الجمعة، 6 سبتمبر 2013

هم يضحك وهم يبكى

لم يحضر إمام المسجد فتقد م أحدهم للإمامة وقرأ قوله تعالى "فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا وكفلها زكريا "الآية 37 من سورة آلعمران ولكن المسكين قرأ "وكفلها زكريا " هكذا (وكفنها زكريا ) فرد أحد المصلين "وكفلها " فقال المسكين (وكفنها ) ولما كرر المصلى تصحيحه فوجىء المصلون بالإمام المزعوم يستدير ويشتبك فى عراك مع المصحح بالألفاظ انقلب إلى عراك بالأيدى وضاعت الصلاة .....
...............هم يضحك وهم يبكى ...
فالهم الذى يضحك هو هذا الخطأ الشائن الذى وقع فيه هذا الجاهل فلم يدرك الفرق بين "كفلها " وكفنها ..
والهم المبكى.. فى هذه الجلافة وهذا التعصب للموقف حقا أوباطلا فإما أن تكون على وفق ما أريد وإما أن تكون عدوى 
ويكاد يكون هذا السلوك الاجتماعى طابعا عاما للسلوك فى مصر يشمل المواقف السياسية والثقافية 
وهذا الطابع دليل على غياب الوعى والنضوج النفسى ولعل الأمية التى تعانى منها نسبة كبيرة من الجماهير تشكل السبب الأساسى لطاهرة رفض الآخر 
ومن اللافت للنظر أنه يقال :إن شعب مصر متدين بطبعه مع أن الدين الإسلامى واضح كل الوضوح فى عنايته الفائقة بالرأى الآخر والقرآن حافل بذكر آراء الكفار والرد عليهم ردا منطقيا 
ويبدو أن المسألة مرتبطة بعادات شكلت ثقافة عامة لاتستجيب لوازع دينى أو إصلاحى 
ويبدو أنه سيطول الانتظار حتى تتحول تلك الثقافة السلبية إلى ثقافة إيجابية تحترم الرأى الآخر

ليست هناك تعليقات: