الخميس، 7 مارس 2013

قراءة فى سورة (التحريم )

سم الله الرحمن الرحيم

وهذا حديث مستفيض عن الإنسان...وهل للقرآن حديث عن غير الإنسان فى جميع حالاته ؟ نبيا فى أعلى الدرجات أو كفورا فى أسفل الدركات أو رجلا أو امرأة أو عتاة فى العصيان أو أسوة فى الإيمان...

وهاهى سورة "التحريم "تبدأ بنداءعاتب على النبى صلى الله عليه وسلم أن حرم على نفسه شرب العسل عند إحدى زوجاته مرضات للأخريات ...وهذا الضعف البشرى لايقدح فى نداء هذا الإنسان فى أسمى مراتبه "يأيها النبى " ومع هذا نرى ربه رفيقا به فيسوق الأمر بتكفير اليمين عاما غير مباشر ليعلم المتلقى مقام هذا النبى الكريم عند ربه جل وعلا (1-2)

وقد يعجب البعض من هذه القضية التى أقامها الله فى أمر هين يحدث كثيرا بين الأزواج فما قيمة (شربة عسل )حتى تنصب من أجلها معركة يشترك فيها جبريل وصالح المؤمنين بعد الله تعالى ؟ويكون تهديد بالطلاق والتزويج بأخريات خيرات ؟ ولكن الأمر أبعد من هذا إنه التآمر على الرسول صلى الله عليه وسلم بإفشاء سره وإنه وإن بدأ شيئا ثانويا لخليق- إذا تجوهل -أن يأخذ مسارات أخرى تشغل الرسول صلى الله عليه وسلم عن مهمته الكبرى ...ولذا يجب أن يكون الحسم منذ البداية (3-5)

ثم تنطلق سورة "التحريم "من هذه الحالة الخاصة إلى خطاب عموم الناس فتدعو المؤمنين إلى توقى عذاب الله الذى لاقبل لهم به مخاطبا الكفاربعدم جدوى التوبة يوم القيامة ثم يدعو المؤمنين كرة أخرى إلى التوبة النصوح أملا فى تكفير السيئات ودخول الجنات والحصول على الكرامات فى يوم يقود المفلحين نورهم إلى الجنة .(6-8)

وإذا كان النبى صلى الله عليه وسلم بالمؤمنين رءوفا رحيما فإنه مأمورأن يجاهد الكفار والمنافقين ويغلظ عليهم لأنهم سلكوا طريق العداوة الظاهرة والباطنة لذا سلط الله عليهم رسوله صلى الله عليه وسلم ولهم فى الآخرة عذاب النار (9)

ثم تختم سورة "التحريم "بضرب المثل لمن بلغ الغاية فى العصيان ولمن بلغ القمة فى الإيمان ...وأن المسئولية هنا شخصية فهذه امرأة نوح وامرأة لوط لم يشفع لهما زوجاهما صلوات الله وسلامه عليهما فدخلتاالنارلكفرهما وهذه امرأة فرعون المؤمنة لم يضرها عتو زوجها فبنى الله لها بيتا فى الجنة وهذه (مريم ابنة عمران )مضرب المثل فى الطهارة والتقوى قد ترقت فصارت من المتفردين بين عموم المتقين رجالا ونساء .(10-12)

وبعد فهذا حديث إلاهى عن جملة من البشر فلينظر كل منا فى موضعه أين يكون من هؤلاء ؟ وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

ليست هناك تعليقات: