الحكم الشرعى يتعلق بأفعال العباد التكليفية...وهذا الحكم قد يكون (تعبديا )وهو الذى لاينظر فيه إلى العلة فالصلاة واجبة على المسلم بكيفية معينة مثلا صلاة الصبح ركعين ..فى كل ركعة ركوع واحد وسجودان ...ولا يقال هنا:لماذا؟فالمطلوب فقط تنفيذ التكليف دون البحث عن علته وهذا معنى أنه (تعبدىّ)
ولكن هناك احكام أخرى تقوم على علة أو يرتبط الحكم فيها بسبب معين ...وللفقهاء فى هذه الحكام طريقان :
الأول:النظرإلى مطلق الأمر وهذا يقتضى الطاعة والمبادرة إلى التنفيذ دون بحث عن العلة فما دام الأمر قدصدر من الله ورسوله أصبح التنفيذ واجبا...
والثانى:النظرإلى العلة وربط تنفيذ الحكم الشرعى بها وجودا وعدما...
ويتضح ذلك بالأمثلة...
بعد انصراف الأحزاب عن المدينة منهزمين نزل جبريل عليه السلام وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يتجه إلى غزو (بنى قريظة )الذين غدروا بالمسلمين فى أثناء حصار الأحزاب فقال صلى الله عليه وسلم :"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يصلين العصر إلا فى بنى قريظة"...وواضح أن هنا نهيا صريحا عن صلاة العصرفى أى مكان إلا فى بنى قريظة...فكيف نفذ الصحابة هذا الأمر؟...لقد انطلق البعض إلى بنى قريظة تنفيذا للنهى حرفيا...بينما فهم البعض أن قصد الرسول صلى الله عليه وسلم الحث على الإسراع إلى بنى قريظة ووجدوا وقتا يسع الصلاة والذهاب ففعلوا...فهؤلاء نظرواإلى العلة والأولون نظروا لمجرد الأمر...ولكن كيف تعامل النبى صلى الله عليه وسلم مع الفريقين ؟...
لقد أقر كلا منهما ولم يلم أحدا...ومعنى هذا أن كلا الطريقتين جائز...
وفى الحج أمر النبى صلى الله عليه وسلم فى أثناء الطواف حول الكعبة بالرمَل فى الأشواط الثلاثة الأولى (الرمَل هو:الإسراع )
وبعد وفاته صلى الله عليه وسلم استمر بعض الصحابة فى الرمل بينما طاف البعض الآخر طوافا لارمل فيه...
أماالأولون فامتثلوا لمجرد الأمر وأما الآخرون فنظروا إلى العلة وقالوا لقد أراد صلى الله عليه وسلم أن يوصل رسالة إلى قريش التى قالت :(إن المسلمين بعد هجرتهم إلى المدينة قد ضعفوا بسبب جو المدينة )فأراد الرسول صلى الله عليه وسلم من المسلمين أن يظهروا لهم قوتهم ...
بينما قال البعض الآخر :(إن الإسلام أصبح قويا وإن قريش دخلت فى الإسلام فانتفت العلة وبذلك لم يعد هناك مبرر للرمل .
وهنلك أحاديث صحيحة يحذر الرسول صلى الله عليه وسلم فيها من (إسبال الإزار)أى لبس الرجال ثيابا طويلة تصل إلى ما تحت الكعبين ...فمن الناس من يقصر ثوبه امتثالا لمجرد النهى...ومن الناس من ينظر إلى العلة فقد ورد فى الحديث "بينما رجل يمشى فى حلة تعجبه نفسه مرجل رأسه خيلاء لإذ خسف الله به الأرض فهو يتلجلج فيها إلى يوم القيامة "فالعلة هنا ظاهرة وهى الكبر وفى حديث آخر أكثر دلالة "من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه "فقال أبو بكررضى الله عنه (يارسول الله إن إزارى يسترخى إلا أن أتعاهده)فقال النبى صلى الله عليه وسلم :"إنك لم تفعل ذلك خيلاء " والحديثان فى البخارى عن ابن عمر رضى الله عنهما...
والخلاصة من ذلك :
أن على الدعاة أن يراعواالأمانة فى تعليم الناس أحكام الشرع وألا يلزموا الناس بما يرونه شخصيا ,,بل عليهم أن يعرضوا المسائل كما هى ولابأس أن يرجحوا بعض الآراء ولكن ليس لهم أن يحجبوا رأيا خاصة إذا كان له مستند شرعى..وهذا من باب الصدق فى لفتوى والإخلاص لدين الله والتوسعة على الناس ..
هذا بالله التوفيق والله أعلى وأعلم
ولكن هناك احكام أخرى تقوم على علة أو يرتبط الحكم فيها بسبب معين ...وللفقهاء فى هذه الحكام طريقان :
الأول:النظرإلى مطلق الأمر وهذا يقتضى الطاعة والمبادرة إلى التنفيذ دون بحث عن العلة فما دام الأمر قدصدر من الله ورسوله أصبح التنفيذ واجبا...
والثانى:النظرإلى العلة وربط تنفيذ الحكم الشرعى بها وجودا وعدما...
ويتضح ذلك بالأمثلة...
بعد انصراف الأحزاب عن المدينة منهزمين نزل جبريل عليه السلام وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يتجه إلى غزو (بنى قريظة )الذين غدروا بالمسلمين فى أثناء حصار الأحزاب فقال صلى الله عليه وسلم :"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يصلين العصر إلا فى بنى قريظة"...وواضح أن هنا نهيا صريحا عن صلاة العصرفى أى مكان إلا فى بنى قريظة...فكيف نفذ الصحابة هذا الأمر؟...لقد انطلق البعض إلى بنى قريظة تنفيذا للنهى حرفيا...بينما فهم البعض أن قصد الرسول صلى الله عليه وسلم الحث على الإسراع إلى بنى قريظة ووجدوا وقتا يسع الصلاة والذهاب ففعلوا...فهؤلاء نظرواإلى العلة والأولون نظروا لمجرد الأمر...ولكن كيف تعامل النبى صلى الله عليه وسلم مع الفريقين ؟...
لقد أقر كلا منهما ولم يلم أحدا...ومعنى هذا أن كلا الطريقتين جائز...
وفى الحج أمر النبى صلى الله عليه وسلم فى أثناء الطواف حول الكعبة بالرمَل فى الأشواط الثلاثة الأولى (الرمَل هو:الإسراع )
وبعد وفاته صلى الله عليه وسلم استمر بعض الصحابة فى الرمل بينما طاف البعض الآخر طوافا لارمل فيه...
أماالأولون فامتثلوا لمجرد الأمر وأما الآخرون فنظروا إلى العلة وقالوا لقد أراد صلى الله عليه وسلم أن يوصل رسالة إلى قريش التى قالت :(إن المسلمين بعد هجرتهم إلى المدينة قد ضعفوا بسبب جو المدينة )فأراد الرسول صلى الله عليه وسلم من المسلمين أن يظهروا لهم قوتهم ...
بينما قال البعض الآخر :(إن الإسلام أصبح قويا وإن قريش دخلت فى الإسلام فانتفت العلة وبذلك لم يعد هناك مبرر للرمل .
وهنلك أحاديث صحيحة يحذر الرسول صلى الله عليه وسلم فيها من (إسبال الإزار)أى لبس الرجال ثيابا طويلة تصل إلى ما تحت الكعبين ...فمن الناس من يقصر ثوبه امتثالا لمجرد النهى...ومن الناس من ينظر إلى العلة فقد ورد فى الحديث "بينما رجل يمشى فى حلة تعجبه نفسه مرجل رأسه خيلاء لإذ خسف الله به الأرض فهو يتلجلج فيها إلى يوم القيامة "فالعلة هنا ظاهرة وهى الكبر وفى حديث آخر أكثر دلالة "من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه "فقال أبو بكررضى الله عنه (يارسول الله إن إزارى يسترخى إلا أن أتعاهده)فقال النبى صلى الله عليه وسلم :"إنك لم تفعل ذلك خيلاء " والحديثان فى البخارى عن ابن عمر رضى الله عنهما...
والخلاصة من ذلك :
أن على الدعاة أن يراعواالأمانة فى تعليم الناس أحكام الشرع وألا يلزموا الناس بما يرونه شخصيا ,,بل عليهم أن يعرضوا المسائل كما هى ولابأس أن يرجحوا بعض الآراء ولكن ليس لهم أن يحجبوا رأيا خاصة إذا كان له مستند شرعى..وهذا من باب الصدق فى لفتوى والإخلاص لدين الله والتوسعة على الناس ..
هذا بالله التوفيق والله أعلى وأعلم
هناك تعليق واحد:
أخى الأستاذ /خليل ...لم أتلق أى تعليق من جانبك ولاأدرى ما السبب عموما شكرا على مرورك الكريم
إرسال تعليق