الثلاثاء، 12 مارس 2013

ورحل جمال البنا

ورحل الأستاذ /جمال البنا.....


ولم أكن من مؤيدى الرجل لأنه كان يدعو إلى إحالة التراث الإسلامى إلى متحف التاريخ بدعوى أن الزمن غير الزمن والحال غير الحال وأننا أحق بزماننا من آبائنا وأجدادنا وأن مقتضى الحادثة أن نبدأ نحن المسيرة وأن نفكر كما فكروا وألا نكون عالة عليهم ...


وهذا كلام يبدو بعضه مزوقا ولكن فيه الهلاك المحقق لأمتنا المسكينة ...


ولو نفذنا اقتراح الأستاذ /البنا وبدأنا من جديد فمعنى ذلك أن نغرس أقدامنافى مواقعناولانتقدم خطوة واحدة ..


ذلك لأن بناءالأمم تراكمى يبنى الخلف على ما شاد السلف مع شىء من التغيير والتطوير ..


وإذارأينا كيف تتطور الحرف لوجدناأن أرباب الصنعة ينشئون أجيالا يعطونهم خبراتهم التى ورثوها عمن سبقهم وهذا يحمل الخلف عن السلف مع مراعاة ظروف كل عصر....وهذا ينطبق على الفكرأكثر من أى شىء ولايمكن أن نهدرتراث الإنسانية لمجرد أنه لايعجب البعض ...مع أن فكر هذا البعض سيغدو يوما ما تراثا وعلى هذا يجب تجاهله وبهذا سنظل مزروعين في أماكننا إلى يوم يبعثون ...


إن التراث الإنسانى ليس ملكا لأصحابه فقط وإنماهو بصمة الأجيال والعصور بكل مافيه من سذاجة وقصور فهو سجل لحركة التاريخ الفكرى للشعوب ...


والتراث الإسلامى على وجه الخصوص حفى بالعقل وهو نتيجة لانطلاقه الحتمى باسم "إقرأ"التى كانت أول مانزل على النبى الأمى الذى أصبح سيد من علم العالم والذى جعل الأمية الأمية حملة الحضارة إلى شعوب الأرض ..


رحم الله الأستاذ جمال البنا وغفرله فقد اجتهد وأخطأ ونرجو له أجر المجتهدين . 

ليست هناك تعليقات: