الأربعاء، 4 يوليو 2012

الصديق الجاهل


عندما يسير رجل مع امرأة فى الطريق دون مخالفة للنظام العام فلايحق لأحد أن يتعرض له وليس لأحد أن يسأله عن هويته ومن تكون معه اللهم إلا رجل الشرطة إذا كان لديه اشتباه قانونى فى ذلك الشخص وحينئذ يذهب به إلى قسم الشرطة مع تمتعه بكامل الاحترام ...وكل من يتعرض لشخص خارج هذا الإطار باغ معتد يجب أن يخضع للمساءلة القانونية باعتباره مرتكبا جناية تخل بالسلام الاجتماعى ...أما التعلل بمحاربة الفساد والبدع والأمر بالمعروف والنهى عن المكر فهو غير مقبول ...وإذاكان هؤلاء يتشدقون باتباع السلف الصالح فلم يرد مطلقا عن السلف الصالح أنهم قاموا بمثل هذه التجاوزات بل الوارد خلاف هذا ومن المولقف الواردة عن /عمر رضى الله عنه أنه تسور بيتا على رجل ظن أنه مخمور ورآه فعلا كذلك وهم أن يبطش به ولكن الرجل قال :إذا كنت قد أسأت يا أمير المؤمنين مرة فقد أسأت أنت مرتين ...فقد تجسست علىّ والله يقول "ولا تجسسوا "وقد تسورت الدار والله يقول "و اتوا البيوت من أبوابها "

أما ما ورد من أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان واقفا مع زوجه أم المؤمنين /صفية رضى الله عنها ومر به أحد الصحابة فاستوقفه وقال له "هذه صفية "فهذه مبادرة منه صلى الله عليه وسلم ليدفع وسوسة الشيطان عن نفس صاحبه كما قال  وهذه الواقعة لاتعطى لأحد سلطة التعرض للناس  فى الطريق العام .

على أنه يجب أن يكون مفهوما أن سلطة ولى الأمر فى تتبع أحوال الناس محكوم بالضوابط الشرعية التى تحرم التجسس واقتحام البيوت والاتهام بغير دليل وإذاكان هذا ليس من حق ولى الأمر فما بالنا بغيره من عموم الناس ؟

ومن الأمور المقررة شرعا أنه ليس من حق أحد أن يقيم حدود الله إلا ولى الأمر بالضوابط الشرعية الحاكمة ومن يمارس ذلك من عموم الناس باغ يجب الأخذ على يده بشدة .

لقد كان الناس -على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بعده أزمانا متطاولة -يمشون فى الطرقات والأسواق فى أمان دون أن يتعرض لهم أحد ...أما مانشاهده الآن من ممارسات أفراد بعينهم فهو أمر مستهجن وبدعة قبيحة ما أنزل الله بها من سلطان  والله يقول الحق وهو يهدى السبيل .

ليست هناك تعليقات: