مدونات إيلاف : السر الأعظم فى القرآن "مالهذا الكتاب لايغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها " الكهف 49 وتفسرون ذلك بأن القرآن حوى العلوم كلها ..فإذا كان الأمر كذلك فما هى (الروح )؟
-أولا : القرآن ليس كتاب علوم بل كتاب هداية وهو لتحقيق هذه الهداية يخاطب العقل بمايحسنه فيضع أمامه آيات الله فى السماء والأرض ويتحدث عن الشمس والقمر و تكوير الأرض وما ينتج عنه من الليل والنهار ويتحدث عن القطع المتجاورات فى الأرض التى تسقى بماء واحد ومع ذلك تخرج زرعا مختلفا ألوانه ومذاقه والقرآن يتناول مستويات العقول كلها فيتحدث إلى من يتفكرون ولى من يفكرون وإلى من يتمتعون بأدنى مستوى العق ....
كما يتحدث القرآن -فى سبيل الهداية -إلى مستوى فوق العقل إلى الروح فيثير أشواقها إلى عالم فوق المادة لايحسنه العقل ولا يطيقه وهذا العالم تحن إليه الروح والقرآن يمدها بما يغذيها فيحدثها عن عالم الغيب حديث حق وصدق .
ثانيا: هذه الآية التى ذكرتها لاصلة لها بالعلوم المادية التى تقصدها ولو قرأت الآية من أولها لبان لك موضوعها فهى تتحدث عن حساب المجرمين يوم القيامة وحين يتلقى كل منهم كتاب عمله مدونا فيه كل صغيرة وكبيرة عملها فى حياته التعيسة يصرخ ندما ..ياويلتى .."مالهذا الكتاب لايغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها " وبهذا ترى أن المقصود هنا بالكتاب إنما هو صحائف الأعمال وليس القرآن الكريم .
-ويبقى السؤال :ما الروح ؟
-يجيبك القرآن :"ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربى وما أوتيتم من العلم إلا قليلا"الإسراء 85
-هذا ليس جوابا فهو لم يعرف الروح
- بل الجواب واضح جلى فالروح ليست من الأمور التى يمكن للعقل البشرى أن يصل إلى جوهرها فهى مثل الآخرة وما فيها من الجنة والنار وهى مثل الغد الذى لاطاقة للعلم أن يجزم بما سيحدث فيه وهى مثل الموت الذى لايستطيع العلم أن يوقفه ..الخ
-ولكن الآية تقول إن الروح من أمر الله ز.فلماذا لا يعرفنا الله أمر الروح ؟
- كما لم يعرفنا الله أمورا كثيرة ...فهو سبحانه لم يعرفنا ..أمر العقل ..ولا أمر النفس ولا أمر الغيب ولعل ذلك لسببين :
الأول :أن هذه الأمور فوق طاقة الإدراك البشرى والاشتغال بها إرهاق للعقل وإزهاق للوقت ومضيعة للحياة دونالوصول إلى فائدة .
والثانى :أن اللغات البشرية لاتوجد بها مفردات يمكنها التعبير عن تلك الحقائق المغيبة .
ومن هنا كان الأجدى للإنسان أن يشغل نفسه بما يفيده "ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا "النساء 66
-وإذا كان الأمر كذلك وكانت معرفة حقيقة الروح مستعصية على الإنسان فلماذا يثيرها القرآن أصلا ؟
-لهدف مهم جدا هو أن يقمع غرور هذا الإنسان الذى لاحد له خاصة عندمايكشف الله له بعض أسرار خلقه ...فيلفت القرآن نظره إلى أنه مهما علم فعلمه قليل وهذا عقله الذى يفكر به ويغتر به سر لايستطيع له حلا وهذه روحه التى تسرى بين جنبيه لايعلم حقيقتها فلا يحق له بعد هذا أن يغتر بعلمهالقليل "وفى أنفسكم أفلاتبصرون " ؟ااااااااااااااالذاريات 21
-ولكنى قرأت فى بعض الأحاديث عن علامات الساعة أن المسيح الدجال يضرب الرجل بالسيف فيقع جزلتين يمشى الدجال بينهما ثم يقول :انهض فيقوم الرجل حيا ...ومعنى هذا الحديث أن افنسان سيصل إلى حقيقة الروح ويستطيع أن يحيى الموتى ..
-الحديث عن علامات الساعة حديث عن العالم وهو يوشك على النهاية وهنا كما أخبرنا الله تعالى ستنقلب الموازين وستقع أشياء تجعل الإنسان يظن أنه قادر على كل شىء "حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أونهارا فجعلناهاحصيدا كأنلم تغن بالأمس "يونس 24
-والخلاصة ؟
-أن يشتغل الإنسان بما يعنيه وهو حسن خلافته فى الأرض بتحقيق العدل والرحمة وبذل الخير وكل ذلك تحت رابة التعبد المستنير لله رب العالمين
والابتعاد عن كل مالا يفيده مما اختص الله به نفسه لأن الإنسان -إن تجاوز حده -لن يتعب إلا نفسه ولن يصل إلى مايريد .
- See more at: http://elaphblogs.com/post/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B9%D8%B8%D9%85%20-99687.html#sthash.TEHhi9wA.dpuf
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق