الأربعاء، 11 يوليو 2012

غير مفهوم


 رمضان على الأبواب تتشوق إليه القلوب وتهفو إلى نسماته الأرواح ,لأنها تجد فيه غذاءها الشفيف الذى يريحها -ولو حينا -من عناء غذاء الجسد الذى يلقى عليها ظلالا كثيفة من الرهق والكساد.

وعلى الرغم من أن أهل رمضان يعلمون أنه شهر المنحة بالمحنة ومعسكر لتدريب الإرادة على مايحب الله وتكره النفس إلاأنهم يتعاملون معه بمنطق مختلف تماما يثير الغرابة ويفتقر إلى الفهم ...

فقد تجذر فى نفوس العوام أن لهذا الشهر الفريد طقوسا خاصة هى أبعد ما تكون عن أغراضه ومراميه ...وأصبح من المتعارف عليه أن له أطعمة خاصة وأشربة معينة  حتى أهل الفن أصبح لهم غرام بهذا الشهر المسكين فهم يتجهزون طيلة أحد عشر شهرا ويتفننون كيف يملئون أيامه ولياليه صخبا ولهوا وما هو بشهر اللهو والصخب ...

وإذا كان هذا الجرم الشنيع تبوء بإثمه زمرة الفنانين وهم -كما يزعمون -أهل ذوق وحس فإن هناك إثما آخر تبوء به الزمرة الحاكمة التى تتزلف إلى العوام على حساب معانى الشهر العظيم التى ما كانت إلا لصالحهم ...فهاهى حكومتنا غير الرشيدة تبشر الناس قبيل قدوم رمضان بأنها دبرت المليارات لتوفير متطلبات شهر الصوم من طعام وشراب ...وياله من تدبير عجب أن تكون متطلبات شهر (الصوم ) أكداسا من الطعام والشراب .اااااااااااااااا

سبحان الله .ا  أليس ذلك إسقاطا لأهداف هذا الشهر من قبل أن يأتى ؟ ماذا استفاد الصائمون إذا كانوا يمسكون عن الطعام طيلة النهار ثم يلتهمون -طوال الليل -أضعاف ما أمسكوا عنه ؟

إن عبقرية شهر رمضان أن يكون مدرسة تربى فينا الإرادة على أن نستعلى على العادات التى درجنا عليها أحد عشر شهرا لنحيا حياة روحية فى واحة رمضان ...

وعبقرية رمضان تتجلى فى أن تعلمنا كيف نعلو على بطوننا وفروجنا  ونتيح الفرصة لأرواحنا ولو قليلا لتنفلت من ربقة الجسد وحمأة الطين ...

وعبقرية رمضان تعلمنا أن يخرج المريض منه وهو أ كثر عافية والمدين وقد تعافى من ديونه والجاهل وقد قبس من العلم ما يقيم به أود عقله والبعيد عن الله وقد وجد فى القرب واحة وراحة ...هذه بعض مكاسب هذا الشهر الكريم التى يجب على أهله أن يحرصوا عليها  فإن ضيعوها فقد ضيعوا خيرا كثيرا لايدرون هل يعيشون ليتداركوه أم يلقون الله خاسرين ؟

نسأل الله الكريم ذا العرش العظيم أن يبلغنا رمضان وأن يجعلنا فيه من المقبولين .وكل العام أنتم بخير .

ليست هناك تعليقات: