"مثل الذين ا تخذوا من دون الله أولياءكمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون "العنكبوت 41
هذه السورة مكية إلا الآيات الإحدى عشرة الأولى ... وفى هذه الآية حديث عن المشركين وقد اتخذت الآية أسلوب ضرب الأمثال لوجازته وقوة تأثيره...
والله عزوجل يضرب المثل بالعنكبوت وهى هنا أنثى العناكب وهى التى تتولى نسج بيتها ...
والمفروض أن البيوت تتخذ من أجل الأمن والسلامة وتجنب الأخطار...
ولكن بيت العنكبوت عجب وأى عجب ...
والله تعالى يصف هذا البيت أنه "أوهن البيوت "
يعنى أعجزها وأضعفها ...ولكن كيف ذلك وعلماء الحشرات يقررون أن خيط بيت العنكبوت أشد صلابة من مثليه من الصلب ؟ا
الحقيقة أن الآية لم تقل ..إن أوهن الخيوط لخيط العنكبوت...ولكن قالت "إن أوهن البيوت "...
إذن الحديث عن ضعف من نوع آخر...رهيب ...
إن الدارس لمايحدث داخل هذا البيت يرى أنه مذبحة ...الداخل إليه مفقود والخارج منه مولود
إن السيدة العنكبوت تنسج خيوطها ثم تكمن في انتظار فريستها...حيث تنقض عليها وتسممها وتأكلها أو تدخرها إلى حين...وإلى هنا والأمرطبيعى ولكن ماذا عن أسرة هذه السيدة العاتية ؟ ماذا عن زوجها وأولادها ؟
إن زوجها التعيس عندما يزورها زيارة زوجية حميمة تتركه إلى حين ثم تهاجمه لتلتهمه جزاء سنمار وهو وحظه ...يعنى مأكول مأكول وكذا أولادها المساكين ....
بالله عليكم هل يمكن أن يكون هذا بيتا ؟
إنه الرعب والهلاك مجسدا وهو الذى يظن أنه بيت فيه المأوى والراحة والسكينة...
هذا المثل الشنيع ينطبق تمام الانطباق على الذين يتخذون أولياء من دون الله ...إنهم يتخذون هؤلاء الأولياء مظنة للحماية والعون والأمان ولكن يا للهول لقد أمسكوا بالنار وتعلقوا بالهواء اللاهب فلايجدون إلا الخذلان والضياع والسقوط في الهاوية ...
ذلك بأن الأمان لن يكون إلا ممن بيده ملكوت كل شىء وهو القادر القاهر الناصر "ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور"
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق