السبت، 1 مارس 2014

عيشوا سالمين

هذا المخلوق الذى ينام على أريكة فى الشارع لايجد جدارا يؤويه ولا سقفا يحميه ولالقمة تسد جوعه ولا ثوبا يستره كيف ينظرإلى أصحاب القصور الشاهقة والسيارات الفارهة والملايين المملينة؟
كيف ينظرإلى هؤلاء الذين يقضون أيامهم ولياليهم لاهين متخمين؟
لاشك أن قلبه يتوقد بنيران الحقد على هؤلاء ويودلو يتمكن من رقابهم وأموالهم ...ولسان حاله يصرخ :
كلناأولاد تسعة فمابال هؤلاء يجدون فوق ما يريدون ولاأجد أدنى الضرورات ؟
قد يكون كثير من هؤلاء أقل ذكاء منى وأقل علما وأقل مهارة ولكن ذكائى وشهادتى ومهاراتى لم تشفع لى وهاأنا أعيش ككلب أجرب على هامش الحياة بل إنى أحسد هذه الكلاب المدللة التى أراها تمرق أمامى فى سيارات أصحابها تخرج لى لسانها قائلة :أنا أسعد منك حالا وأعزجانبا...
ماذا يفعل مثل هذا المخلوق لو شاهد حريقا فى بيت أحد هؤلاء المترفين ؟ أو أصيب أحدهم فى حادث أمامه ؟
هل سيهب لنجدتهم أم يلقى على النار نارا ويتمنى الموت لذالك المصاب ؟
الجواب معروف ...والجواب يطلق صرخة إنذار:
أيها المترفون المتخمون:
المال مال الله ...وكلنا عباد الله ...وهو الذى وهبنا حق الحياة فمن نازعنا هذا الحق نازعناه روحه وأمنه وماله ...
إننا لانطلب صدقة ولكنا نطلب حقا...حقا يتيح لناأن نقف على اقدامنا ونساهم فى صنع الحياة وهذا الحق منحة من الله "والذين فى أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم " نعم إنه حق مكتسب يعين على البداية الصحيحة لحياة منتجة كريمة تجعلناأعضاءنافعين راضين عن المجتمع ...
أجل إننا نريد من المترفين أن يتوقفوا عن استفزازنا بسفاهاتهم وأن يتوقفوا عن شراهتهم فى جمع المال بكل طريق ...
نتمنى أن يعيشوا ويتركونا نعيش ...وإلا ...فياروح مابعدك روح وعلىّ وعلى أعدائى....
فياأيها المترفون المتخمون...
هذا هو الطريق ...إن كنتم تريدون أن تعيشوا سالمين

ليست هناك تعليقات: