الاثنين، 8 يوليو 2013

من وحى الصيام

"يأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون "البقرة 183


أولا:الحق جل جلاله ينادى عباده المؤمنين -وهو الغنى عن خلقه جميعا-نداء تكريم ليخبرهم أنه فرض عليهم الصيام .والرب جل وعلا لايكلف من عباده إلا العقلاء المرجو منهم أن يكونوا على مستوى التكليف الإلاهى.

ثانيا:ربنا الرحمان الرحيم فرض علينا الصيام تهذيبا لاتعذيبا إذ "مايفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم "النساء 147

ثالثا: فى شهر رمضان (تربية)و(تنويع)و(توحيد

أما التربية فهى تدريب النفس المؤمنة على سمو غايتها فى الحياة فلا يليق بالمؤمن أن يكون هدف حياته مجرد الأكل والمتعة الشهوية وإلا لاستوى مع الحيوان ..وربنا يصف الكافرين بأنهم "يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم "محمد 12

أما المؤمن فهدف الأسمى رضوان الله الذى يؤدى إلى الجنة.

وأما التنوع فنحن نرى الأمة فى شهر رمضان تنضوى تحت لواء الصيام على الرغم من وجود بعض الأفراد الذين لايصومون لكبر السن أو لمرض أو حالات خاصة كالولادة والإرضاع ..وهؤلاء جميعا مسلمون لله تعالى ولكن الله يتقبل منهم مابوسعهم "لايكلف الله نفسا إلاوسعها "البقرة 286ومعنى هذا أن شريعة الله تسع الجميع كل حسب عطاء الله لأنه "لايكلف الله نفسا إلا ما آتاها"الطلاق 7

وقد أخبرنا صحابى جليل أنهم كانوا يسافرون مع الرسول صلى الله عليه وسلم فمنهم الصائم ومنهم المفطر فلا يعب الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم ..وفى هذا درس بليغ لنا كى يعذر بعضنا بعضا ويقبل بعضنا بعضا.

وأما عن التوحيد ..فعلى الرغم من هذا التنوع بين أفرد الأمة بين صائم ومفطر إلا أن الجميع ينضوى تحت راية واحدة هى راية الإسلام وتحت مسمى واحد هو (المسلمون )ولو التفتنا إلى المعنى المستفاد من هذه اللمحة لانخلعنا من تلك المسميات التى حشرنا أنفسنا فيها فتفرقنا تحت رايات شتى ما أنزل الله بها من سلطان ونعود جميعا تحت اسم واحد (مسلمون )امتثالا لقول ربنا جل وعلا"ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفى هذا "الحج 78

رابعا:الغاية التى رسمها الحق تبارك وتعالى من الصيام تحقيق التقوى وهى (الخوف من الله تعالى وما يستوجب ذلك من اتباع شرعه الذى يحقق السعادة فى الدنيا والآخرة )

فاللهم بلغنا رمضان وتقبل منا صيامنا وصلاتنا وقيامنا وسائر أعمال الخير منا واجعلنا فيه من الفائزين .

وآخر دعوانا أنالحمد لله رب العالمين .

ليست هناك تعليقات: