الجمعة، 8 أغسطس 2014

وماذا لو ؟ 26

وماذا لو
فهم الناس هذه الآية على وجهها الصحيح ؟
قوله عز وجل :"ولو شاء ربك لآمن من فى الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين "يونس 99
يقول البعض :الإيمان معلق بمشيئة الله فلا تلوموا من لم يؤمن لأن الله لم يشأ له الإيمان...
وهذا فهم سقيم ..
والصحيح -إن شاء الله -أن الله عزوجل لو شاء إيمان كل البشرلطبعهم طبعة واحدة على الإيمان لايستطيعون الخروج عليهاولكانوا مصيرين مثل المخلوقات غير العاقلة ولكنه سبحانه لم يشأ هذا فهدى الإنسان النجدين أى يسر له طريق الخير والشرأيهما شاء...
وليس لأحد الاحتجاج بالآية بعدها "وماكان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ويجعل الرجس على الذين لايعقلون "..
لأن الله تعالى أعطى الإذن العام للبشر أن يختاروا مايريدون وإلا لما كان لجعله الرجس على الذين لايعقلون محل ...ولاحظوا رحمنى الله وإياكم ارتباط جعل الرجس بعدم استخدام العقل الذى من وظائفه الأولى الاختيار...

وقد قلنا مرارا وتكرارا...شاء الله لك أن تشاء وأراد لك أن تريد وبهذا تكون مشيئتك تبعا لمشيئة الله وإرادتك نابعة من إذن الله العام لك بحرية التصرف وتحمل التبعات
ولكن من المؤسف ...أن بعض الناس يشخصون المسألة فيربطون المبادىء بتصرف الأشخاص ومادام الكثير من المسلمين خارجين على الإيمان فهذا دليل على عدم جدوى الإيمان
وهذا زعم باطل ...
لأن قيمة المبادىء فى ذاتها ...
ولأن هذه المبادىء آتت أكلها عندما التزم بها أهلها...

ومن الطبيعى ألا يكون لها أثرإذا أعرض عنها الناس ...
وهذا أمريشمل كل المبادىء...
وحاصل ذلك أن على رافضى قضية الإيمان أن يعيدوا تفكيرهم ويتأملوا المبادى نفسها بغض النظر عمن يسىء استخدامها...
وحتى فى العهد الأول عصر النبوة
كان هناك المنافقون الذين يتاجرون بالمظاهر الدينية ففضحهم الله وأخبر أنهم فى الدرك الأسفل من النار...
وعلى من يريد الحوار حول قضية الإيمان أن يجعل الحديث عن المبادىء فقط ...وهنا سيجد فى مبادىء الإسلام ما يثلج صدره ويطمئن قلبه ويريح عقله ...
وسيرى مقام الإنسان فى الإسلام عظيما لأنه عليه نزل ومن أجل كرامته جاء.

ليست هناك تعليقات: