الثلاثاء، 31 يوليو 2012

تأملات فى سورة الواقعة


للقيامة أسماء عديدة فى القرآن فهى :الصاخة والطامة الكبرى والزلزلة والقارعة والغاشية ويوم الحسرة والساعة ..الخ  وهذه الساعة ثقلت فى السموات والأرض  وحين تبغت الناس تتبدل الأحوال أهوالا جساما فالأرض ترج رجا عظيما والجبال الراسيات تعود كثيبا مهيلا أما البشرفهم طوائف ثلاث :السابقون أصحاب الفردوس الأعلى الذين أعد لهم ربهم نعيما ما ديا فيه يتمتعون بالأكل والشرب والزواج ...وأصحاب اليمين فى الفراديس الأخرى لهم مالهم من متع المأكل والمشرب والزواج كذلك أما الهلكى فهم أهل الشمال الذين قضوا حياتهم الدنيا فى ترف باذخ مفسد وإصرار على الشرك الأكبر وإنكار للبعث  ولكنهم سيرون البعث حقيقة صاعقة حيث يذوقون العذاب المادى ...ولا يحق لأحد أن يعذرهم لأن دلائل الحق بادية أمامهم فى خضم حياتهم فهذا المنى الذى فى أصلابهم  من أوجده ؟ وحين يقذفونه فى الأرحام من يخلقه ؟ وهذا البذر الذى يبذرونه فى الأرض  هل يضمنون نماءه ؟ وهذا الماء الذى تقوم به حياتهم من أنزله وأصلحه ؟ وهذه النار التى بها طعامهم وشئون حياتهم من أنشأ شجرتها الأولى الساطعة اللا هبة التى تمد الأرض بالضياء والقوة ؟ هذه نماذج ثلاثة لايقوى عليها إلا الله وقد كانوا جديرين أن تلفت أنظارهم وتقودهم إلى الإيمان ولكن العجب العاجب أنهم جعلوا رزقهم أنهم يجحدون ...وإذا كانت الأمور الأرضية لاتسترعيهم أفلا ينظرون إلى السماء التى يجولون تحتها ولا ينفكون عنها ؟ألم تسترعيهم تلك النجوم الهائلة ومواقعها التى لايحيط بها إلا خالقها وهى على كثرتها الهائلة وسرعاتها الخارقة لاتتصادم ؟ إنه لايقدر على هذا الخلق إلا الله القادر القهار وهذا الرب العظيم هو الذى أنزل القرآن الكريم  من اللوح المحفوظ المطهر الذى لامسه إلا الملأ الأعلى ..وهذا القرآن يحدثهم عن الآخرة ولكنهم يكذبون ...إذن فقد اختاروا لأنفسهم وحتما ستفاجؤهم اللحظة الصادقة عند الاحتضار ..فهل يستطيعون نجدة المحتضر ؟وهم ينظرون حاله ولا يرون الحقيقة التى يراها  ؟أفلا يستوقفهم ذلك ؟ وهاهى سورة "الواقعة ":تنتهى بما بدأت به فهاهى الطوائف الثلاث :المقربون أصحاب الفردوس الأعلى وأصحاب اليمين فى الفراديس الأخرى والهالكون فى شر نزل فى دار الجحيم 

اللهم أكرمنا -من فضلك -بالفردوس الأعلى  فإنك ولى ذلك والقادر عليه وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

ليست هناك تعليقات: