الخميس، 29 مايو 2014

حوار مع البحر

أيها البحر المتوسط القارات العتيقة...
مالى أراك مسترخيا تحت الشمس ؟ ثملا بأعطاف النسيم ؟ااا
ألايقلقك ما يجرى تحت أقدامك وعند جناحك الشرقى من أحداث جسام أكلت الإنسان والأرض والعرض ؟ااا
ألايحرك ساكنك صياح الأطفال وعويل النساء ودموع الشيوخ ؟اا
ألا تثور ثورة عارمة تجتاح قواعد الظالمين وتثلج صدورالمظلومين ؟ااا
..............
أيها الإنسان الحالم ....
ألاتصحو من أحلامك الجهول ؟اا
ألم تقرأ التاريخ  ؟
أظنك انشغلت عنه بأحلامك الفارغة...
ياهذا...
لقد جرت على صفحاتى معارك باسلة  كسر فيها (ابن ابى السرح )شوكة الأسطول الرومانى العتيد ....وتميزقادة الجمال على قادة الأساطيل..أفكان ذلك حلما من الأحلام ؟اا
لقد شهدت (طارق بن زياد )ببضع سفائن شراعية يغزو مملكة طاغية الأطراف والحكام...أفكان ذلك ضربا من الأحلام ؟اا
بل شهدت من قبل (أباأيوب)الأنصارى فى جند الله يغزون (صقلية )ويحولونها إسلامية أفكان ذلك ضربا من الأوهام ؟اا
وشهدت من بعد (محمدا الفاتح )يفتح (القسطنطينية)ويسقط الإمبراطورية الرومانية الغربية..أفكان ذلك حلما من أحلام اليقظة ؟اا
لقد عشت قرونا ماجدة وقد تحولت من بحر الروم إلى بحر العرب...وما كانت أحلاما بل كانت حقائق ملءالأسماع والأبصار...
كان ذلك أيام كان المسلمون مؤمنين حقا ...تحركهم هموم الرسالة التى يحملونها إلى البشر...
كانوا يحرصون على الموت كما تحرصون أنتم على الحياة...
كانوا يحملون هموم الإنسانية على اكتافهم كما تحملون أوزار أهوائكم وشهواتكم على كواهلكم..
كانوا رجالا بحق فلاغرو أن يساندهم الحجر والشجر ...
أما أنتم ....فماأنتم ؟
غثاء كغثاء السيل ..نزع الله منكم المهابة وأغرى بكم أعداءكم فتكالبوا عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتهم...
ذلك لأنكم ضللتم السبيل "ومن يضلل الله فماله من هاد "
ولكن  هذه الحال لن تدوم...
فسوف يأتى الله بقوم يحبهم ويحبونه أعزاء على الكفار رحماء بينهم ولايخافون فى الله لومة لائم ...
قوم يحكمون بالعدل وينتصفون للمظلوم ....
هؤلاء سيقيمون الميزان ...
وهؤلاء يستحقون أن أثور معهم  وأحمل على عدوهم وهؤلاء سيساندهم الشجر حتى تقول الشجرة "يا عبد الله يامسلم ورائى يهودى فاقتله "...
يا هذا ..
هل تستطيع أن تكون من هؤلاء ؟
إن كان لك جهد فابذله...
واجتهد أن تضع لبنة فى الجدار..
أما الأحلام ...مجرد الأحلام 
فهى قارب الأوهام ..
التى تغرق الأنام...

ليست هناك تعليقات: