الخميس، 17 يونيو 2010

الخيانة الزوجية

(الخيانة الزوجية)كان موضوع برنامج مرئى وكان المتحدث دكتورا .فما ذا قال الدكتور ؟:
قال:أقول لكل سيدة لاتصدقى أى رجل متزوج يريد أن يتزوجك لأنه كذاب وكما كذب على زوجته سيكذب عليك ,إن كان صادقا يجب أن يطلق الأولى ثم يتزوجك .
هذا ما قاله الدكتور الهمام وكلامه كارثة بكل المقاييس:
أولا:لأن هذا الطرح الساذج المسطح لايليق بدكتور يعرف معنى
البحث العلمى .
ثانيا:أن اعتبار زواج الرجل المتزوج (خيانة زوجية)مفهوم هومن
أوهام بعض العوام وإن من العوام لمن يعرف أن الله أحل للرجل
أن يتزوج مثنى وثلاث ورباع .بغض النظر عن الحديث فى الضوابط مما تسمح به (السياسة الشرعية )وهى باب عظيم من أبواب التشريع .
ثالثا:أن الخيانة الزوجية المعتبرة شرعا هى الزنا ومن هنا كان إثما وكانت عليه عقوبة ,فهل زواج الرجل المتزوج إثم ؟وهل عليه عقوبة ؟
رابعا :أن الخيانة التى يرتكبها الزوج أو الزوجة بالزنا ليست خيانة للطرف الآخر ولكنها خيانة للنزواج نفسه للرابطة الإلاهية
للشرع الشريف .هذا معنى الخيانة الزوجية ولامعنى آخر لها إلا 
فى أوهام بعض العوام والتى ابتدعته وسائل الإعلام وروجت له.
خامسا:هذه القضية :قضية زواج الرجل المتزوج بأخرى ليس من
المنطق ولا المصلحة أن تطرح من خلال عموميات تعتمد على
نظريات مستوردة لاتناسب ديننا وواقعنا .
سادسا:حل هذه المشكلة فى شىء واحد هو:(ألا يقهرإنسان على ما لايريد)وهذا مبدأشرعى عقلى إنسانى لاخلاف عليه,ومن هذا المنطلق إذا رغب الرجل فى الزواج بأخرى فهذا حقه الشرعى لا
يسأل لماذا استخدمه وفى الوقت ذاته للزوجة الحق فى أن تقبل ذلك أو ترفضه .
سابعا :إذا قبلت الزوجة الأولى ذلك فهذا قرارها وهى أعلم بمصلحتها منى ومن كل دكاترة الدنيا والحديث إليها عن(الحرية والكرامة وعدم الخضوع للمذلة)هذا الحديث لتلك الزوجة مصادرة على حرية رأيها وهى -معذرة-قلة أدب وخراب للبيوت
فهذه زوجة تعرف نفسها وهى -مع ألمها من هذا الزواج الثانى- 
ترى أن زوجا لنصف الوقت أصلح لها من لازوج .هذا ما ارتضته لنفسها فما بال أدعياء الحكمة والإصلاح يتهمونها بأنها لا
تعرف مصلحتها وهم هم الذين يقولون بإطلاق يدها فى أن تزوج نفسها وتطلق نفسها وتفعل فى نفسها ماتشاء,وهاهى فعلت ماتشاء
فالمنطق أن تحترم رغبتها .
ثامنا :أن مشكلة الزواج بأخرى هى أولا وأخيراأمرتحسمه المرأة 
فالرجل مجرد خاطب يعرض طلبه والمرأة هى التى تقبل أو ترفض والزوجة الثانية تعلم أن هناك زوجة أخرى شرعية لها حقوق لاينبغى المساس بها من قبلها أو من قبل الزوج وهذه الحقوق مقررة شرعا ومنضبطة تماما.
تاسعا :ماذا يقول دعاة الحرية و(حقوق الإنسان )لامرأة تتوق إلى 
الزواج وتأخرت لبعض الوقت وأتى إليها رجل متزوج ,هل ننصحها بالتريث ليأتى فارس الأحلام الذى قد لايأتى ؟أم ننصحها بالقبول بالمتاح ؟ الحق والصواب أن نرفع الوصاية عن المرأة ونتركها تختار ثم
نحترم هذا الاختيار.
عاشرا:طرح المفاهيم بهذا الشكل الذى يعرضه هذا الدكتور وأمثاله فيه تخريب ثقافى بمحاولة طمس المفاهيم الدينية المستقرة
والمتفق عليها لأنها ثابتة بالنصوص ,ومحاولة زرع مفاهيم غريبة لاتخدم واقعنا ,بل تخلق مشكلات نحن فى غنى عنها.
حادى عشر:دعاة الحرية وحقوق الإنسان يرون أن من حق الرجل والمرأة أن يفعل فى حياته مايشاء سلبا أو إيجابا من (المخادنة) 
إلى(المثلية) فلا حدود ولاقيود ,فما بالهم يحددون ويقيدون الزواج الشرعى؟إن هذا التناقض الصارخ يجعلنا نسقط اعتبارهم لأنهم لامصداقية لهم وهم متهمون بتخريب الحياة لصالح شياطين الإنس الذين يستفيدون من تجارات الانحراف والشذوذ.
ثانى عشر:إن وضع هذه الأمور المهمة التى تؤثر على الأمة مثل
شئون الأسرة للنقاش مع كل متحدث دون الرجوع إلى أهل الاختصاص من علماء الشريعة والقانون .هذا المنهج يساعد على خلط الأمور وإفساد المفاهيم كما هو حاصل الآن,وأصبح من الملاحظ أن المتحدث فى وسائل الإعلام عليه أن يكون مرددا للأفكار الشائعة وإلا عد مارقا غير مرغوب فيه إعلاميا وهذا أمر مزعج جدا لمن يهتمون بالأضواء الإعلامية.
ثالث عشر:إن العودة الرشيدة إلى الدين الحنيف بقواعده ومقاصده هو الحل السديد لكل مشكلاتنا خاصة وأن هذا الدين يأخذ فى اعتباره كرامة الإنسان ويهتم بالحقوق كما يأخذ فى اعتباره متغيرات الزمان والمكان وظروف الأشخاص .
إنه شريعة الله رب لعالمين "ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير"؟ ياقومنا ثقوا بالله .فقط  ثقوا بالله . 

ليست هناك تعليقات: