الثلاثاء، 12 أغسطس 2014

وماذا لو ؟29

وماذا لو
تأملنا ظاهرة (المالكى) ؟
نورى المالكى...متمسك بالسلطة..الرجل سيجن عندما رشح غيره...
ولاعجب ...
فإنه يبدو أن كرسى الحكم له جاذبية كبرى ...وفيه سحر أكبر...
وأمر المالكى مثير للسخرية أيضا
فالحال فى العراق كما نرى ..البلاد فى مرجل يفور بالإضطرابات ..وتعصف بها الفتن...وداعش تقضمها قضما..والدماء لاتكف عن
النزيف...والحالة الاقتصادية أسوأ من الحالة الأمنية...والحالة السياسية أسوأ من الاثنين...
كل هذا والمالكى مصر على ولاية ثالثة ...بدلا من أن ينأى بنفسه عن هذا المستنقع...
وليس لحالة المالكى إلا أحد تفسيرين :
الأول :أن الرجل يعتقد أنه نادرة عصره وأوانه..وأنه لم يولد مثله
وأنه يتمتع بمواهب خارقة لاتوجد إلا فيه ولذلك فهو يريد ألا يحرم العراق من عبقريته الفذة...لأنه آت بما لم تأت به الأوائل....

وهذا مردود عليه بالولايتين السابقتين له....فقد كرس الانقسام وعلى يديه أوشكت العراق على الغرق...
والثانى :أن غرام الرجل بالسلطة قد ملك عليه أقطار نفسه...فهو لايريد أن يترك الكرسى إلاميتا أو مقتولا...شأن الحكام العرب....
وموقف المالكى يذكرنى بمواقف أخر على حد قولهم :وبضدها تتميز الأشياء ...
يذكرنى بعمر بن الخطاب رضى الله عنه حين طعنه المجوسى واقترح البعض عليه أن يستخلف ابنه عبد الله رضى الله عنه....
رفض عمررضى الله عنه..وقال بحسن آل الخطاب أن يسألواحد منهم عن أمة محمد )...
أرأيتم ؟
الرجل يعد الحكم مسئولية وتكليف وأمانة ويضن بولده عن تبعاتها الثقال مع أن عبد الله بن عمر صحابى مشهود له بالتقوى وقد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنه راض.
ويذكرنى موقف المالكى بموقف عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه
وقد استخلفه عبد الملك بن مروان
ولكنه صعد المنبر وأعلن أنه لايريد هذه الخلافة وطلب من الناس أن يختاروا أميرا لهم غيره
ولكن الناس أصروا عليه وأعادوا اختياره وبيعته...
وذكرنى موقف المالكى بموقف المشير سوار الذهب رضى الله عنه حين تولى زمام الحكم إنقاذا للبلاد من حكم جعفر نميرى ووعد أن يترك الحكم بعد سنة....ولم يعبأ الناس بهذا الوعد فقد تمرست الأذن العربية على الوعود وعلى النكوص عنها...
ومرت السنة وإذا بالمشير عبد الرحمان يصر على ترك السلطة ولم يستجب لمحاولات الذين أرادوا له أن يكون نسخة مكرورة من الحكام العرب وأثبت الرجل فعلا أنه (سوار الذهب )...
وقد يلفت البعض نظرى إلى حكام غير عرب وغير مسلمين نهجوا هذا النهج وتخلوا عن الكرسى فى أوج قوتهم ..وهذا صحيح ولكن من التعسف إجراء القياس بين حكامنا الأشاوس وبين هؤلاء الذين تمرسوا على الديمقراطية..

ونريد أن نقول :إن الورع والعفة
ليسا حكرا على غيرنا...بل عندنا من هذا الرعيل حظ وإن كان قليلا
وخلاصة القول:
ماذا لو ...
نظر حكامنا إلى الحكم على أنه غرم لاغنم ؟ وتكليف لاتشريف ؟
وأمانة ثقيلة هى حسرة وندامة يوم القيامة ؟
لو حدث ذلك ....لكان الحال غير الحال .

ليست هناك تعليقات: