الثلاثاء، 25 أكتوبر 2011

رسالة إلى أهلى

عندما تكتب إلى أهلك فهذا يعنى أنك بعيد عنهم ولكن يحدث كثيرا أن تحس بالغربة بين أهلك ,وأن تحس بالألفة مع قوم بعيدون منك بل لم ترهم يوما ,وتحس كأنك تؤاكلهم وتعيش معهم مشكلاتهم اليومية وهذا ما أشعر به نحو أهلنا فى فلسطين ,وما أحسب أننى بدع فى ذلك .
أحس أن هؤلاء الإخوة امتداد لى هناك كما أننى امتداد لهم هنا
وعندما تسقط القذائف عليهم تحرق قلبى وكبدى وتعصف بروحى
قبل أن تمتد إلى نفس أومال هناك .
إن أهلنا فى فلسطين فى عموم فلسطين هم وجهنا الحقيقى الجدير
بأن نفخر به.
وإذا كان حالنا فى مصر كما فى سائر الأقطار العربية والإسلامية
يرسم صورة الإنسان المقهور الذى يصطرع مع الفقر والجهل والمرض فإن هذا الإنسان الفلسطينى يرسم صورة أخرى,يرسم صورة الإنسان المجاهد وسط النار المقاوم رغم الدمارالمصرعلى
الثبات حتى الممات مزروعا شامخا فى هذه الأرض .
ورغم أن الآلة الصهيونية بكل أدواتها العسكرية والاقتصادية والسياسية والإعلامية تحاول أن تزرع كيانها المصطنع مكان أصحاب الحق والأرض وتعاونهم على ذلك كثير من الدول الفاعلة على الساحة الدولية ,أقول :رغم كل هذه العوامل التى تجعل الصمود شيئا أسطوريا فقد أثبت الإنسان الفلسطينى أنه أكثر من أسطورة ,بصموده أمام كل هذه القوى الظالمة.
ونظرة إلى بعض الشعوب تتضح قيمة الإنسان الفلسطينى...
فهذا شعب الهنود الحمر قد اندثر أو كاد تحت وطأة استعمار الرجل الأبيض الذى استولى على أرضه ثم باض وأفرخ ثم دفع بأصحاب الأرض الحقيقيين إلى خلفية المكان والتاريخ .
وهكذا حاول الاستعمار الأوروبى مع أهلنا فى بلاد المغرب وليبيا
وفلسطين ولكنه انهارأمام شعب تمسك بأرضه فدانت له واضطر الاستعمارأن يحمل عصاه على كتفه ويرحل إلى غير رجعة مما
يؤكد أن هذا المصير ذاته سيكون قدر هؤلاء الصهاينة الذين أخذوا مالا يستحقون ممن لايملكون .
وما حدث أخيرا من جهر عميدة الصحافيين الأمريكان فى البيت الأبيض بأن على اليهود فى فلسطين أن يعودوا إلى بلادهم التى أتوا منها وبذلك تنتهى هذه المشكلة ,أقول إن هذا الحدث يشكل
اعترافا عاصفا بصمود وأصالة شعبنا فى فلسطين ولا ينقص من هذا التصريح الجرىء والصاعق تراجع صاحبته عنه تحت وطأة اللوبى الصهيونى وعملائه ,فقد نفد السهم وانطلقت القنبلة لتبين أن حق هذا الشعب لن يضيع ما دام وراءه مطالب مستميت.
أقول لأهلنا فى فلسطين :
نحن معكم نشد من أزركم ومهما حدث من عوائق فنحن معكم ولا
تستهينوا بالضغط الشعبى فقد فتح (معبر رفح) بفعل القلوب المفتوحة والألسن التى لاتكف عن المطالبة بدعم الجزء المصاب من جسد الأمة .
إلى أهلنا فى فلسطين :بقدر صمودكم ترفع الأمة رأسها وبقدر صمود الأمة معكم يقترب يوم الخلاص من أسوا استعمار عرفه التاريخ
,

ليست هناك تعليقات: