الأحد، 10 أغسطس 2014

وماذا لو
تعرفنا على حدود(الإنسانية)التى تتحرك خلالها أمريكا ومن لف لفها؟
هل هى الإنسانية التى تعاملت بها مع شعوب الهنود الحمر السكان الأصليين لأمريكا الذين تعرضوا لإبادة شبه تامة ؟
أم هى الإنسانية التى تعاملت بها مع ثوار (فيتنام )حيث اتبعت سياسة الأرض المحروقة ؟
أم هى الإنسانية التى اتبعتها مع أهل (هيروشيما ) و(نجازاكى )حينماألقت عليهما القنابل الذرية ؟
أم هى الإنسانية التى تعاملت بها مع الأفارقة التى سخرتهم عبيدا لعقود عديدة ؟
أم هى الإنسانية التى تعاملت -ولازالت -تتعامل بها مع أهل فلسطين وترى الحق كل الحق للمغتصبين فى إبادة أهل الأرض بحجة الدفاع عن النفس ..وكأن أنفس الصهاينة مقدسة وأنفس العرب نجسة لاتستحق الحياة ؟
لقد تحركت (الإنسانية )الأمريكية الغاضبة لتدافع عن اليزيديين والنصارى ضد طغيان داعش..



وكل إنسان حر ضد طغيان داعش الذين يمثلون التتار الجدد...ولكن ..لماذا الكيل بمكيالين ؟
هؤلاء طردوا من ديارهم وتعرضوا للإبادة والموت جوعا..
وأهل فلسطين عامة وأهل غزة خاصة فى مثل تلك الحال وأكثر ويحدث هذا منذ عقود متطاولة تحت سمع وبصر الإنسانية الأمريكية والغربية...فما الذى جرى ؟ والحال هى الحال والناس هم الناس ؟
الحق ..أن المسألة ليست مسألة إنسانية ..وإنما هى مسألة مصالح
فقط مصالح...
فقد تعرض المدنيون السوريون لحرب الغازات السامة وأرغت أمريكا وأزبدت وتوعدت ثم ...لاشىء...فقط طلبت من النظام السورى تسليم تلك الأسلحة لإعدامها...وتجاهلت حقوق هؤلاء المدنيين...لماذا ؟

لأن الهدف الأساس هو وقاية المدللة العزيزة ..إسرائيل من احتمال توجيه هذه الأسلحة إليها..
إن القضية الفلسطينية هى قضية إنسانية أساسا..قضية شعب تغتصب أرضه وحريته وكافة حقوقه...وليس من الإنسانية فى شىء أن يحاصر شعب برا وبحرا وجوا ويخنق خنقا حتى إذا تململ وحاول الصراخ والدفاع عن نفسه
كان ذلك إرهابا وعدوانا...
إن الإنسانية تقول -إذا كان لها أن تقول -:
افعلوا مع فلسطين ما فعلتموه مع غيرها من الشعوب ..مع جنوب السودان مثلا..أعطوها حق تقرير المصير...ضعوها تحت الانتداب الدولى لمدة محددة بعدها تعلن الأمم المتحدة استقلالها...
الحل ممكن جدا وسهل جدا...
فقط لو توافرت (الإنسانية )...
ولكن هيهات ...هيهات...
لأن فاقد الشىء لايعطيه..
وليس أمامنا -نحن العرب -أصحاب الحق إلا أن نتعامل مع عدونا على أنه فاقد الإنسانية ولايعرف غير لغة القوة و(الإرهاب ) على حدقوله تعالى "وأعدوالهم مااستطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ".

ليست هناك تعليقات: