الخميس، 1 مايو 2014

أنا ونحن

  أنا أحب المدن والناس وأرى صخب الناس فى الشوارع كأمواج البحر الهادرة ...أحيانا تقذف بالزبد ... وأحيانا تقذف بالأسماك وأحيانا تزمجر مغرقة مدمرة...وأحيانا تأتى رخية منسمة... وهكذا الحياة ..ولن تكون الحياة إلا كذلك ... أما حين تهدأ الشوارع ...وتخفت الأصوات ...وتقل الخطى...فمعنى ذلك نوم النهار ويقظة الليل وسكون السكوت....ومعناه..انخذال الحياة إلى المخادع... وتلك حالة مؤقتة...تعتاد المخلوقات لتعود من جديد تمخر فى عباب الحياة.... ومع أن الصخب قانون الحياة ووقودها اللازب إلا أن (الأنا) قد تمل ..وقد تتعب ..ولابد لها من الهروب ولكن إلى أين ؟ إلى الواحات... حيث يخف الناس ويشف الهواء وتتحرك المخلوقات غير العاقلة بحرية وأمن ... وهناك يكون النهار غير النهار والليل غير الليل ... تكون أنت وأنت تتحادثان تتهامسان لايشغب عليكما ثالث ... هناك تسرح روحك فى المطلق ...تحس أنك تملك ذاتك ..وتشعر بوجود الأنا وذوبان ال(نحن )... إنك هنا تقول ماتشاء وتفعل ما تشاء ...وتضحك بصوت عال ..أو تنتحب دون أن يسخر منك أحد أو يرثى لك راث ...هناك قد تصادق الطيور وتسامق النجوم...وتحس أنك بعض هذا الوجود ..أو كل هذا الوجود هناك قد تأنس بالوحش وتفزع من الإنس على حد قول أخينا عامر الصحراء: عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى وصوت إنسان فكدت اطير هناك قد تحس بأن حياة المدن فراغ...وفراغ الصحراء حياة فياضة .. وهناك تمتلىء روحك صفاء يبلل نفسك بأنفاس نقية ... وهناك تحس يقينا لاشبهة فيه بأن هذه الحياة نعمة وجدت لتحتضن كل حى ..لأنها تتسع لكل حى وهناك تصغر فى عينيك حياة المدائن اللاهبة اللاهية ... ولكن برغم كل ذلك فإنك لاتطيق حياة (الأنا ) إلى غير مدى..وتجد نفسك المجنونة تحن إلى دروب الصعلكة ...وتراب الحوارى ..وصيحات الباعة ..بل وسباب السكارى ... أوه... ماهذا التقلب ؟ وما تلك الحيرة الرعناء التى تجذب الإنسان بين السكون والاضطراب ؟ لاتأس ياصاح فتلك هى الحياة بشدوها ولأوائها... ولكن حياة (الأنا ) وحيدة حينا تبدو ضرورة لازمة إذا كنت تريد أن تتذوق طعم حياة المدن الصاخبة وبضدها تتميز الأشياء .. بل إنى أزعم أن حياة الأنا وحيدة حينا من الدهر قد تعطيك زادا أوفر وقوة أقدر على مجابهة إشكالات الحياة المدنية ... ولعل الرسل كانوا هم الرعيل الأول الذى عرف تلك الميزة واستطاع التزود منها بزاد عظيم ..عظيم وبعد كل ماقلت لابد أن تدرك أنك لن تستطيع أن تعيش ال(نحن )دون أن تشبع الأنا...وإلا لو جاعت الأنا فستحس غربة شانقة... إذن لامفر... ف ال(نحن )و ال(أنا ) وجهان لعملة واحدة هى هذا الكائن الاجتماعى برغمه ..الاجتماعى بحاجته هذا الكائن المشاغب عدو نفسه أحيانا وعدو غيره أحيانا رغم أنه أضعف المخلوقات حتى وهو يمتلك أقوى أسلحته (العقل )... أجل لاغنى لنا عن الأنا ولاغنى لنا عن النحن ..ولكن المعضلة فى كيف يتمازج الاثنان فى غياهب إشكالات الحياة ؟ااا

 

أنا أحب المدن والناس  وأرى صخب الناس فى الشوارع كأمواج البحر الهادرة ...أحيانا تقذف بالزبد ...
وأحيانا تقذف بالأسماك وأحيانا تزمجر مغرقة مدمرة...وأحيانا تأتى رخية منسمة...
وهكذا الحياة ..ولن تكون الحياة إلا كذلك ...
أما حين تهدأ الشوارع ...وتخفت الأصوات ...وتقل الخطى...فمعنى ذلك نوم النهار ويقظة الليل  وسكون السكوت....ومعناه..انخذال الحياة إلى المخادع...
وتلك حالة مؤقتة...تعتاد المخلوقات لتعود من جديد تمخر فى عباب الحياة....
ومع أن الصخب قانون الحياة ووقودها اللازب إلا أن (الأنا) قد تمل ..وقد تتعب ..ولابد لها من الهروب
ولكن إلى أين ؟
إلى الواحات...
حيث يخف الناس ويشف الهواء وتتحرك المخلوقات غير العاقلة بحرية  وأمن ...
وهناك يكون النهار غير النهار والليل غير الليل ...
تكون أنت  وأنت  تتحادثان تتهامسان  لايشغب عليكما ثالث ...
هناك تسرح روحك فى المطلق  ...تحس أنك تملك ذاتك ..وتشعر  بوجود الأنا وذوبان ال(نحن )...
إنك هنا تقول ماتشاء وتفعل ما تشاء ...وتضحك بصوت عال ..أو تنتحب دون أن يسخر منك أحد أو يرثى لك  راث ...هناك قد تصادق الطيور وتسامق النجوم...وتحس أنك بعض هذا الوجود ..أو كل هذا الوجود
هناك قد تأنس بالوحش  وتفزع من افنس على حد قول أخينا عامر الصحراء:
عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى
وصوت غنسان فكدت اطير
 هناك قد تحس بأن حياة المدن فراغ...وفراغ الصحراء حياة فياضة ..
وهناك تمتلىء روحك صفاء يبلل نفسك بأنفاس نقية ...
وهناك تحس يقينا لاشيهة فيه بأن هذه الحياة نعمة وجدت لتحتضن كل حى ز..لأنها تتسع لكل حى
وهناك تصغر فى عينيك حياة المدائن اللاهبة اللاهية ...
ولكن برغم كل ذلك فإنك لاتطيق حياة (الأنا ) إلى غير مدى..وتجد نفسك المجنونة تحن إلى دروب الصعلكة ...وتراب الحوارى ..وصيحات الباعة ..بل وسباب السكارى ...
أوه...
ماهذا التقلب ؟ وما تلك الحيرة الرعناء التى تجذب افنسان بين السكون والاضطراب  ؟
لاتأس ياصاح فتلك هى الحياة بشدوها ولأوائها...
ولكن حياة (الأنا ) وحيدة حينا تبدو ضرورة لازمة إذا كنت تريد أن تتذوق طعم حياة المدن الصاخبة وبضدها تتميز الأشياء ..
بل إنى أزعم أن حياة النا وحيدة حينا من الدهر قد تعطيك زاذا أوفر وقوة أقدر على مجابهة إشكالات الحياة المدنية  ...
ولعل الرسل كانوا هم الرعيل الذى عرف تلك الميزة واستطاع التزود منها بزاد عظيم ..عظيم
وبعد كل ماقلت  لابد أن تدرك أنك لن تستطيع أن تعيش ال(نحن )دون أن تشبع الأنا...وإلا لو جاعت الأنا فستحس غربة شانقة...
إذن لامفر...
ف ال(نحن )و ال(أنا ) وجهان لعملة واحدة هى هذا الكائن الاجتماعى برغمه ..الاجتماعى بحاجته
هذا الكائن المشاغب عدو نفسه أحيانا وعدو غيره أحيانا رغم أنه أضعف المخلوقات حتى وهو يمتلك أقوى أسلحته (العقل )...
أجل لاغنى لنا عن الأنا ولاغنى لنا عن النحن ..ولكن المعضلة  فى كيف يتمازج الاثنان ؟
- See more at: http://elaphblogs.com/post/%D8%A3%D9%86%D8%A7%20%D9%88%D9%86%D8%AD%D9%86%20-104168.html#sthash.hsf3rSRJ.dpuf

ليست هناك تعليقات: