تسألنى-أيها العزيز-هل المشكلة فى البشر ؟.
بكل تأكيد,بل أقول :البشر هم المشكلة ,نعم نحن السبب وراء كل عجب ,من يَظلم ؟من يُظلم ؟من يفسد ؟من يفسق ؟من يتحامق ؟
من يخدع ؟من يُخدع ؟من...من ؟...أليس أنا وأنت وهو وهى ؟
إذن نحن المشكلة ,ونحن الحل .
وهكذا كان الحال وهكذا سيكون عبر الأزمنة والأمكنة .
وما كانت الشرائع كلها ,وضعية أو سماوية إلا من أجل هذا الإنسان ,جاءت لتحل مشكلاته عبر ذاته ,فلابد من أثر للإنسان فى هذا الحل ولم يحدث أبدا أن تدخلت أى قوة غيبية لتحل مشكلات الإنسان فى غيبة الإنسان .
حتى الأمور التى لادخل لنا بها ,لكنها تخصنا ,لابد لنا من دور فيها ,وإن لم يكن فاعلا ولا مؤثرا .
فنحن نولد ونموت دون إرادة منا ,ولكنا طرف فى ذلك ,ونحن
نمرض وقد يكون المرض وراثيا ,ولكنا طرف لا يقع الحدث
بدونه ,ومهما تخيلت من أمور فلا يمكن استبعاد الإنسان من أى
أمور تتصل به من قريب أو بعيد .
وما دامت تلك القضية مسلمة ,فلا بد من التركيز على الإنسان.
وبما أن البشر هم المخلوقات العاقلة التى تمارس الحياة على هذه
الأرض ,فلا بديل عن اعتبار هذه الميزة فيهم ,أعنى العقل,ولا سبيل إلى تجاهله ,لأن ذلك يلحقه بمخلوقات أخرى .
واعتبار العقل يكون باحترامه .
والظلم إهدار لقيمة العقل لأنه ظلمة فى الحكم على الأمور,وظلمة
فى الممارسات ,ولا يكون ذلك إلا فى غياب العقل .
ولا يجوز الاحتجاج بأن العقول تختلف ,وأن ما يكون ظلما عند بعض العقول يكون عدلا عند البعض الآخر,هذا خطأ فادح,لأن
المبادىءالأساسية ذات شمولية خِلقية فطرية,فالظالم-مهماقال-لا
يشك أنه ظالم ,ولهذا يجتهد فى سوق المبررات والحجج لينفى عن نفسه الظلم ,وهو-دون شعور-يثبت عن طريق النفى ما يحاول أن ينفيه .
والذى أريد أن أصل إليه من كل هذا أن الإنسان إذااقتنع بأمر ما
كان سهلا عليه القيام به ,والإحسان فى أدائه .
طبق ذلك على كل شىء .
الدين والسياسة والاقتصاد والعلاقات الاجتماعية والأمورالخاصة
وما دام الأمر كذلك فلا مناص من احترام العقل .
ولذا كان من أهم مبادىء الدين "لا إكراه فى الدين "لماذا .؟لأنه
"قد تبين الرشد من الغى "وهذا أمر لا يكون إلا بالعقل .
حتى عندما يأمر الدين بالإيمان بالغيب ,يوضع العقل موضع الاعتبار,فيقال له :أيها العقل المحترم ,رحمة بك ,ومعرفة بإمكاناتك ,وصونا لك عن التلف ,نلفت نظرك أن الغيب خارج
دائرتك ,فلا تغامر بالإبحارفيه ,لأنك لن تصل إلى نتيجة,لأن
أدواتك لا تكفى لاستكناه الغيب ,فالسلامة فى التسليم بأن هناك
قوة فوق قوتك ,وهى القوة التى صورتك ,وأعطتك نبض الحياة.
وما عدا الغيبيات فالعقل سيد الموقف ,ولا بد أن يسود ويقود.
ومن هنا كانت الحرية -فوق أنها احترام للعقل- استثمارافائقا له.
وكان القهر إهدارا لتك القيمة العليا قيمة العقل .
وهذا ذنب (الدكتاتورية)وجرمها الفادح .
إنها تسخر كل العقول من أجل عقل واحد ,وعندما تسبح كل العقول للعقل الأوحد فهذ البرهان الأكبر على فساد ذلك العقل
المتسلط , لنه لو كان ناضجا لاستفاد من ثمرات العقول الأخرى
ولكنه بحماقته يصر على الإبحار وحده مع أشرعة متهالكة وأذرعة ستكون أول من يجدف لغيره إذا أتت الرياح بما لايشتهى
ولذا نجد دائما سرعة تهاوى الدكتاتوريات عندما تحين الظروف المناسبة ونرى سرعة تحول أذيالها إلى السيد القادم ,بينما نرى
صمود النظم الحرة لأن أصحابها يدافعون عن حياتهم ومصالحهم
إن النظم القمعية تلف -من حيث لاتدرى-حول عنقها حبل الفناء.
ومن العجب العاجب أن تلك النظم ترفع لواء خدمة الشعوب مع
أنها تكممها ,وهذا هو الخداع التى تأباه العقول المحترمة .
ألم أقل لحضراتكم ؟
البشر هم المشكلة وهم الحل .
فيا أيها الإنسان ارحم نفسك برحمة أخيك الإنسان .
..مصطفى فهمى ابو المجد
بكل تأكيد,بل أقول :البشر هم المشكلة ,نعم نحن السبب وراء كل عجب ,من يَظلم ؟من يُظلم ؟من يفسد ؟من يفسق ؟من يتحامق ؟
من يخدع ؟من يُخدع ؟من...من ؟...أليس أنا وأنت وهو وهى ؟
إذن نحن المشكلة ,ونحن الحل .
وهكذا كان الحال وهكذا سيكون عبر الأزمنة والأمكنة .
وما كانت الشرائع كلها ,وضعية أو سماوية إلا من أجل هذا الإنسان ,جاءت لتحل مشكلاته عبر ذاته ,فلابد من أثر للإنسان فى هذا الحل ولم يحدث أبدا أن تدخلت أى قوة غيبية لتحل مشكلات الإنسان فى غيبة الإنسان .
حتى الأمور التى لادخل لنا بها ,لكنها تخصنا ,لابد لنا من دور فيها ,وإن لم يكن فاعلا ولا مؤثرا .
فنحن نولد ونموت دون إرادة منا ,ولكنا طرف فى ذلك ,ونحن
نمرض وقد يكون المرض وراثيا ,ولكنا طرف لا يقع الحدث
بدونه ,ومهما تخيلت من أمور فلا يمكن استبعاد الإنسان من أى
أمور تتصل به من قريب أو بعيد .
وما دامت تلك القضية مسلمة ,فلا بد من التركيز على الإنسان.
وبما أن البشر هم المخلوقات العاقلة التى تمارس الحياة على هذه
الأرض ,فلا بديل عن اعتبار هذه الميزة فيهم ,أعنى العقل,ولا سبيل إلى تجاهله ,لأن ذلك يلحقه بمخلوقات أخرى .
واعتبار العقل يكون باحترامه .
والظلم إهدار لقيمة العقل لأنه ظلمة فى الحكم على الأمور,وظلمة
فى الممارسات ,ولا يكون ذلك إلا فى غياب العقل .
ولا يجوز الاحتجاج بأن العقول تختلف ,وأن ما يكون ظلما عند بعض العقول يكون عدلا عند البعض الآخر,هذا خطأ فادح,لأن
المبادىءالأساسية ذات شمولية خِلقية فطرية,فالظالم-مهماقال-لا
يشك أنه ظالم ,ولهذا يجتهد فى سوق المبررات والحجج لينفى عن نفسه الظلم ,وهو-دون شعور-يثبت عن طريق النفى ما يحاول أن ينفيه .
والذى أريد أن أصل إليه من كل هذا أن الإنسان إذااقتنع بأمر ما
كان سهلا عليه القيام به ,والإحسان فى أدائه .
طبق ذلك على كل شىء .
الدين والسياسة والاقتصاد والعلاقات الاجتماعية والأمورالخاصة
وما دام الأمر كذلك فلا مناص من احترام العقل .
ولذا كان من أهم مبادىء الدين "لا إكراه فى الدين "لماذا .؟لأنه
"قد تبين الرشد من الغى "وهذا أمر لا يكون إلا بالعقل .
حتى عندما يأمر الدين بالإيمان بالغيب ,يوضع العقل موضع الاعتبار,فيقال له :أيها العقل المحترم ,رحمة بك ,ومعرفة بإمكاناتك ,وصونا لك عن التلف ,نلفت نظرك أن الغيب خارج
دائرتك ,فلا تغامر بالإبحارفيه ,لأنك لن تصل إلى نتيجة,لأن
أدواتك لا تكفى لاستكناه الغيب ,فالسلامة فى التسليم بأن هناك
قوة فوق قوتك ,وهى القوة التى صورتك ,وأعطتك نبض الحياة.
وما عدا الغيبيات فالعقل سيد الموقف ,ولا بد أن يسود ويقود.
ومن هنا كانت الحرية -فوق أنها احترام للعقل- استثمارافائقا له.
وكان القهر إهدارا لتك القيمة العليا قيمة العقل .
وهذا ذنب (الدكتاتورية)وجرمها الفادح .
إنها تسخر كل العقول من أجل عقل واحد ,وعندما تسبح كل العقول للعقل الأوحد فهذ البرهان الأكبر على فساد ذلك العقل
المتسلط , لنه لو كان ناضجا لاستفاد من ثمرات العقول الأخرى
ولكنه بحماقته يصر على الإبحار وحده مع أشرعة متهالكة وأذرعة ستكون أول من يجدف لغيره إذا أتت الرياح بما لايشتهى
ولذا نجد دائما سرعة تهاوى الدكتاتوريات عندما تحين الظروف المناسبة ونرى سرعة تحول أذيالها إلى السيد القادم ,بينما نرى
صمود النظم الحرة لأن أصحابها يدافعون عن حياتهم ومصالحهم
إن النظم القمعية تلف -من حيث لاتدرى-حول عنقها حبل الفناء.
ومن العجب العاجب أن تلك النظم ترفع لواء خدمة الشعوب مع
أنها تكممها ,وهذا هو الخداع التى تأباه العقول المحترمة .
ألم أقل لحضراتكم ؟
البشر هم المشكلة وهم الحل .
فيا أيها الإنسان ارحم نفسك برحمة أخيك الإنسان .
..مصطفى فهمى ابو المجد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق