الأحد، 1 يوليو 2012

هدم الأضرحة


قضية الأضرحة قضية فكرية بالدرجة الأولى إنها ليست مجرد أبنية بل هى رمز لعقيدة تأخذ ألباب معتنقيها وهنا مكمن خطورتها وصعوبة مواجهتها ...وقيام بعض المتحمسين من المسلمين بهدم الأضرحة فيه جهل كبير بأصول الإسلام وكيفية التعامل مع البدعيات ...

وكان على هؤلاء أن يسترشدوا بسيرة نبيهم صلى الله عليه وسلم فى هذا الأمر فمن الثابت أنه صلى الله عليه وسلم مكث فى مكة ثلاث عشرة سنة يطوف حول الكعبة والأصنام منصوبة حولها ولم يأمر أحدا من صحابته بهدمها مع أنه يدرك أنه ما بعث إلا لإزالتها ولكن إزالتها من القلوب أولا ..

ولما استوى الإسلام واستولى على قلوب أهل مكة كان من الطبيعى إزالتها والقوم ينظرون لم يعترض أحد وقد كانوا من قبل يفدونها بالنفس والنفيس وما حدث هذا إلالأن الأصنام سقطت من الفوس وبذلك لم يعد لها وجود ...ولقد حرص صلى الله عليه وسلم على تكليف من كانوا يعبدون الأصنام بهدمها بأنفسهم ..وهذا تعليم منه صلى الله عليه وسلم لأمته وللأسف لم يستفد منه الكثيرون ..بدليل هذه التجاوزات العقيمة السقيمة ..

ألم يقرأ هؤلاء فى سيرته صلى الله عليه وسلم أنه مر وأصحابه بمدائن قوم صالح فأمرهم ألا يدخلوها إلاباكين ؟ أى أنه لم يأمر بإزالتها وفعله هذا يدل دلالة قاطعة على أنه صلى الله عليه وسلم رآها عبرة للظالمين وهى بالطبع آثار من الآثار ...وبهذا المنطق ترك عمرو بن العاص وأصحابه آثار مصر ولم يأمر عمر بن الخطاب رضى الله عن الجميع بهدمها لإدراكهم أنها فقدت محتواها الدينى الذى وجدت لأجله وأصبحت تاريخا ورمزا ...

وقد يقول إخواننا المتعصبة :ولكن بعض هذه الآثار لاتزال تحمل الطابع الدينى البدعى الذى يصادم العقيدة ..والرد على هؤلاء بموقفه صلى الله عليه وسلم من الأصنام الذى بيناه آنفا ..

ونقول لأخوتنا المتعصبة :إذا كنتم تريدون القضاء على البدعة يجب أن تعملوا على إزالتها من نفوس أتباعها أولا بالإقناع لأنه بدون ذلك تكون فتنة وشر مستطير والقاعدة الأصولية تقول :(لايزال الضرر الشديد بالضررالأشد ) ولو هدمتم هذا الضريح عنوة لأعاد أتباعه بناءه بالذهب ولفدوه بأرواحهم ...

على أنى قد ألتمس العذر لإخوتنا المتعصبة عندما أرى أن الأمور قد تجاوزت الحدود فى إهدار الأموال الطائلة على تلك القبور بينا ملايين المسلمين يتضورون جوعا بل لعل هؤلاء الجوعى أول من يتطوع لبناء هذه الأضرحة وهذا شىء يبعث على الغيظ الشديد ولكنه فى ذات الوقت يدل على مدى الجهل الشنيع بأصول الدين ويدل على تقصير الدعاة فى توعية هؤلاء لأن من المضحكيات المبكيات أن نجد بعض هؤلاء الدعاة ممن يتشيعون لهذه البدع ..

إن هدم الأضرحة رمز لكل البدع   والتعامل معها لابد أن يكون على مستوى عال من الحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتى هى أحسن حتى يؤتى أكله بأقل الخسائر والأهم من ذلك تقديم الإسلام كدين حضارى صالح لكل زمان ومكان . والله الهادى سواء السبيل .

 

ليست هناك تعليقات: