السبت، 6 أبريل 2013

شر الدواب

"إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لايعقلون ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولواوهم معرضون "الأنفال 22و23


يتحدث الحق جل وعلا عن الكافرين الذين سدوا منافذ الهدى إلى قلوبهم فجعلوا في آذانهم وقرايحول بين قلوبهم ونور الله فأظلمت عقولهم وانتقلواإلى عالم الدواب بل صاروا شرا من الدواب على حدقوله تعالى في سورة الأعراف "ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لايفقهون بها ولهم أعين لايبصرون بها ولهم آذان لايسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون "179...ولايظن أحد أن هؤلاء مظلومون لأن الله هو الذى أصمهم ...كلا فهم اختاروا الإعراض عن الحق فتركهم الله لضلالهم وبذلك ازدادواضلالا ...أما الذين اختاروا طريق الحق فيحسن الله إليهم بتثبيتهم فيزدادوا هدى.


والناظرفى كتاب الله يكاد يلمس الحفاوة البالغة بحاسة السمع ذلك أنها الوسيلة الرئيسة للتلقى والتواصل ولذا جعلها الله في نهاية سلم الترقى "ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين لايبصرون بها أم لهم آذان لايسمعون بها "الأعراف 195


وانظروا-رحمنى الله وإياكم -إلى حال الإنسان قبيل النوم إنه يظل في حالة تواصل سواء أغمض عينيه أم لا ولكنه يفقد الإحساس بماحوله فورا عندماتغمض أذناه ...وهكذا حال الإنسان مع صوت الحق ...ونلاحظ -من خلال النص القرآنى -ارتباط السمع بالنطق وهذا طبيعى فمن لايسمع لاينطق "ومثل الذين كفروا كمثل الذى ينعق بمالايسمع إلا دعاء ونداء صم بكم عمى فهم لايعقلون "البقرة 171 فقد أدى بهم الصمم إلى البكم إلى العمى إلى فقدان العقل بالكلية فهم إلى البهائم أقرب .


وهذا يشيرصراحة إلى عظم خطر اللسان المترجم عن السمع والبصروالعقل "ولاتقف ماليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا"الإسراء 36


ولعل الرسول صلى الله عليه وسلم قد لخص الأمر كله عندما تحدث مع معاذ بن جبل -رضىالله عنه -فحدثه عن الصلاة عماد الدين وعن الجهاد ذروة سنام الإسلام ثم قال "ألا أخبرك بملاك ذلك كله "؟ثم أخذ بلسانه وقال :"تكف عليك هذا "فقال معاذ :(وإنالمؤاخذون بما نتكلم به ؟)قال صلى الله عليه وسلم :"ثكلتك أمك يامعاذ وهل يكب الناس فى النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم ؟"


نسأل الله العفو والعافية .

ليست هناك تعليقات: