السبت، 31 مايو 2014

كلام فى الردة

"لايحل دم امرىء مسلم إلا بإحدى ثلاث :قتل النفس التى حرم الله إلا بالحق والثيب الزانى والتارك لدينه المفارق للجماعة "
......
هذا الحديث هو الأصل فى الحكم على المرتد بالقتل ...
وتعالوا-فى ضوء فهمنا لمقاصد الشريعة -نتأمل بعض الأمور:
أولا:الإسلام هو الالتزام الظاهرى بالأركان الخمسة المعروفة (الشهادتين-والصلاة والزكاة والصوم والحج )
ثانيا:هذا الإسلام وحده ليس منجيا من النارإلا إذا صاحبه إيمان ثبت أى موافقة الظاهر للباطن
ثالثا:الإسلام يعد المنافقين شرا من الكفار "إن المنافقين فى الدرك الأسفل من النار"
رابعا:فى صلح الحديبية وافق الرسول صلى الله عليه وسلم على ترك من يرتد عن الإسلام والسماح له بالعودة إلى معسكر الكفارواعتباروجوده بين المسلمين
خطرا يجب التخلص منه
خامسا :قال الله فى شأن المنافقين الذين تخلفوا عن غزوة تبوك :"لو خرجوا فيكم مازادوكم إلا خبالا وأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة "
التوبة 47
سادسا:كان بعض اليهود-بتحريض من رؤسائهم -يدخلون الإسلام ثم يرتدون لإحداث فتنة بين المسلمين ولم يرد أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بقتل أحد منهم "وقالت طائفة من أهل الكتاب ءامنوا بالذى أنزل على الذين ءامنوا وجه النهار واكفروا ءاخره لعلهم يرجعون "آل عمران 72
سابعا:يفهم من قوله صلى الله عليه وسلم "المفارق للجماعة "أن المرتد قصد بردته شق وحدة الأمة وليس مجرد التخلى عن دينه ولهذا استحق القتل
ثامنا:لايقبل إسلام مع إكراه "لاإكراه فى الدين "البقرة 256
ومعنى ذلك أن المسلم الذى يقبل إسلامه هو -فقط -الذى يسلم عن قناعة تامة وهو بهذا قد اختار الإسلام يقينا ...ومقتضى هذا أن الذى يقال عنه مسلم لأى اعتبار آخر غير الاقتناع لايعد إسلامه صحيحا...
يعنى من كان مسلما لمجرد أن أبويه مسلمان فقط دون أن يختار الإسلام بعد بلوغه ...لاقيمة لإسلامه...لأنه مسلم باختيار أبويه لاباختياره ...
ومقتضى هذا أنه يجب على كل مسلم بالغ أن ينظر فى أمره ويتعرف على إسلامه ليعلم لماذا اختار الإسلام
تاسعا:إذا نظرنا فى أحوال كثيرمن مسلمى اليوم وجدناهم من هذا الفصيل الذى أسلم بالوراثة دون وعى لأصول هذا الدين ورسالته ولهذا كان المسلمون غثاء كغثاء السيل
عاشرا:إذا جاء واحد من هذا الغثاء ليعلن ارتداده عن الإسلام فإن ذلك -فى الواقع -لايقدم ولايؤخر..لأنه صفر على الشمال ولايشكل أى إضافة للمجتمع المسلم ..بل على العكس أناأراه خَبَثا أبعده الله عن المجتمع...
ومن هنا لايقام على مثل هؤلاء حد الردة لأنهم لم يسلموا أصلا..
حادى عشر:الإنسان الذى يعتد برأيه وله تأثير فى المجتمع إذا عرف عنه الدفاع عن الإسلام ثم ارتد وأخذ يهاجم الإسلام هذا يجب أن يتصدى له العلماء لاحتمال أن تكون لديه شبهات حملته على الردة ويبذل فى هذا أقصى الجهد
ولابأس أن تعقد مناظرات معه لبيان خطئه
ثانى عشر:على عهد أمير المؤمنين /عمر رضى الله عنه كان المرتد يحبس ويناظر حتى يرجع ولم يصدر عمر أمرا بقتل أحد هؤلاء ..ولعله فعل هذا لإدراكه بعدم خطورتهم على المجتمع
ثالث عشر:هذا اجتهاد منى فإن يكن صحيحا فهو من الله وإن يكن غير ذلك فهو منى ومن الشيطان والله ورسوله منه بريئان
والله أعلم

أضافة تقييم إلى مصطفى فهمى ابو المجد تقرير بمشاركة سيئة  

ليست هناك تعليقات: