الأحد، 20 يونيو 2010

أصحاب الفضل

قالوا:العلماء أصحاب الفضل لأنهم ينورون عقول الناس .
وقالوا:الدعاة أصحاب الفضل لأنهم يهدون الناس إلى الصراط المستقيم .
وقالوا:القادة والرؤساء أصحاب الفضل لأنهم يقومون على مصالح الناس وأمور معايشهم .
لكننى أقول:إن أصحاب الفضل هم الناس .نعم ,الناس هم أصحاب الفضل .
لأن العلم المجرد قيمة والناس هم الذين يعطون المعنى لهذه القيمة
ولأن الدعوة ميدانها النفوس التى تحكم الشخوص ,فالدعوة بغير
ناس صرخة فى صحراء .
ولأن القادة والرؤساء لن يكونوا كذلك إلا بالناس ولوهجرالناس وطنهم فمن يقود القادة ؟وعلى من يترأس الرؤساء ؟
ثم إن العلماء والدعاة والقادة والرؤساء خرجوا من بين الناس والمفروض أنهم فى خدمتهم أى أن الناس هم المنبع والمجرى والمصب .
وقد يقوم هؤلاء بأعمالهم إما ارتزاقا ,وإما رغبة فى أداء الواجب
وإما على سبيل الوجاهة الاجتماعية ,وفى أحسن الأحوال حسبة لله تعالى ,وهم فى كل هذه الأحوال أصحاب مصلحة.
وما دام الناس هم الأساس فليس من الإنصاف أبدا أن يهمش هذا
الأساس .
والحق والعدل يوجبان على كل هؤلاء أن يكون توجههم إلى الناس حقيقيا ,فلا علم إلا ما ينفع الناس ,والعلوم الضارة -وما أكثرها-غش للناس وخيانة للأمانة .
والدعاة الذين يعتبرون الدعوة ميدانا للفصاحة والبلاغة دون مراعاة حاجات الناس ودرجات عقولهم دعاة مزيفون ينفخون فى
قرب مقطوعة ,ويسرقون أوقات الناس ,ويقصرون فى واجبهم.
والقادة والرؤساء الذين يهملون الجماهير هم متسلقون طلاب سلطة ,وهم طغاة أعداء للحرية .
وعلى هذا إذا احترم العلماء الناس حرصوا على أن يقدموالهم ما
ينفعهم ,وإذا احترم الدعاة الناس أحسنوا خطابهم وتقديم الدين لهم.
وإذا احترم القادة والرؤساء الناس قدموا الصالح العام على مصالحهم ولاعتبروا السلطة تكليفا ثقيلا لاتشريفا وجيها,ولما تكالبوا على السلطة بكل طريق .
أقول إن الجماهير صاحبة الفضل على كل هؤلاء وهى بالتالى تتحمل مسئولية تقويم المعوج ,وذلك بأن تنزع ثقتها فيه وتعاونها
معه وهى إن وعت هذا الدور عن طريق الرأى العام الواعى المؤثر ستتغير أشياء كثيرة,وتجرى مياه صالحة ,وتهب أنسام رخاء تأتى بالنماء وتزدهر بالأمل والعطاء ,
وهذا ما تفعله الشعوب الحية.

ليست هناك تعليقات: