إلى آخر رجل .إلى آخر رصاصة. كانت هذه صيحة -سيف الإعدام القذافى-غداة انتفاضة الشعب الليبى على دكتاتورية أبيه التى جثمت على صدور الشعب أكثر من أربعين عاما. جنون أحمق أو حماقة مجنونة .وكأن هذا المخبول يناضل عن ضيعة أبيه . إلا أن -القذافى-أكثر جنونا وحمقا من ابنه فقد مارس مع شعبه حرب إبادة وقصف المتظاهرين بالطائرات والمدافع الثقيلة ثم أنكر هذا وادعى أنه لم يستخدم القوة بعد .ومعنى هذا أنه (إذا استخدم القوة )فلن يبقى فى ليبيا إلا البوم والغربان . وعندما خرج على العالم بخطابه الأخير نطق كفرا وعارا فقد وصف نفسه بأنه المجد ووصف الثوار بأنهم جرذان جبناء وهذه كلمات مهذبة بالقياس إلى قاموسه القذر الذى أطلقه. وليس هذا من القذافى بعجيب وهو الذى قال عن نفسه إنه (ملك ملوك إفريقيا ) .مما يؤكد أنه (يستمتع بنرجسية لاحدود لها ).ولعل هذه النرجسية هى التى أعمت بصره وبصيرته عما يجرى من حوله فهو فى ذهول عن حركة الشعوب من حوله بنشوة الإمبراطورية التى يتخيل أنه على عرشها .وهو لايشك لحظة أنه معبود الجماهير فى ليبيا وإفريقيا وربما العالم . لقد كان -فى خطابه-فأرا مذعورا حاول أن يبدو فى هيئة الأسد .ولكنه لايفهم أن الأسد لايأكل أهله .ولا يقتنص إلا بقدر الحاجة لكن القذافى وحش دنىء مقولته (أنا ومن بعدى الطوفان ). والقذافى-الآن-اختبار حقيقى لأحرارالعالم ولايكفى إصدار مجلس الأمن لبيان استنكار .وقد رأينا كيف تحرك عمليا ضد -صدام حسين-حين فرضت أمريكا وبريطانيا منطقة حظر الطيران فوق شمال العراق وكذلك على الأرض وهذا أضعف الإيمان فى حالة القذافى .وأنا أضم صوتى إلى فتوى الدكتور (القرضاوى)فى وجوب قتل هذا الرجل المسعور راحة للحياة والأحياء.ولقد سمعت أن جماعة العلماء فى ليبيا أصدروا تداء بدعوة الشعب إلى الخروج على القيادة .فإن كان هذا صحيحا فهم الرجال حقا. وأيا كان الأمر فقد سقط (الإمبراطور الشاهق)من حالق إلى قاع التاريخ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق