الثلاثاء، 30 أبريل 2013

تأملات فى سورة "عبس "


بسم الله الرحمن الرحيم
يامن تنكرون القرآن ..وتنكرون نبوة محمد صلى الله عليه وسلم تعالوا معنا نتأمل سورة "عبس " تلك السورة المكية التى تبدأ بالحديث عن موقف فردى حوله القرآن إلى قضية القضايا ..أنها قضية الإسلام كله ...
لماذا جاء الإسلام ؟
جاء ليحق الحق ويبطل الباطل ...
وما الحق وما الباطل ؟
الحق هو أن قيمة الإنسان في إنسانيته..وقربه من خالقه ..والباطل هو الارتكاز على عوامل خارجية مثل الجاه والمال وقوة البطش ...
ومن أجل إعلاء هذه القيمة العليا لم يرض الله سبحانه من نبيه صلى الله عليه وسلم أن يعبس في وجه الأعمى وأن يعرض عنه لما جاءه يطلب أن يعلمه مما علمه الله وفى موازنة مدهشة يعلى ربنا جل وعلا من شأن هذا الأعمى فوق هامات المشركين المتكبرة ...ويوجه ربنا جل وعلا لوما إلى حبيبه صلى الله عليه وسلم بدأ وكأنه موجه إلى غائب "عبس وتولى أن جاءه الأعمى " وذلك إجلالا لمحمد صلى الله عليه وسلم أن يواجه بهذه الكلمات ..ثم يعنف قليلا بالخطاب "وما يدريك ...."ثم يشتد عنفه "كلا" وهى المرة الوحيدة في القرآن الذى يواجه الرسول صلى الله عليه وسلم بهاته الكلمة التى تعنى (الردع والزجر) يا الله...نعم الردع والزجر ...علام ؟...
على العبوس والإعراض عن الرجل الفقير؟
فالرجل (أعمى )وقد ذكر القرآن هذه الصفة ليس انتقاصا للرجل ولكن للتنبيه على أن الرجل لم يلحقه أذى فهو لم ير العبوس ولاالتولى فليس هنا انتقاص للرجل ...فعلام اللوم إذن ؟
لقد حدث الانتقاص ..ولكن لمبادىء هذا الدين ..
ياللهول..انتقاص لمبادىء الدين على يد الرسول صلى الله عليه وسلم ؟؟؟؟
نعم...رغم أنه حين تصدى لمحاولة اقناع جبابرة قريش بالدين الجديد..إنما كان يتغيا مصلحة الدين إنه كان يمارس مهمته كداع إلى الله...
نعم ..ولا ..نعم كان يدعو إلى الله ولكن لم يسلك السبيل المرضى حين ضاق بالرجل الفقير وطمح إلى اجتذاب علية القوم..وهنا ينبهه ربه جل وعلا إلى أن مهمته مجرد الدعوة أما التزكية فهى من الله فقط وبعد ذلك "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"...
إنه درس بالغ العبرة ومن أجله تنزلت الملائكة الكرام بالقرآن المطهر (1-16)
أما هذا الإنسان المتكبر فلينظر إلى نفسه ومراحل حياته التى لايد له فيها إنما هى صنعة الله فقد بدأ نطفة ثم استوى إنسانا ثم يسر الله سبل الحياة ثم يأتيه الموت ثم يبعث يوم القيامة
فعلام التكبر والبعد عن منهج الله ؟
ولينظر المغرورإلى طعامه وشرابه وهى من قدر الله الماء والنبات ...أفلا يخجل هذا من نفسه وهو يكفر بالذى أطعمه من جوع وآمنه من خوف ؟(17-32)
هذا بلاغ للناس ولينذروا به ...
إن يوم القيامة قادم لاريب وعندما يصخ الأسماع
ويقلب ميزان الكون...يكون الهول الأكبر فلايعرف حبيب حبيبه بل يفر الكل من الكل ...حتى يقضى بين العباد وهنا تبدو الحقائق
واضحة فهناك وجوه بيض حظيت برضوان الله اللهم اجعلنا منهم وهناك عياذا بالله الوجوه السود المظلمة بالكفر "أؤلئك الكفر الفجرة " فيا للمصير البئيس .(33-42)
والله يقول الحق وهو يهدى السبيل ..وهو أعلى وأعلم .

ليست هناك تعليقات: