الاثنين، 16 يوليو 2012

إذا عز أخوك فهن


 من كنوز الأولين (إذا عز أخوك فهن ) وهذا من مشكاة ما ينسب إلى المسيح صلى الله عليه وسلم :"إذا ضربك أحدهم على خدك الأيمن فأدر له الأيسر " وهذا ليس من قبيل الواجب ولكن من قبيل الترقى والاستعلاء على نوازع النفس الأمارة بالسوء ...وهى دعوة إلى التواضع العقلى لأخيك عندما تأخذه العزة بالإثم فيقع فى بعض التجاوز فى حقك وهذا من علو الهمة .

وقد تجاوز أحدهم فاغتاب أناسا لاتربطه بهم صلة بل لايعرفونه ولا يعرفهم ووصفهم بصفات لاتصلح للاستعمال الآدمى  ولما قلت له إن هذا من سوء الأدب هاج وماج وقذفنى بأقذع الألفاظ وأوجعه جدا قولى له :إن هذا من سوء الأدب فرفض لنفسه ما قبله لغيره ..وهنا تذكرت هذا القول الكريم "إذا عز أخوك فهن " ...غير أن العجب العاجب أن كثيرا يحسبون هذا من علائم الضعف ويرددون القول الخائب :(تذأب لئلا تأكلك الذئاب ) وهذه دعوى مسعورة إلى مجتمع الذئاب بل أدنى من ذلك لأننا لم نسمع عن ذئب أكل ذئبا أو اغتابه ...

إن من مظاهر القوة النفسية أن تمسك لسانك عن اغتياب الآخرين ...وإذا وقعت فى المحظور فمن القوة ألا تتمادى فإن الرجوع إلى الحق خير من التمادى فى الباطل ...وأذكر نفسى قبل غيرى بأن راحة الدنيا كلام وتعبها كلام وبقوله صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضى الله عنه "وهل يكب الناس فى النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم "؟ا غفر الله لنا ولمن أسأنا إليهم وهدانا أجمعين .

ليست هناك تعليقات: