الجمعة، 18 يونيو 2010

إنا لله وإنا إليه راجعون

(إنا لله وإنا إليه راجعون)
كلمة يقولها المؤمن فى كل حال خاصة إذا أصابته مصيبةيكون لها
الأثر الفورى فى نفسه وعلى حياته .
عندما نقولها فى الظروف العادية نشعر أننا لسنا وحدنا فى هذا الكون ,ونحن وإن كنا أضعف الكائنات نحيا فى حماية رب الوجود كله والذى خلقنا هو الذى خلق الشمس والنجوم والمجرات
فلم الخوف والذى يسير حركتنا هو الذى يسير الأفلاك ؟
وعندما تحزبنا المصائب نقولها فتصغر الدنيا كلها فى أعيننا  فتهون المصائب ولم لاتهون والدنيا كلها زائلة ؟وستكون الأرض دكا دكا ؟وفى النهاية "كل شىء هالك إلا وجهه".
وعندما نقولها نشعربالأمل الواعد لأنه إذا فاتنا -فى هذه الحياة القصيرة- بعض المتعة فهناك النعيم الأبدى الذى لايحول ولا يزول عندما نرجع إلى الله .
إن هذه الكلمة بمضمونها الفاعل كنز من كنوز المؤمن لايحس قيمته وأثره إلا من لايعرفه فإذا أصابه مصاب انتكس فهو إما مقهور داخل نفسه يكاد القهر أن يصهره ,أو هو متمرد يعلن عداءه للناس أجمعين أو رافض للحياة اصلا فينهى حياته بالانتحار .
المؤمن لايفعل شيئا من هذا أبدا.إنه هادىء النفس مطمئن البال موقن بأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه وأن ما أصابه لم يكن ليخطئه 
إنه يثق فى ربه الذى يربيه بالابتلاء بالشر والخير ليصفيه ويصطفيه حتى إذا لقى ربه وحد عنده الجزاء الأوفى .
وهكذا المؤمن راض بما قسم الله له ,وهو إن أصابته سراءشكر وإن أصابته ضراء صبر والصابر والشاكر فى الجنة .
وفى هذا المعنى تروى طُرفة ذات مغزى :
يروى أن امرأة بارعة الجمال تزوجت رجلا بالغ الدمامة فقالت له يوما:أنا وأنت فى الجنة .قال :وكيف عرفت ؟قالت:ابتليتُ بك فصبرت وابتليتَ بى فشكرت والصابر والشاكر فى الجنة.
إنها كلمة توجد الرضا وتورث الراحة وأى شىء يسعد الإنسان مثل أن يكون راضيا مرتاحا؟
وصدق ربنا جل وعلا :"ولنبلونكم بشىء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون"البقرة 155-157.وإنا لله وإنا إليه راجعون عليها نحيا وعليها نموت وعليها نبعث إن شاء الله.

ليست هناك تعليقات: