الثلاثاء، 29 يونيو 2010

عذاب القبر

افتراضي عذاب القبر

برنامج على إحدى الفضائيات استضاف من ينكر عذاب القبر واستضاف من يرد عليه ,ولنا على هذا
الحديث ملحوظات :
أولا:هذه القناة علمانية لاتهتم بالشئون الإسلامية
إلا لغرض معروف وهذا يفقدها المصداقية ابتداء.
ثانيا:إذا أرادوا مناقشة مسألة طبية استدعواطبيبا
متخصصا فى ذات الموضوع وكذلك عند مناقشة
أمور فى الهندسة أو القانون الخ ولكن عندمايراد
مناقشة أمر من أمور الدين التى تستدعى عالما
مختصا وجدت عجبا فالأمر متروك لكل من هب ودب ,بل يحس المشاهد المنصف أن اختيار هذا
الذى هب ودب مقصود مقصود,وهذا مرة أخرى
يضع علائم استفهام أمام المصداقية وحسن النية.
ثالثا:وفى نفس الاتجاه يلاحظ المشاهد اليقظ أنه
يُختار الطرف الأول الذى يهب ويدب من أصحاب
اللسان والجدال وليس بالطبع كل من يحسن جدلا
يكون الحق معه,ويُختارالطرف الثانى رجلا قد يكون من الصف الثالث أو أكثر من العلماء أو يكون من العلماء الذين لايملكون ما يملك الآخر
من المحاورة والمناورة والصوت العالى,وهذامما
يضع علامة ثالثة على المصداقية وحسن النية .
رابعا:بصرف النظر عن ما سبق ماذا قال المنكر
عذاب القبر؟إنه استدل بحديث مفاده أن يهودية
أخبرت السيدة عائشة رضى الله عنهابعذاب القبر
ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم أنكر عذاب القبر وقال إن الحديث فى صحيح البخارى والحق
أن هذا الحديث رواه الإمام أحمد رحمه الله تعالى
وهو صحيح وأما ماورد فى صحيح البخارىفهو
يؤكدوقوع عذاب القبر وهذا التناقض الظاهرىهو
مايكشف الذين لاعلم لهم بالحديث وعلومه التى
تبين الحكم فى مثل هذه الأمور,وعلماء الحديث
يقولون :هل يمكن الجمع بين الحديثين ؟فإن أمكن
فلا مشكلة وإن لم يمكن اتجه البحث إلى معرفة
تاريخ الحديثين لعل المتأخر يكون قدنسخ المتقدم
فإن لم يكون هناك نسخ قدم العلماءالحديث الأقوى فى المرتبة على الأقل .
ومسألة عذاب القبرخطبها يسير فلم يكن قد أوحى إلى النبى صلى الله عليه وسلم بشأنهاشىءأول الأمر فكذب قول اليهودية لعائشة رضى الله عنها
ولما أوحى إليه أن فى القبر عذاباأعلن ذلك وكان كثير التعوذ منه.
وتفصيل المسألة ماجاء فى حديث الإمام أحمد رحمه الله عن عائشة رضى الله عنها أن يهودية كانت تخدمهافلاتصنع عائشة شيئامن المعروف لها إلا قالت اليهودية:وقاك الله عذاب القبر,فقالت
عائشة للنبى صلى الله عليه وسلم:هل للقبرعذاب
قبل يوم القيامة ؟قال:"لامن زعم ذلك"؟قالت:هذه
اليهودية,قال:"لا كذبت يهود وهم على الله أكذب
لاعذاب دون يوم القيامة"ثم تكمل عائشة :ثم مكث بعد ذاك ماشاء الله أن يمكث فخرج ذات يوم نصف النهار مشتملابثوبه محمرةعيناه وهوينادى
بأعلى صوته:"القبركقطع الليل المظلم أيها الناس
لوتعلمون ما أعلم بكيتم كثيرا وضحكتم قليلاأيها
الناس استعيذوا بالله من عذاب القبرفإن عذاب القبر حق"وهذا إسناد صحيح على شرط البخارى ومسلم ولم يخرجاه,وفى حديث آخر عن الإمام أحمد أن عائشة رضى الله عنهاقالت:ثم قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك:"وإنه أوحى إلىّ أنكم تفتنون فى قبوركم"وقد ورد فى تحديد هذه المدة أنها ليالى قالت عائشة رضى الله عنها:فلبثنا ليالى ثم قال صلى الله عليه وسلم
"ألا إنكم تفتنون فى القبور"وهكذا رواه الإمام مسلم أيضا.
إذن فالرسول صلى الله عليه وسلم يعلن ما يأتى به الوحى وقد يصدق اليهود أو غيرهم إذا صادف الحق وقد حدث ذلك أكثر من مرة حين صدق الرسول الحَبر اليهودى فى أول طعام أهل الجنة.
وفى بداية خلق الله السموات والأرض.
ولكن هناك القرآن الكريم وهوالحكم الفصل الذى
لاخلاف عليه فقد جاء فى سورة (غافر)قوله عز
وجل:"النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلواآلفرعون أشد العذاب"
فنص الآية واضح أن آلفرعون يعرضون كل يوم
على النار مرتين ويقال لهم هذا مقعدكم من النار
ويوم القيامة يدخلون هذه النار أى أن عرضهم على النار بداهة يكون فى القبرومعلوم أن انتظار
العذاب عذاب ,هذا فى القرآن إضافة إلى أحاديث
كثيرة جدا فصلت ألوان العذاب فى القبر.
خامسا:ماالغرض من إثارة الحديث فى هذه المسألة وما شابهها من الثوابت التى أجمع عليها
أهل السنة؟واستقدام شيعى له عقيدة أخرى ليبث
سمومه فى الناس؟أقول ما الغرض من ذلك إلا زعزعة العقيدة وزرع الشك فى قلوب الناس خاصة العوام الذين ليس لهم مصادر إلا آذانهم.
لهذا كله لانجد بدا من أن نرفع صوتنا محذرين:
يا من تريدون النجاة بدينكم احذروا القنوات التى
تضع السم فى العسل احذروا وسائل الإعلام العلمانية وإذا أردتم الاستبراءلدينكم والاستيثاق
فأمامكم العلماء الأتقياء المخلصون وهم كثيرون
معروفون قائمون على الحق فولوا وجوهكم شطرهم وأعرضوا عن المشبوهين حتى تَسلموا.

ليست هناك تعليقات: