذنا
وهو-سبحانه -لا يكلنا إلى غيره ,فالتوب إليه وحده ,والاعتراف
بالذنب له وحده ,وطلب العفو منه وحده ,فلم يذل وجوهنا إلا له .
ويكفيه-سبحانه-منا أن نتجه إليه ,نادمين ,صادقين ,ليقبلنا ,ويفتح
لنا أبواب رضوانه ,وهو لايغضب إذا عدنا فانتكسنا ,فإنه لايمل
حتى نمل ,وأبوابه لا تغلق حتى تنتهى الدنيا ,الدنيا الخاصة بكل
منا ,أو الدنيا كلها .
أما لماذا التوبة ؟
فلأنها لابديل لها .وماذا يفعل المذنب إذا لم يتب ؟
تتكاثر عليه الخطايا حتى يغرق ,فتهوى به الريح فى مكان سحيق ,حيث أيدى الشياطين التى تتلقفه إلى الدرك الأسفل .
لا بديل للعصاة غير التوبة إلا الانتحار والاندحار بالانحدار إلى
أسفل سافلين .
إن سفينة التوبة فيها متسع للعصاة ,كل العصاة ,بشرط واحد :
أن يؤمنوا بالواحد ,القادر على إنجائهم ,وإغراقهم ,فإنه "لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء "
إن التوبة هدية من الله القاهرلعبده الضعيف .
فما أحوجنا إلي رحمته التى وسعت كل شىء,لتجبر كسرنا 
وتقيل عثراتنا ,وتجعل قلوبنا أكثر طمأنينة ,ونفوسنا أكثر أمنا .
إنه ولىّ ذلك والقادر عليه ,ولا حول ولا قوة إلا بالله .
..مصطفى فهمى ابو المجد 

ليست هناك تعليقات: