الأحد، 3 يناير 2010

حكاية فاطمة

دق جرس الباب .فتحت فاطمة .دخلت الجارة المقربة إليهم هرولت
الأم لاستقبالها بحفاوة ,تعانقت الصديقتان ,مدت يدها إلى فاطمة..
لكن ...لكن فاطمة لم تمد يدها ..
ذهلت أمها ...فاطمة (طانط)تمد لك يدها ..مالك ؟اا مالك يابنت ؟اا
انسحبت فاطمة إلى حجرتها ..وبالغت الأم فى الاعتذار وقالت بين الأسف والحرج :لاأدرى ما حصل للبنت ,أول مرة تعملها.
جلست الصديقة بعض الوقت ثم انصرفت .
وعادت الأم إلى ابنتها التى أقبلت عليها :
لقد أحرجتنى جدا بهذا التصرف الشاذ .إن جارتنا لا تستحق هذا منك يا فاطمة ,ما سبب هذا الفعل الغريب ؟
-لا تلومينى يا أمى فأنت تفعلين هذا كثيرا .
-أنا ؟اا  أنا أفعل هذا ؟ وكثيرا ؟اااكيف ؟ااا
-نعم .يمد يده دائما إليك وأنت تعرضين عنه .
- من يا بنت يمد يده إلىّ؟
-الله يا أمى يمد يده بالليل ليتوب مسىء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسىء الليل وانت ولا هنا أنت لا تصلين يا أمى والصلاة
صلة ,أنت غضبت منى لأنى قطعت الصلة بجارتنا ,ولكنك قطعت الصلة بربنا خالقنا ورازقنا ,فمن أحق بالصلة يا أمى ؟
أنا أحبك كثيرا وأحب أن يرضى عنك الله ويبارك لى فيك .
نظرت الأم إلى ابنتها طويلا ثم احتضنتها طويلا وهى تبكى ..
-والله يا فاطمة أنا أبكى فرحا وحزنا ..
أبكى حزنا على تقصيرى مع الله وأرجو أن يغفر لى ويتوب علىّ
وأبكى فرحا لأن الله أنعم علىّ ببنت مثلك ,أنت نور يانور عينى
ربنا يهديك ويجعلك بابا للهداية ,ولكن قولى لى يا فاطمة :من
علمك هذا وانت مازلت صغيرة فى تانية إعدادى ؟
الأستاذة ابتسام مدرسة اللغة العربية حكت لنا حكاية بنت مع أمها
فقلت لنفسى :لماذا لاأجرب هذه الحكاية مع أمى ؟
قررت الأم أن تذهب إلى المدرسة  لتشكر الأستاذة ابتسام على
رؤوس الأشهاد .
أيها الأحبة ..
من يستحق التحية .؟
فاطمة البنت النقية الذكية ؟
أم أمها التائبة الصائبة ؟
أم تلك المعلمة المخلصة ؟
وهل تشكون -بعد الآن -فى تأثير المعلم ؟
..مصطفى فهمى ابو المجد

ليست هناك تعليقات: